• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

لحظات تأمل

لحظات تأمل
نورا عبدالغني عيتاني


تاريخ الإضافة: 17/4/2017 ميلادي - 20/7/1438 هجري

الزيارات: 6607

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لحظات تأمل

 

آناءَ تلك الليلة المظلمة؛ حيث غاصتْ كلُّ أركان الأرض في حِداد، وحيث غرِق النور في نومٍ عميق، أيقنتُ نفسي!

عرَفتُ في حينها أنَّ الجهل ظلام، وأدركتُ أن لا منقذ لي من عالم الظلام إلا النورُ، وعرفتُ قيمةَ العلم، ظلتُ أبحث وأفكِّر وأقلِّب الأمورَ رأسًا على عقب، حتى بانت لي سلاسل نورٍ من ذهب ترصَّعتْ بحبَّات الألماس البرَّاقة، التي ما خلتْ من تلك اللمعة السحرية.

 

منذ ذلك الحين، بِتُّ لا أحبُّ إلا الليل، ورحتُ أنتظر قدومَه بفارغ الصبر، فكلَّما أبصرتُه يطلُّ عليَّ بخيوطه البرَّاقة، التي اعتدتُ عليها، والتي باتت جزءًا من حياتي لا يتجزأ، رحتُ أرنو إليه وأتأمَّله بدقَّة متناهية؛ حتى لا أضيع على نفسي لحظةً واحدة من لحظاتٍ عددتُها لحظات السعادة!

 

وحدي فقط كنتُ أدرك روعةَ وجمال الليل، ووحدي أيضًا كنتُ أفهم ما تعنيه كلمة (ظلام).

أجَل، وكنتُ أكره هذه الكلمة بكلِّ معانيها القبيحة! كنت ألجمها، وأحاول إبعادَها عنِّي بشتى الطرق، فكلَّما شارفتْ لحظات تأمُّلي الليليَّة على الانتهاء، هممتُ بالإسراع قبل أن ترسِل الشمسُ الذهبيَّةُ أشعتَها الحارقة؛ وقبل أن تكشف الدنيا ستارها الأسود فتبدي ظلامَها الحقيقي؛ ظلام الجهل والسطحيَّة، أو بالأحرى ظلام الناس أنفسهم!

 

وحده الليل كان يبثُّ في داخلي شيئًا من الطمأنينة والراحة، ويعكس مرآةً في داخلي على عالمٍ لا مجال للضياع فيه؛ عالم الذات!

من هنا، وعلى ضوء القمر الشفَّاف أدركتُ ذاتي، ورحتُ ألهو في رِحابها كطفلة صغيرةٍ لا همَّ لها إلا اللعب، وظللتُ على حالي؛ أُصارع الظلامَ، وأطارد الأحلامَ الورديَّة، حتى إذا ما اضطررت في يومٍ من الأيام إلى التوقُّف، بقيَتْ لي آثارٌ وخطوط، تقودني إلى عالمي التأمُّلي اللامُنقطِع؛ عالم الوجود السِّحري؛ ذلك فقط لكي لا أكفَّ عن التحليق!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة