• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / المرأة الأديبة / كاتبات الألوكة


علامة باركود

مرحبا بحياتي الجديدة!

مرحبا بحياتي الجديدة!
صفية محمود


تاريخ الإضافة: 30/1/2017 ميلادي - 2/5/1438 هجري

الزيارات: 5444

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مرحبا بحياتي الجديدة!


مرَّت السنون مسرعةً، أحداث متلاحقة لم تدع لها فرصةً كي تلتقط الأنفاس؛ زواج، ثم حمل، ووضع ورضاع، وهكذا حتى صارت أمًّا لسبعة، إنها نعمةٌ حُرمت منها الكثيرات؛ زوج وبيت وأولاد، فالحمد لله أولًا وآخرًا، لكننا أحيانًا نَتيه في بحر النِّعم ونركز في المحن!

 

تداولت على الأسرة الأيام؛ قِلَّة في المال تارة، وتارة زيادة، تمر بعض الليالي في سعادة، وأخرى تَشُوبها الشقاوة، وهكذا مركبُ العمر سار بالحمل الثقيل، لكن يخفِّفه الحلم الجميل بغدٍ سعيد:

فهذا الولد الفصيح يصلح للخطابة.

وتلك البنت الوَدود حنونٌ منذ الولادة ستكون أمًّا لقادة أو لسادة.

أما الولد الأوسط، فلاحت عليه مخايل القيادة.

وهذا الأخير محب للعبادة والوعظ والزهادة.

وهذه البُنيَّة تحسبها في غيابٍ عن الأهل والأحباب، غارقة في كتاب في زاوية أو خلف باب.

أما تلك الصغيرة، فمُغْرمة بالحدائق والزهر والورد.

أما الكبير ومَن يليه، فهم فَرَسَا رهانٍ، في سباق على الدوام في النجاح.

 

وفي الدراسة هموم عديدة، لكنها تسعدني، وكلما مرَّت سنون انتعش البيت وازدهر، فالكل في نقاش، أو حتى في شجار، لكنه محبَّب، كصوت الطيور ولحن النشيد.

 

وكبِر الجميعُ، وبدأ العدُّ في التناقص:

فإحدى البنات زُفَّت إلى زوجها، وأخرى في الطريق.

وهذا آخر يحزم الأمتعة سيهاجر ليكمل الدراسة.

وآخر طلبوه للجيش.

وثالث عيَّنوه ببلدة بعيدة واعظًا بالمساجد.

أما الكبير، فيبني العمائر.

 

والوقت لا يتَّسع، فلا مجال للتعايش، وانشغل كلٌّ بحاله، فأحسست بالفراغ، وخيَّم السكون على البيت، وسكتت الغارة، فلم أَعُدْ أسمع عبارة أو بعض جملة، فضلًا عن حكاية، سوى: وداعًا أمي، ثم في نهاية اليوم: أهلًا أمي، اعذِريني، لقد أرهقت اليوم، سأرتاح حتى الصباح، أقول: والطعام؟ إني أنتظرك، يقول: أرجئيه حتى أنام، وهكذا سارت الأيام!

 

فأحسستُ بالفقر في المشاعر، فقلت: لا بد أن أواصل، فهذه مَهمَّة الأمومة، عطاء متواصل، بلا فواصل، لكنني لم أحتمل، فراجعتُ نفسي: لماذا الهموم في تزايدٍ، رغم أني أجني البشائر بنجاح الأولاد، وإنجازات حِسَان تَسُرُّ كلَّ سامع، فكيف بالشاهد؟!

 

لكنني أشعر بفراغ في البيت؛ فلا صوت ولا جمع، بدأَتْ تُخيِّم في ساحتي الكآبة، وتغيم سُحُب الملالة، فالحياة صارت رتيبة، وتوحَّدت فيها الوتيرة، فقلت لنفسي: ما العمل؟ هكذا سأحيا بلا أمل؟

 

فعلمتُ بفضل الله أين الخلل، لقد عوَّلت على زائل، فحدَث ما حدث، رتبت سعادتي على الجمع، وكلُّ جمعٍ سيفترق، فقلتُ في نفسى: سأُحْيِي في نفسي روحَ الأمل، إن الحياة بغير الله سراب، والموصول بالله في سعادة، سيَّانِ في عزلة أو جماعة؛ لأنه لا يفارق ربًّا إذا اتصل به فسيغنيه، وإن خلت اليد، ويؤنسه ولو انفضَّ عنه الجمع، وعندها فرَّ الهمُّ، وانسحب الغمُّ، وعرفت الطريق، وعدّلت الطريقة، فانتظمتُ في حلقة لدراسة الشريعة، وأخرى لحفظ القرآن، وصار لي في الدرب أقران، أصحاب على الحقيقة، وعلمت أني كنت عن سعادتي محبوسة، فلم أعد أشكو، تركوني وحيدة، بل صرت أقول: (مرحبًا بحياتي الجديدة).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة