• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

الشعر الدعوي: مكانته ومميزاته

الشعر الدعوي: مكانته ومميزاته
د. هند بنت مصطفى شريفي


تاريخ الإضافة: 26/1/2016 ميلادي - 15/4/1437 هجري

الزيارات: 10751

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الشعر الدعوي

مكانته ومميزاته

 

وهو من الوسائل الدعوية الإعلامية المشروعة لنصرة الحق والدفاع عن النفس ونصرة المظلوم، وهو جهاد بالكلمة، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع لحسان منبراً في المسجد يقوم عليه قائماً، يفاخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يؤيد حسان بروح القدس ما يفاخر أو ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم))[1].

 

وللشعر مكانة عظيمة ومنزلة كبيرة عند العرب، لأنه ديوان مآثرهم وسجل مفاخرهم، وما من حرب تقوم بينهم إلا هاجها الشعر وسجل أحداثها، ولما جاء الإسلام مخالفاً للعرب في عقائدهم وعاداتهم الباطلة، اتخذ الرسول صلى الله عليه وسلم من الشعر سلاحا يرد به كيد أعدائه ويناضل عنه، وسلط على الأعداء أشعر أصحابه[2]، مثل حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحه وكعب بن مالك وغيرهم - رضي الله عنهم أجمعين - ممن استثناهم الله تعالى في قوله: ﴿ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ * أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ﴾ [الشعراء: 224 - 226] [3].

 

وسليقة العرب الشعرية الفطرية وفصاحتهم جعلتهم كثيراً ما يصوغون كلامهم شعراً، فهذا عمرو بن سالم رضي الله عنه يقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم يتظلم ويشكو غدر بني بكر وقريش، ومما قاله:

يا رب إني ناشد محمدا
حلف أبينا وأبيه الأتلدا
فانصر رسول الله نصرا أبدا
وادعُ عباد الله يأتوا مددا
ونقضوا ميثاقك المؤكدا
وجعلوا لي في كداء رصدا
هم بيتونا بالوتير هجدا
وقتلونا ركعاً وسجدا[4]

 

ولما أمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالتهيؤ والاستعداد للقتال، قال حسان بن ثابت رضي الله عنه شعرا يحرض الناس فيه ويذكرهم بمصاب رجال خزاعة ومما قاله:

ألا ليتَ شعرِي هَلْ تَنَالنَّ نُصْرتِي ♦♦♦ سُهَيل بن عمرٍو حَرُّها وعِقابها[5]

 

وهذا أبو سفيان بن الحارث رضي الله عنه من شعراء قريش وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يسل سيف شعره لهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم لما أراد الله تعالى له الخير أسلم فأنشد شعرا يعتذر فيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عما بدر منه، ومنه قوله:

لعمرك إني يوم أحمل رايةً
لتغلب خيل اللات خيل محمدِ
لكالمدلجِ الحيران أظلم ليلهُ
فهذا أوانُ الحق أهدي وأهتدي
هدانيَ هادٍ غيرُ نفسي ودلني
إلى الله من طرَّدت كل مطرَّد[6]

 

ومما سجله التاريخ من الشعر الذي قيل في الفتح، قول حسان رضي الله عنه:

عَدِمْنا خَيْلَنا إنْ لَمْ تَرْوها
تُثِيرُ النَّقْعَ مَوْعِدها كَدَاءُ[7]
يُنازِعْنَ الأعِنَّة مُصْغِياتٍ
على أكتَافِها الأَسَلُ الظِّماءُ[8]
تَظلُّ جِيَادُنا مُتَمطِّراتٍ
يُلَطِّمهنَّ بالخُمُرِ النِّساءُ[9]
فإمَّا تُعرِضوا عَنَّا اعْتمَرْنا
وكانَ الفَتحُ وانْكشَف الغِطَاءُ[10]
وإلاَّ فاصْبرُوا لجِلادِ يومٍ
يُعينُ اللهُ فِيه من يشاءُ[11]

 

وقيل إنه قالها قبل الفتح، وروى الإمام الزهري أنه قال: لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء يلطمن الخيل، تبسم إلى أبي بكر لصدق وصف حسان[12].

 

مميزات وسيلة الشعر:

وتظهر ميزة الشعر أنه يمكن استخدامه في الجانبين الترغيب والتأليف، وفي والترهيب والتنفير، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن أثر الشعر في تأليف القلوب وتنفيرها: إن ذلك الأثر يحصل بالحقائق كما قد يحصل بالمتوهمات، ولهذا يؤثر قول الشعر في التأليف والتنفير، بحيث يحرك في النفوس شهوة ونفرة تحريكا عظيمًا، وإن لم يكن الكلام منطبقا على الحق لكن لأجل التخييل والتمثيل.

 

وإذا كان الناطق لم يعن إلا الحق، صار ذلك موهماً للمستمع توهماً يؤلّفه تأليفاً يحبه الله ورسوله، بمنزلة تأليفه وتنفيره بالأشعار التي فيها تخييل وتمثيل[13].

 

ويمكن استخدام الشعر كوسيلة من الوسائل المؤثرة في إثارة الغضب لله تعالى، وفي إشعال الحماسة للجهاد والدعوة في قلوب المؤمنين، وفي الدفاع عن الإسلام، والرد على كيد أعدائه.

 

واستخدم الشعر كذلك في حفظ المآثر الإسلامية، وفي تقييد العلوم الإسلامية على هيئة متون مختصرة شاملة، تعين على الحفظ مثل ألفية ابن مالك في اللغة العربية، والرحبية في علم الفرائض، والقصيدة النونية في العقيدة، والسبل السوية في السنن، وغيرها كثير.



[1] رواه الترمذي في سننه كتاب الأدب باب ما جاء في إنشاد الشعر 5/ 134 ح 2846. وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب .

[2] انظر الحرية الإعلامية في ضوء الإسلام: د. سعيد بن علي ثابت من ص 125- 126، دار عالم الكتب للطباعة والنشر الرياض، ط:2، 1414ه 1993م، وانظر الدعوة الإسلامية الوسائل الأساليب ص 96.

[3] سورة الشعراء الآيات 224- 227. وقد قيل في سبب نزولها: إنها نزلت في الصحابة المذكورين واعترض الحافظ ابن كثير لأن السورة مكية، فكيف يكون سبب نزول هذه الآيات شعراء الأنصار ، فهذا الاستثناء يدخل فيه شعراء الأنصار وغيرهم، انظر تفسير القرآن العظيم 6/ 186.

[4] سبق تخريجه ص 101.

[5] انظر القصيدة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 4/ 15. ورويت حربها وعقابها، أو وخزها وعقابها، والوخز : الطعن.

[6] سبق تخريجه ص 114.

[7] النقع: الغبار . حاشية سيرة النبي صلى الله عليه وسلم :ابن هشام 4 /44.

[8] ينازعن : يروى في مكانه يبارين، والمراد الخيل تجاري الأعنة. الأسل: الرماح. والظماء: العطاش. المرجع السابق.

[9] متمطرات: ذاهبة مسرعة يسبق بعضها بعضا، والخمر: جمع خمار، وقد روي أن نساء مكة يوم الفتح ظللن يضربن بخمرهن وجوه الخيل ليرددنها. المرجع السابق.

[10] اعتمرنا: أدينا مناسك العمرة، وانكشف الغطاء: ظهر ما كان خافيا. المرجع السابق.

[11] الجلاد : المضاربة بالسيوف، وروي يعز الله. المرجع السابق.

[12]بتصرف، سيرة النبي صلى الله عليه وسلم: ابن هشام 4 /46، وانظر القصيدة من ص 43- 46.

[13] بتصرف، الفتاوى: ابن تيمية 28/ 650 و 162.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة