• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

أثر الشعر العربي في الأدب التركي

د. حسين مجيب المصري

المصدر: مجلة الأدب الإسلامي، المجلد التاسع، العدد السادس والثلاثون، 1424هـ، 2003م. تُنشَر باتفاق خاص مع المجلة.

تاريخ الإضافة: 16/6/2007 ميلادي - 30/5/1428 هجري

الزيارات: 33187

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
من المعلوم على وجه اليقين أنَّ الأدب التركي القديم هو الأدب الإسلامي في أوْج كماله، واتساق معالمه، فقد نهج التركُ سبيل الفرس في ذلك التراث الإسلامي الذي تلقَوه عن العرب من قبل، فتحصَّل لديهم بذلك تراثٌ إسلاميٌّ تعددت معالمه، وتبدَّت سماته. وقد زاد الترك في هذا التراث الإسلامي، وطبعوه بطابَعهم، فبلغوا به ما لم يبلغ غيرهم.

ولم يَعزُب عن بال العلماء والأدباء من الترك هذا التنوعُ في خلفيتهم الثقافية التراثية، فنهلوا من مواردها المختلفة، وأخذ شُدَاةُ الأدب منهم في إرساء ثقافتهم على هذا التراث الإسلامي. ولم يخفَ عليهم أن هذا التراثَ - في أعماقه وأبعاده - بلغة (الضاد) التي جمعت هذا التراث، وهي لغة القرآن الكريم، والحديث الشريف، والشرع الحكيم؛ فرأوا من أوجب الواجب أن يُحيطوا علماً بالعربية؛ كيما يفهَموا آيات الذكر الحكيم، وأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأحكام الشرع.

وهنا وقفةٌ لابد منها؛ لنظرة تأمُّل فيها: هي أن الأدبَ التركي القديم انبثق في الوجود أدباً دينياً محضاً؛ نثره وشعره، وحسبُنا قولنا: إن بواكيرَ النثر التركي إنما كانت شرحاً وتفسيراً لقِصار سور القرآن المجيد، كما أن الشعرَ التركي القديم جرى أولَ ما جرى على ألسنة الوعَّاظ، الذين جمعوا حولهم المريدين؛ ليسمعوا منهم ويأخذوا عنهم، وهذا قاطعُ الدلالة على أن الدينَ الحنيف في لغته - وهي لغة القرآن - كان ذلك الأساسَ الرصين الذي أرسى عليه الأتراك العثمانيون ثقافتَهم الإسلامية، العريقة في إسلاميتها.

كما أن هذا الأدبَ التركي الذي نشأ في الأناضول إنما تأثَّر واستمدَّ كيانه - أو كاد - من الأدب الفارسي عموماً، والشعر الفارسي خصوصاً.
ولقد تأثر هذا الأدب الفارسي في عموم وشمول بالأدب العربي في لغته العربية.
وهنا نلحظ كيف انسرب ما لا يُحصى من ألفاظ عربية في الشعر الفارسي؛ بل نتجاوز ذلك لنقول إن الرجحان كان للألفاظ العربية في لغة الأدب الفارسي، ويُبنى على ذلك أن ندرك - فيما لا يحتمل شكّاً ولا تأويلاً - أن العربية وجدت سبيلها إلى تراث الترك، وإلى دين الترك جميعاً.

وعليه؛ كانت اللغة العربية في نظر الترك لغة من الأهمية بمكانة، وحسبها أنها لغةُ الدين والأدب في وقت معاً. ولكن لابد من التحفُّظ لنقول: إن من كان يحذق العربية من علماء وأدباء الترك إنما كان قلة ضئيلة؛ لذلك التغاير بين العربية والتركية، مما جعل العلم بها أمراً ليس على التركي بيسير.

وهنا نُفسح المجال لشاعر تركي هو (نابي) المتوفى عام 1712م، لنصغيَ إليه متحدثاً في هذا الصدد؛ فهو القائل ما ترجمته:
"ما أكثرَ أشعارَ العرب، ومصدرها الشام وحلب! لا تقل: إنها من الأوزان تجردت؛ فإن لها أوزاناً خاصة على حِدَة، وهي عامرة بالمعاني المرقِصَة! وما أشبهَها بالمِشعل اللماع، إذا ألقى بالشرر في الأسماع! وما أكثرَ ما فيها من مُطْرِبٍ مُعْجِب، الذي يجلو مرآة القلب! وكم فيها من نعوت شريفة نبوية، ومدائح للمعجزات المصطفوية! وكلٌّ منها جوهر ثمين ودر موضون. أنعم في تلك الأشعار نظرَك، وابذُل في تفهُّمها جهدك. لا يصلح الأمر إلا بالعربية، ولن تكفيَ وحدها الفارسية. وفي العربية شتَّى أنواع العلوم، والعلم بدونها غير مفهوم".

هذه الأبيات من شعر هذا الشاعر - الذي وجَّه فيها الخطاب إلى ولده؛ ينصحه ويعلِّمه - واضحة الدلالة على منزلة العربية لدى القوم آنئذ، كما أنها تُرشد إلى أهمية تعلمها، والنظر فيما تحوي من علوم وفنون.
وهذا الشاعر ضمناً يهيب بأهل العلم والأدب أن يلقوا بالاً إلى اللغة العربية، وأن يحرصوا كل الحرص على تعلُّمها، والإفادة مما حوته، وهو يعود بجزيل النفع على كل مَنْ كان صاحب عبادة، وله بالعلم والشعر ولوع.

أما أشهر من نظم شعراً بالعربية من الترك: فشاعرٌ من أهل القرن السادس عشر، سكن بغداد في عهد السلطان سليمان القانوني؛ فنُسب إليها، وعُرف بـ (فضولي البغدادي)، وهو في رأينا (أمير الشعر التركي القديم)، وكان ينظم وينثر بالتركية والفارسية والعربية.
وها هو ذا يقول في مقدمة ديوانه التركي إنه نظم الأراجيز بالعربية! كما يقول في مقدمة ديوانه الفارسي إنه أتحفَ فصحاء العرب بفنون شعره العربي!!

ويقول مؤلفٌ تركيٌّ قديمٌ؛ يسمى (صادقي)، في كتاب له بعنوان "كُنْهُ الأخبار"، وقد جمع فيه تراجمَ الشعراء الترك: إن لـ (فضولي) ديواناً بالعربية، يتألَّف من غزليات وقصائد، ولقد اطَّلع على قرابة ثلاثين ألف بيت كتبها (فضولي) بخطه.

ونحن نقع على أبيات متفرقة من الشعر العربي في دواوين وكتب له، وهو يتأسى بشعراء الترك والفرس الذين يوردون البيت والبيتين في كلامهم؛ لتأييد الغاية التي يسعون إلى بلوغها، واستخلاص المعنى من كلامهم، وهذا مثالٌ من شعر (فضولي) العربي:
نُسَبِّحُ مَنْ أَهْدى النُّفُوسَ إِلى المُنى        وَقَدَّرَ  أَشْكالَ   الأُمُورِ   وَحَلَّها
نُقَدِّسُ  مَنْ   لَوْلا   إِعانَةُ   فَضْلِهِ        لَما  عَلَّمَ  آدَمَ   الأَسْماءَ   كُلَّها
وبعد هذين البيتين في التوحيد، يمدح فضولي خير البرية - صلى الله عليه وسلم - قائلاً:
أُثْنِي  عَلى  خَيْرِ  الأَنامِ   مُحمَّدٍ        كَشَفَ الدُّجَى بِضِياءِ بَدْرِ جَمالِهِ
بِثَنائِه   رُفِعَتْ   مَدارِجُ    قَدْرِنا        خُصَّتْ    تَحِيَّتُه    عَلَيْهِ     وَآلِهِ
وحسبنا بالنظر في هذا الشعر أن نوقنَ باقتران الإيمان بهذا الشعر العربي، الذي فاضت به قريحةُ شاعر تركي.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة