• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

مصطلح الالتزام

مصطلح الالتزام
أ. صالح بن أحمد الشامي


تاريخ الإضافة: 8/6/2015 ميلادي - 20/8/1436 هجري

الزيارات: 9923

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مصطلح الالتزام


نشأة المصطلح:

إنه "مصطلح جديد. فما هي ملابسات ولادته؟

من المعروف أن المدارس الفنية الحديثة - التي نشأت خلال القرنين: التاسع عشر والعشرين - إنما كانت نشأتها، في غالب الأحيان، بعامل ردود الفعل، فكانت المدرسة تظهر إلى عالم الوجود كرد فعل على مدرسة سابقة، وهكذا... حتى حملت هذه المدارس من الأسماء، ما يدعو إلى الضحك والسخرية.. كالدادية؟! والوحشية؟!..


وفي خضم هذا المعترك وفي منتصف القرن العشرين برز مصطلح "الالتزام" تعبيرًا عن اتجاه في الفن والأدب.


يقول "برتليمي": "كانت نظرية الفن للفن بمثابة رد فعل ضد الرومانتيكية، وقد نجم عن المبالغات التي تضمنتها رد فعل آخر، فهبط الفنان إلى الميادين العامة.


كان ذلك بين عامي 1815 - 1914 وأتت الحرب العالمية الأولى ثم تلتها الثانية... وفي وسط الإِرهاب والحرب التي أثرت في أشد الفنانين هدوءًا.. أتت فكرة الفن الملتزم لتحل محل فكرة الفن للفن"[1].


إن مذهب الفن للفن اتجاه في الفن والأدب يتميز بعدم اهتمامه بالأخلاق، بل إنه يهتم بعداوتها، فهو يريد تجريد الأدب والفن من أي رباط يشدهما إلى الأخلاق أو الخير، ويذهب تحت واقعيته إلى بيان نزوات الجسد وتجسيد الرذيلة، وهو كما يراه، بعضهم: "المذهب الذي يستحسنه أهل الفن جميعًا، ويستهوي مشاعرهم، ويتفق تمامًا مع النزعات الفنية الأصلية، رغم أنه قد يتعارض مع مطالب المجتمع وحاجات الدين وقيمه وقواعد السلوك الخلقي.."[2].


وهكذا كان "الالتزام" ردًا على هذا التحلل، الذي طرح من حسابه جميع القيم، تحت عناوين براقة كأمثال: الفن للفن، والأدب للأدب، والأدب المكشوف..


والذي يبدو أن "الالتزام" لم يكن ردًا على مذهب الفن للفن وحده، بل كان ردًا أيضًا على الرومانسية التي كانت ممعنة في الخيال، ومسرفة في المبالغة، الأمر الذي "جعل مفهوم الالتزام ينمو ويزدهر كرد فعل للرومانسية كما كانت الرومانسية رد فعل للكلاسيكية"[3].


وإذا كانت فكرة الالتزام قد ازدهرت في منتصف القرن العشرين، فما هي حدود هذا الالتزام؟

إنها الارتباط بهدف ما - كما يقول يرتليمي -[4] وإذن فليس هناك حدود واضحة، ولكن إذا كان الالتزام قد جاء ردًا على "الفن للفن" وعلى "الرومانسية" فإن هذا يحدد لنا بعض المعالم لمفهوم الالتزام.


أما كونه ردًا على مذهب "الفن للفن" فذلك يعني أنه اتجاه لا يطرح القيم الخلقية والاجتماعية من حسابه.


وأما كونه ردًا على الرومانسية، فذلك يعني أنه لا يقبل أن يوغل في الخيال، ولا يقبل الأساطير، بل يعيش مع الناس في مجتمعهم.

 

الالتزام.. والإِلزام:

وإذا كنا بصدد الحديث عن الالتزام فينبغي أن نفرق بينه وبين الإِلزام.


فالالتزام اتجاه ينبع من حرية الفنان، حيث يختار ذلك المسلك بملء إرادته، تدفعه إليه رغبته، فهو التعبير عن حرية الفنان.


وأما الإِلزام فهو موقف سياسي أو اجتماعي تتخذه طبقة أو حزب ثم تفرضه على من هو تحت سيطرتها، فإن كان الفنان في هذه الحالة يعمل بدافع من قناعته بذلك الموقف فهو "ملتزم" وإن كان يعمل تحت عامل القهر والإِكراه فهو "ملزم".


ويتجسد "الإِلزام" واضحًا جليًا في المذاهب الاشتراكية، والماركسي منها بشكل خاص. إذ إننا "حين نستقصي حقيقة الالتزام في الفكر الاشتراكي أو الشيوعي من حيث واقعها الحياتي نجدها تعني الانتساب إلى هذا الفكر والالتزام بمبادئه ولو عن طريق القوة. وهو لذلك لا يعني الالتزام وإنما يعني الإِلزام، وليس أدل على ذلك من اضطهاد كبار كتّاب السوفييت لأنهم عبروا عن أفكارهم بحرية، من هؤلاء "باسترناك" كاتب رواية "الدكتور جيفاكو". فالأدب الشيوعي يعيش في جو من الإِرهاب السياسي والقمع البوليسي.. مما يحفز هذا الأدب إلى ترويج المفاهيم الشيوعية دون اقتناع بها.."[5].


على أن قضية الإِلزام ليست أمرًا جديدًا، فقد سبقت إليه الكنيسة منذ عهد بعيد، وهذا ما يذكرنا بما حدث عام 787م حيث أصدر مجمع نيقية الثاني بصفة رسمية قراره التالي: "إن مادة المشاهد الدينية لا ينبغي أن تترك حرة تحت تصرف إبداع الفنانين، بل ينبغي أن تستمد من المبادئ التي وضعتها الكنيسة الكاثوليكية والتقليد الديني.. فالفن وحده ملك للفنان، وأما تنظيمه وتنسيقه فهما ملك لرجال الدين"[6].

 

وقد وضعت لذلك قواعد خاصة تنظم عمل الفنان، وتوضح الفرق بين الفن والمادة - كما ذكر ذلك الأستاذ لييمان -[7] بل تجاوزت ذلك لتفرض شكلًا معينًا لبعض اللوحات لا ينبغي للفنان تجاوزه[8].. وخاصة فيما يتعلق بلوحات الصلب.


ومهما يكن من أمر، فإن طبيعة الإِلزام واحدة لا تتغير، فهو قاس دموي شرس.. قد يتغير فيه الأسلوب من مذهب إلى آخر ولكن حقيقته تظل ثابتة، فمحاكم التفتيش الكنسية تعاد ذكرياتها في صحراء سيبيريا الروسية.



[1] بحث في علم الجمال. برتليمي ص 471.

[2] فلسفة الجمال. محمد علي أبو ريان ص 118.

[3] انظر: آفاق الانتماء والالتزام، وهو بحث مقدم لندوة الأدب الإِسلامي المنعقدة في الرياض عام 1404هـ من إعداد: محمد المنتصر الريسوني ص 2 نقلًا عن "مدخل إلى تاريخ الآداب الأوروبية للدكتور عماد حاتم".

[4] بحث في علم الجمال. برتليمي ص 474.

[5] آفاق الانتماء والالتزام. محمد المنتصر الريسوني ص 3 نقلًا عن (الأدب الشيوعي. لماهر نسيم).

[6] الفن خبرة. جون ديوي. ترجمة زكريا إبراهيم ص 552 ط 1963.

[7] المصدر السابق ص 552.

[8] انظر (الظاهرة الجمالية في الإِسلام) ص 81.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة