• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

نقد المنهج البنيوي

نقد المنهج البنيوي
الطيبي بن عبدالرحمن


تاريخ الإضافة: 30/5/2015 ميلادي - 11/8/1436 هجري

الزيارات: 38237

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نقد المنهج البنيوي


وَرِثنا المجدَ مِن آباء صِدق
أسَأنا في دِيارهمُ الصَّنيعَا
إِذا الحَسَبُ الرَّفيعُ تَعَاورَتْهُ
بناةُ السوء أوشَكَ أن يَضِيعَا

معن بن أوس المزني

 

ليس النقدُ بنيويَّةً، وليسَت البنيويَّةُ منهجًا نقديًّا!

 

يقول أحدهم: "إنَّ المنهجَ البنيويَّ لتحليلِ النصوص ليسَ من مهمَّته بيانُ جودَةِ النُّصوص أو رداءتِها، ولكنَّه يُحاول أن يبرزَ كيفيَّةَ تركيباتها، والمعانيَ التي تنطوي عليها عناصرُ النَّص في تآلُفِها".

 

هكذا، بكلِّ جرأةٍ ووقاحَة، يطعنُ في أهمِّ معنًى من معاني النَّقد، وهو تمييز الزَّائف من الأصيل، وبيان الجيِّد من الرديء.

 

وبما أنَّ النصَّ ليس قرآنًا يُتلى، لا يأتيه الباطلُ من بينِ يدَيْه ولا مِن خلفه، ولا سنةً نبويةً، لا ينطقُ صاحبُها صلى الله عليه وسلَّم عن الهوى، فإنَّه يحتملُ الخَطأ والصَّواب، والحقَّ والباطل، وإصابةَ المعنى والبُعدَ عنه، والتوافقَ والتخَالف، والتَّناسقَ والتَّنافر...

 

كلُّ هذا لا علاقَةُ له بالناقدِ ذِي المنهجِ البنيويِّ! وليس مِن مهمَّتهِ أن يقول: هذا خطأٌ وهذا صوابٌ، وهذَا جيدٌ وهذا رديءٌ، وهذا أصيلٌ وهذا دخيلٌ، وهذا ذهبٌ وهذا طينٌ...

 

أيُّ نقدٍ هذا؟ كل ما عليه أن يحاولَ إبرازَ تركيبِ النصوصِ والمعاني التي تنطوِي عليها، وهُنا مَكْمن الخبثِ والمكرِ والخداعِ، وتضليل الناس واسْتِحمارهم، عندمَا ينتقي ذو اختصاصٍ نصًّا ردِيء السَّبكِ خَالي الفَائدة، فيُبرزُ تركيبَه ويلمِّع معانيه للناس، دون ذكرٍ لمساوئه وأخطائِه، إنَّ هذا لمن خيانة الأمانَة، وائتمان الخائنِ.

 

ليس كلُّ نصٍّ بنيةً مغلقةً، ولا نسقًا كاملاً، ولا نظامًا محكمًا، بل هو محلٌّ للنقصِ والخطأ والرداءَة، وتناقض المعنَى، وفسادِ اللفظِ...، وإذا كانَ ذلك كذلك، فإنَّ أيَّ تحليلٍ بنيويٍّ لنصٍّ ما محاولةً لفكِّه وإعادةِ تركيبهِ لفهمه - يعدُّ إضاعةَ وقتٍ في عملٍ لا فائدة منه.

 

ثمَّ إنَّ مفهوم البنية مستورَدٌ في الأدبِ من اللسانيات، وفي اللسَانيات فرَّق سوسير بين اللسانِ والكلام، واللسان عنده: بنيةٌ ونسقٌ ونظامٌ، أمَّا الكلام فَلا؛ لأنَّه التطبيقُ الفرديُّ للسان، وهوَ عُرضَة للزِّيادة والنُّقصان والخطأ، خِلافًا للسَان.

 

ولْنأخذ مثلاً هذا النصَّ التُّحفةَ من النَّقد الحَداثي: "تحتاجُ قصيدةُ النَّثر العربية إلى مزيدٍ من التَّصعيد الكميِّ والوعي الإبستمولوجي والأنطولوجي لتُختبر كلُّ تجلِّياتها ومقترحاتها الجماليَّة على محكِّ الذَّاكرة، ووفق رؤيةٍ منهجية، تكفلُ لبعثرتها الملتبسة حالةً من الالتئام الفنيِّ والنسقيِّ، والمفهمة الموجبة للاقتراب منها بمزيدٍ من الوعي والتذوُّق، مِن خلال ذلك الأثر الذي تُخلِّفه، ونراه في شتَّى التمظهرات الواعية واللاواعية، كبصمةٍ وجوديَّة في خطِّ الزَّمن".

 

فأي بنيةٍ انطوى عليها، وأي نسقٍ جمع ذرَّاته وجُزيئَاته، وأيُّ نظامٍ لمَّ شمله وجمعَ شَتاته؟! ومعَ كلِّ ذلك فلن تَعدم له فاهمًا، ومُحلِّلاً وشارحًا، ومُستخرجًا منه دُررًا وفوائدَ جَمَّة، وهكذا الطيورُ على أشكالِها تَقَعُ!

 

إنَّ النصَّ كيفما كان نوعُه هو كلامٌ وليس لسانًا، وإذا كان ذلك كذلكَ فالقولُ: إنَّه بنيةٌ، خطأٌ محضٌ، وإسقاطٌ منحرفٌ، واعوجاجٌ عن الأصل، وتحريفٌ ومَكر وخداعٌ.

 

وإنَّما كان ذلك مكرًا وخداعًا؛ لأن أناسًا - لغايةٍ وغرضٍ في نفوسهم - يُروِّجون له، ويزيِّنون باطِله، ومرادُهم قطع الصلةِ بالمَاضي، والحطُّ بالذَّوق والأدبِ إلى أسفلِ سافلين، وسبيلُ ذلك إغراقُ السَّاحة الأدبيَّة بدراساتٍ فارغةٍ لنصوصٍ فارغةٍ؛ من الأدب الشَّعبي والمُجون، والخُرافات والأسْطورَات، واللغَات العاميَّة، وعدُّ كلِّ ذلك أنظمةً متناسقةً وبنيات محكمة، مع تعمُّدِ إغفال نقد مواضع الخطأ والرَّداءة والضَّعف، وهؤلاء هم الحداثيُّون والعلمانيُّون والماركسيُّون والتَّقدميُّون، الذِينَ يدينُون بدينِ داروين وماركس وفرويد وغيرهم مِن زعَمائهم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة