• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

فن القصة

محمد غالمي


تاريخ الإضافة: 17/11/2009 ميلادي - 29/11/1430 هجري

الزيارات: 52375

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الماهية

القصة لغةً: أُحدوثة مروية أو مكتوبة يُقْصَد من ورائها الإمتاع والإفادة، وعُرِفت بأسماء عِدَّة في التاريخ العربي؛ منها: الحكاية، والخبر، والخرافة، ولا تحديد لها خاصًّا في المعاجم العربية القديمة سوى كونها الخبرَ المنقول شفاهًا أو مخطوطًا، والقصة سرد لأحداث مستوحاة من صميم الحياة المعيشة؛ حيث تتفاوت الشخصيات من حيث المستوى المعرفي والحظوظ، إنها إذًا قالب من قوالب التعبير يعتمد فيه الكاتب مختفيًا وراء السارد الوهمي على سرد حدث معين تلعب فيه الشخصية المحورية أو مَن يعاضدها من شخصيات اقتضاها موضوع الحَكْي، دورها الإيجابي أو السلبي، والحدث ينمُّ عن فكرة ذات بُعْدٍ اجتماعي - سياسي - فلسفي... ومنها تتفرَّع تيمات متعدِّدة تكون هي بؤرة الحدث.
 
والقصة لا تحقِّق هدفها المنشود بغير الاعتماد على عنصر التشويق الذي يعتبر أكثر إثارة للقارئ وجذبًا، ولا تتحقَّق هذه الخاصية إلا مع وجود حَبْكَة أسهمت في بلورتها أحداث مترابطة.
 
تُعَدُّ القصة أحد فنون الأدب الحديثة؛ لكونها أحسن معبِّر عن واقع محتمل الوجود، فمنذ بداية القرن التاسع عشر أصبحت فنًّا قائم الذات، بيد أن تطوُّرها وتعدُّد اتجاهاتها واهتمام النقد الحديث بها ازداد نشاطًا منذ بداية القرن العشرين، واعتبرها بعض النُّقَّاد عملاً فنيًّا حديثًا لا يمتُّ بصلة للماضي، وجزم آخرون بأن لها جذورًا تمتدُّ إلى الماضي العريق، وهذا الرأي أقرب إلى الصواب؛ إذ لا وجود لفن من عدم، وكل فن من الفنون ينهض على أنقاض سالفه؛ فلا أحد ينكر بأن مقامات بديع الزمان الهمذاني والحريري وغيرهم ممَّن ساروا على نفس الدرب - مثَّلت أُولى البوادر لفن القصة.
 
ومع تطوُّر الحياة ظهر الفن القصصي بمقوِّمات وخصائص حديثة، وأمسى أقرب الفنون التصاقًا بروح العصر، وتضاربت الآراء حول تسمية هذا الفن؛ فمن قائل: أقصوصة؛ أي: حكاية قصيرة تصوِّر جانبًا من الحياة الواقعية، وبالأحرى الواقع المحتمل حدوثه، ومن خلالها يسعى الكاتب إلى تحليل شخصية معينة أو حادث أو ظاهرة، ولكن دون الاهتمام بالتفاصيل، وهو في ذلك كله غير ملزم ببداية ولا نهاية، والقصة وسط بين الأقصوصة والرواية، وشخصيًّا أفضِّل أن أسمِّيها الرواية القصيرة، بشرط أن ترتكز على جوانب أساسية من خصائص الفن الروائي.
 
لئن كانت القصة سردًا لحوادث متخيَّلة أو مستلهمة من الواقع، فإنها - قبل كل شيء - منظومة لغوية لها طريقة خاصَّة في استعمال عناصرها من سرد وحوار ووصف، وذهبت يمنى العيد في تعريفها للقصة القصيرة بقولها: إنها قولٌ لغوي يبني عالمًا بتقنيات خاصَّة يبدعها، ويبدو من خلال هذه الآراء المتضاربة أنه ليس هناك تعريف جامع مانع مدقق للقصة القصيرة، ولذلك يرى بعض النقاد وفي مقدِّمتهم الدكتور إحسان عباس في كتابه "القصة القصيرة في المجتمع الحضري" بأن هذا التعريف لم يتحقَّق بعد، وأضاف: "ولهذا كان الوصول إلى تعريف شامل للقصة القصيرة يُعَدُّ محاولة غير ذات جدوى، مثلما أن حصر الأشكال الناجحة منها يفوِّت كل محاولة"، وكل ذلك راجع للتطوُّر الذي عرفته القصة منذ نشأتها وهي تُواكِب روح العصر ومستجدَّاته؛ إذ كلَّما ازداد العصر تطورًا وارتقى وجه الحضارة علمًا وتكنولوجية - تغيَّر نمط التفكير وأسلوب العيش، ما مهَّد للقصَّة القصيرة أن تحقِّق قفزة نوعية، فأضحى الإنسان محورها ولَبِنَتَها الأساسية، ومزَّقت الأكفان عن جوانب خفية ذات علاقة وطيدة بصراعه من أجل البقاء في خِضَمِّ عالم مادي جموح أحاله جسدًا بلا روح، ومهما تعدَّدت الآراء تبقى القصة فنًّا جميلاً رائعًا، تحيِّرنا روعته حين تجسد وتؤرِّخ فنيًّا لنموذج بشري معيَّن، أو موقف معيَّن، تاركة في النفوس أعمق الآثار، لما تعتمد عليه من خصائص فنية ينهض عليها بناؤها العام.
 
وعليه؛ فقد أصبحت ذات أهمية كبرى في الآداب المعاصرة، وهي سيدة الأدب المنثور بلا منازع، يرى بعض النُّقَّاد أن مرجع ذلك سببه القضايا المختلفة التي يسعى أصحابها للتعبير عنها.
 
ولغة التعبير هي روح القصة وشرايينها التي تسري فيها دماء المجاز، وكل ضروب التشبيه والاستعارة والكناية، وسائر فنون البديع، إنها ذلك النبع الرَّقراق الذي يبهر أنظارَنا صفاءُ مائه، ويثلج أفئدتنا عذوبةُ مذاقه، إذ كيف يتسنَّى تشكيل صور أدبية بغير لغة حية قابلة للتغيُّر بحكم تغيُّر الخيال؟! وكيف نشيع القصة في ذات القارئ نسمات من روح الإبداع بغير لغة إبداعية، روحها الانزياح، والمراهنة على الرمز، والقدرة على شحنه بدلالات إنسانية عميقة تحفظ للفن القصصي هيبته وتألقه؟!




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- شكر
أريج النور - الجزائر 12-03-2016 01:57 PM

شكرا جزيلا جزاكم الله خيرا موضوع رائع ومفيد

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة