• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

الأدب الإسلامي في ميدان التحدي (1)

الأدب الإسلامي في ميدان التحدي (1)
د. محمد شلبي محمد


تاريخ الإضافة: 1/1/2015 ميلادي - 11/3/1436 هجري

الزيارات: 5056

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأدب الإسلامي في ميدان التحدي (1)


لا زالت قضيَّةُ "الأدب الإسلامي" تمثِّلُ إشكاليةً كبيرةً في البحث الأدبيِّ المعاصر.

 

فما زال كثيرٌ من الدَّارسين يختلفُ في تعريف المصطلحِ فيما يخصُّ تحديدَ مقوِّماتِ الأدب، وتحديدَ مقوِّمات الأديب.

 

ففيما يتعلَّقُ بالنصِّ الأدبي - والشِّعري خاصة - نجدُ أنَّ هناك جدلاً كبيرًا بين الشَّكلِ والمضمون.

 

وفيما يتعلَّق بالأديبِ: هل يُعتبَرُ الأديبُ إسلاميًّا بحسَب نصوصِه أم بحسَبِ انتمائِه؟

 

هذا بالإضافة إلى إشكاليَّةٍ أخرى، تفوق مشكلةَ المصطلح؛ إنها مشكلةُ الظُّهورِ والذاتيَّةِ والمنافسة.

 

والحقيقةُ أن الحديثَّ في هذا الجانب من البحثِ الإسلاميِّ له منزلةٌ خاصَّةٌ بين البحوثِ، أبيِّنُها في السُّطور التالية:

أولاً: بين الكلمة الطيِّبة والكلمة الأدبيَّة:

إذا كانت النُّصوصُ الدِّينيةُ قد بيَّنَتْ قيمةَ الكلمة في كثيرٍ من الأحاديثِ، حتى قامت الكلمةُ مقامَ العملِ؛ حيث تُعتبَرُ "الكلمة الطيِّبة صدقة"، وكذلك فإنَّ الكلمةَ لها بالغُ الأثَرِ على مصيرِ قائلِها في الآخرةِ: ((إنَّ الرَّجلَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من رضوانِ اللهِ -تعالى- ما يظنُّ أنْ تبلغَ ما بلغتْ، فيكتبُ اللهُ له بها رضوانَه إلى يوم القيامةِ، وإنَّ الرَّجلَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من سخَطِ اللهِ -تعالى- ما يظنُّ أن تبلغَ ما بلغت، فيكتبُ اللهُ عليه بها سخَطَه إلى يوم القيامةِ))؛ [صحَّحه الألبانيُّ في الجامعِ الصغير وزياداته: 2499].

 

إذا كان ذلك لمجرَّدِ الكلمةِ، فإنَّ الكلمةَ الأدبية أكثرُ خطرًا، وأعلى مقامًا؛ ولذلك نزل القرآنُ الكريم في أفصحِ بيان.

 

فالكلمةُ الأدبيَّةُ لَم تزَلْ في البيئةِ العربيَّةِ لها مفعولُ السِّحرِ، حتى أكَّد ذلك رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إنَّ من البيانِ لسِحْرًا)).

 

قد كانت الكلمةُ تُقيم حربًا وتُطفئ حربًا، وكانت تشُقُّ الخصوماتِ، وتلأَمُ الصُّدوعَ، وما زالت حتى عصرِنا الحديث، ورِثَت فيه الكلمةُ الأدبيةُ شيئًا من مكانتِها القديمة؛ إذ نراها في الحربِ والسِّلمِ، في الثَّورةِ والرِّضا، في المجتمعات والتجمُّعاتِ - لها فاعليَّةٌ لا تُجحَدُ ولا تُنسى.

 

ثانيًا: "الأدب الإسلامي" رؤية تحليلية للمصطلح:

دائمًا تظهرُ المصطلحاتُ عند الحاجة إليها، فلم يكن مصطلحُ "الأدب الإسلامي" معروفًا فيما مرَّ منذ عصر صدرِ الإسلامِ، مرورًا بالعصر الأمويِّ، فالعباسيِّ فما بعده حتى العصرِ الحديث، رغم أنَّ العصرَ الأمويَّ والعباسيَّ خاصةً شهِدَا نصوصًا موغلةً في "الأدب المرفوض" عُرفيًّا وشرعيًّا؛ كالنُّصوصِ التي تصِفُ الخمرَ، وتحرِّضُ عليها، والتغزُّل في النِّساءِ والغِلمان، والهِجاء والتفاخر بالأنسابِ وما شابه.

 

أمَّا في العصر الحديث، فقد ظهر مصطلحُ "الأدب الإسلامي"، ولعلَّ السبب في ظهورِه هو الحاجةُ إلى الردِّ على بعضِ النُّصوصِ الأدبيَّةِ التي تمثِّلُ فكرًا وافدًا، يحمل كثيرًا من الإلحادِ بما ينشره من تحرُّرٍ ورذيلةٍ.

 

وكان "الشِّعرُ النثريُّ" - بما يحملُه من تناقضٍ في ذات الاصطلاحِ - أولَ حاملٍ لهذه الثقافةِ التي تُناقِضُ الثَّقافةَ الإسلاميَّةَ.

 

وساوق ظهور الشِّعرِ النثريِّ على يد أدونيس وغيرِه بما استوفدوه من الأدبِ الفَرنسي ثورةً على كلِّ إسلاميٍّ تراثيٍّ أو معاصر، وكان هذا الأدبُ الحديث أحدَ المنابرِ التي تروِّج لهذه الثَّورةِ، والخروجِ على المأثورِ.

 

وتحت مسمَّى "التجديد" الخادع - وكم تخدَعُنا المصطلحاتُ! - أخذوا ينشرون وينتشرون.

 

ولَم يكنْ هدفُ هذا الأدبِ التَّجديدَ، بقدرِ ما كان هدفُه الاستهزاءَ بالإسلامِ، والطَّعنَ في عقيدتِه، والتحرُّرَ من الكلمةِ العُليا؛ كلمةِ اللهِ ربِّ العالَمين.

 

أحدُ رؤوس المناصب الأدبيَّةِ في مصر يقول: كنتُ قديمًا أقرأُ القرآنَ الكريم، الآن أقرأ طرفةَ بنَ العبد.

 

وهو خروجٌ ظاهرٌ عن شعائرِ الإسلامِ، واستبدالٌ لشريعتِه.

 

وأدونيس يملأ كتُبَه بما يضيق المقامُ عن ذكرِه من استهزاءٍ بالقرآنِ والدينِ.

 

وشعر الزهاوي في العراق، الذي يمجِّدُ العلمَ، ويُزْرِي بالشريعةِ.

 

وعامَّةً فالحدَاثةُ ترتبط ارتباطًا مباشرًا بالخروجِ على الثَّوابتِ الدِّينيةِ.

 

فلَم تعُدِ القضيَّةُ إذًا قضيةَ أدبٍ مخالفٍ للأخلاقٍ كالذي كان في العصر العباسيِّ مثلاً، وظهر في شِعر أبي نُواسٍ وابن الرُّومي؛ وإنما أصبح هذا النَّوعُ من الأدبِ مُعَدًّا - في الأصلِ - لنقض الثوابتِ الإسلاميَّةِ، والطَّعنِ في العقيدةِ الإسلاميَّةِ.

 

فاقتضت الحاجةُ أن يظهرَ مصطلحٌ ينقُضُ هذا التوجُّهَ، فكان مصطلحُ: "الأدب الإسلامي".

 

ثالثًا: مفهوم مصطلح "الأدب الإسلامي":

هل "الأدب الإسلامي" يعني نوعيَّةً خاصةً من المبدِعين، أو نوعيَّةً خاصَّةً من الإبداعِ؟

لا شكَّ أنَّ الأدبَ الإسلاميَّ هو كلُّ أدبٍ ينتجُه أحدُ النَّاسِ غيرَ معارضٍ للمبادئِ الإسلاميَّةِ.

 

فليس شرطًا أن يكونَ الأدبُ الإسلاميُّ منتَجًا من أحدِ المسلمين، فالحكمةُ ضالَّةُ المسلم، ونحن نُنشِدُ في ذلك أبياتًا كتبها الجاهليُّون على كفرِهم وعبادتِهم للأصنامِ؛ لأنَّ فيها حكمةً عاليةً.

 

وكذلك ليس شرطًا في الأدبِ الإسلاميِّ أن يتناولَ أمورَ العقيدةِ والشريعةِ، بل إنَّ علماءَ الأدبِ الأوَّلين - كابن سلاَّمٍ في طبقاته - لَم يذكرْ مطلَقًا شِعْرَ أناسٍ صنعوا متونًا في الفقهِ والعقيدةِ ونحوهما، رغم جلالةِ ما كتبوا، إلا أنَّه لَمَّا لَم يكنْ مقصودًا منه الإبداعُ بقدر ما كان مقصودًا منه تقعيدُ العلومِ، لَم يُدرجوا ذلك ضمن الأدبِ الإسلاميِّ.

 

وبالمثلِ، فإنَّ أيَّ شِعرٍ أو أدبٍ يتناول قضايا إنسانيَّةً؛ كالأمنِ والخوفِ، أو وصفِ زهرةٍ، أو مظهرٍ من مظاهرِ الجمالِ، أو ما شابه مما تطوف فيه المشاعرُ الإنسانية - يجب أن يكون أدبًا إسلاميًّا.

 

وكنوعٍ من التَّمثيلِ إذا وصف أحدُ الشُّعراءِ روعةَ الطَّبيعةِ لبيان إبداعِ الخالقِ - عز وجل - فهو لا شكَّ من الأدب الإسلاميِّ.

 

أما إذا هيَّج الشَّهواتِ بوصف جمال النِّساءِ، فليس من الأدبِ الإسلاميِّ بالطبع.

 

وكان الأستاذ الدكتور: محمد عوض يتندَّرُ بقوله: لو جاع أحدُهم فكتب شِعرًا عن جوعِه، فهو أدبٌ إسلاميٌّ. يقصد: ما دام أنه عبَّرَ عن شعورٍ إنسانيٍّ، لا يعارضُ مبدأً دينيًّا.

 

وهذا ميزانُ الأمر.

 

لا شروطَ في الأديبِ، ولا شروطَ في الأدب.

 

كلُّ الأمرِ ألاَّ يخالفَ الأدبُ مبدأً أخلاقيًّا أو عقديًّا، وليقُلْ كلُّ قائلٍ ما يقول.

 

أما أنْ يكفُرَ الإنسانُ أو يفسُقَ بحجَّةِ "حرية الأدب"، فهذا ما لا يقبَلُه عقلٌ.

 

ولذلك كان من حكمةِ سيدنا عمرَ - رضي الله عنه - أنْ سجَنَ الحُطَيْئَةَ - إن صحَّتِ الرِّوايةُ - لَمَّا هجا الزِّبْرِقانَ هجاءً مُقذعًا، فقال:

دَعِ الْمَكَارِمَ لاَ تَرْحَلْ لِبُغْيَتِهَا
وَاقْعُدْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الطَّاعِمُ الْكَاسِي

وهل كلُّ مقولٍ مقبولٌ؟!!

•     •     •


أردتُ في هذا المقالِ الحديثَ عن مصطلح "الأدب الإسلاميِّ"، وقد بيَّنَّا نشأتَه ومعناه؛ ولكن...

 

أرى أنَّ للأدب الإسلاميِّ اعتباراتٍ "فنيةً"، لا يمكِنُ التغاضي عنها لمجرَّدِ اندراجِ النَّصِّ الأدبيِّ تحت باب الأخلاقِ، أو المشاعرِ الإنسانيةِ، أو ما شابه من المرضياتِ في الشَّرعِ.

 

وهو كلامٌ يصبُّ بنا مباشرةً إلى أزمةِ الأدبِ الإسلاميِّ في العصر الحديثِ.

 

وهذا ما نتحدَّثُ عنه في المقالِ التالي - إن شاء اللهُ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة