• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

المنهج التكاملي

د. وليد قصاب


تاريخ الإضافة: 12/6/2014 ميلادي - 13/8/1435 هجري

الزيارات: 40854

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المنهج التكاملي

 

إن منهج النقد الإسلامي، الذي ندعو إليه، هو منهج تكاملي، يرفض الأُحادية، وينبِذ الانحياز إلى جانب من جوانب العمل الأدبي على حساب الجوانب الأخرى، كما هو شأن المناهج المعاصرة المطبَّقة اليوم في الدرس الأدبي، وفي هذا ما فيه من تقزيم للعمل الأدبي، وإفقار له؛ لأنه لا يقف إلا عند وجه واحد من وجوه تميُّزه، إنه منهج اصطفاء وتخيُّر، يأخذ من جميع ما بين يديه من معطيات نقدية - قديمة وحديثة، عربية وغربية - ما يحقق أمرين:

أحدهما: إيفاء العمل الأدبي حقَّه، وإبراز وجوه حُسنه وقُبحه جميعها.

ثانيهما: اتفاقه مع تصوره الفكري العَقَدي.

 

أي تحقيق مطلبين: المطلب الفني، والمطلب العقدي.

 

ولكي يحقق هذا المنهجُ النقدي الإسلامي المنشود غايتَه لا بد من:

• أن يلتزم الناقد الموضوعية والنزاهة في أحكامه، فلا يعتسف ولا يَحيف، ولا ينحاز أو يتعصب.

 

• أن يكون الناقد واسع الثقافة، عميق الاطّلاع، رحب الأُفق، مرهف الذوق، يُحسن الاختيار والانتقاء، وأن يكون - مثلما هو منضبط من الناحية الفكرية العقدية - منضبطًا كذلك من الناحية الفنية، فلا يضيق صدرًا بكل جديد، ولا ينفِر من كل حديث مبتدع، ما دام لا يصادم عقيدة أو خُلقًا، وأن يكون أكثر تسامحًا مع الأشكال الفنية الجديدة؛ إذ هي أكثر حيادًا من المضامين والأفكار، وأبعد عن التجنيد الأيديولوجي.

 

والواقع يشهد أن كثيرًا من النقّاد العرب والغربيين أنفسهم لم يستطع أن يخلص لمنهج واحد لا يعدُوه، وأنهم كانوا يزاوجون في ممارساتهم النقدية بين أكثرَ من منهج نقدي واحد؛ فممارسة التكامل النقدي، أو شبهه، متحقِّق عمليًّا عند أكثر من ناقد من النقاد الكبار[1].

 

وإذ كنا نقول: إن منهج النقد الإسلامي المنشود يقوم على التكامل، وينظر إلى عناصر العمل الأدبي جميعها، فليس معنى هذا أن الناقد ملزَمٌ في كل درس أدبي تطبيقي لنص من النصوص أن يدرسه من جميع جوانبه.

 

قد يتوقف الناقد عند جانب واحد من جوانب العمل، قد يتوقف عند قِيَمه النفسية، أو الاجتماعية، أو التاريخية، أو الفكرية، وقد يتوقف عند ظواهر فنية كالألفاظ، أو الصور، أو التناص، أو الموسيقا، أو غير هذا وذاك، ولكنه لا يغفُل أو يُغفلنا عن أن هذا النص الذي يدرسه إنما صار أدبًا - أو قل: أدبًا إسلاميًّا - لاستيفائه عناصر الشكل الفني المتميز أولاً، ولتعبيره ثانيًا عن تصور فكري إسلامي، وأنه لا يشفع لأحدهما غيابُ الآخر أو فقرُه، كما تفعل بعض المناهج النقدية الأحادية التي يصوِّر بعضُها الأدبَ على أنه تشكيل لغوي باهر منزاح عن المألوف، وأن حَسْبَ الناقد أن يكشف عن هذا التميز اللغوي بصرف النظر عما ينطوي عليه من القيم والأفكار، أو كما تفعل بعض المناهج الأخرى التي تنظر إلى الأدب كما تنظر إلى الدِّين، والاجتماع، والفلسفة، والتاريخ، وتحسب أن وظيفته مثلها، تقديم قيم نفعية بأي أسلوب كان.

 

إن النقد الإسلامي يستطيع أن يتناول من النص أي عنصر من عناصره، كما ذكرت؛ إذ إنه من الصعب - في أحيان غير قليلة - الإحاطةُ بجميع عناصره، تصعُبُ دراسته فنيًّا ومضمونيًّا، يصعب تحليله وتفسيره وتقويمه، يصعب الكشف عن جميع جوانبه الشعورية والاجتماعية، وربطه بشخصية مؤلِّفه، واعتماده على ما سبق من الموروث الشعبي، ووضع النص في إطاره بين النصوص المتشابهة، وما شاكل ذلك من جوانب كثيرة تعز على الحصر[2].

 

إن مثل هذا الدرس المتكامل لنص من النصوص قد يحتاج إلى كتاب، أو بحث مسهب معمق، والمنهج المتكامل لا يطالب به جميعه، وهو - مع محافظته على التكامل - يستطيع أن يدرس جانبًا من جوانب النص، وأن يتعمق فيه، ولكن بشرط ألا يشعرنا أنه لا يعبأ بالجوانب الأخرى، أو أنها لا أهميه لها، أو أنها لا تدخل في الحُكم العام على النص وتقويمه، أو أنها منبتَّة عنه.

 

إن تطبيق المنهج النقدي المتكامل لا يخلو من الصعوبة، وقد يبدو - إذا فهم على أنه تناول كل شيء في النص - (شِقْشِقة لسانية فحسب) كما يقول ستانلي هايمن[3].

 

ولكن شيئًا من الربط بين أبرز عناصر العمل الأدبي - ولا سيما الشكل والمضمون - ممكن، وهذا ما عبَّر عنه كذلك ستانلي هايمن في قوله: لنعُدْ إلى عالم الحقائق ومجال الإمكانات العلمية التي هي في طوق الفرد من بني الإنسان، ونحن إنما نريد طريقة متكاملة، فلنقُلْ: إن قسطا صالحًا كبيرًا من التكامل ممكن، وإنه في طوق إنسان واحد أن يستعمل عددًا من الطرق والمذاهب .. كما فعل كينث بيرك.. وبدرجة أقل كل من رتشاردز، وإمبسون، وبلاكمور.. وهؤلاء هم خيرةُ نقَّادنا، وقد كان التكامل في أعمالهم موقفًا ناجحًا [4].



[1] انظر كلام محمد عزام عن مزج بعض النقَّاد العرب بين عدد من المناهج في كتابه: "تحليل الخطاب الأدبي في ضوء المناهج النقدية الحداثية"، ص8.

[2] انظر هذه الجوانب في (النقد الأدبي ومدارسه الحديثة) لستانلي هايمن 2/251- صـ4.

[3] السابق: 2/254.

[4] السابق 2/ 255.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- ممتاز
أمة السلام - المملكة العربية السعودية 27-11-2016 11:17 PM

نص ممتاز

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة