• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

دعوة محمد إقبال إلى اليقظة الإسلامية

دعوة محمد إقبال إلى اليقظة الإسلامية
د. فهمي قطب الدين النجار


تاريخ الإضافة: 13/11/2013 ميلادي - 9/1/1435 هجري

الزيارات: 9855

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دعوة محمد إقبال إلى اليقظة الإسلامية


ويسعى الغرب بكل ما أوتي من قوة ومن كيد أن يبقى العالم الإسلامي نائمًا، مخدَّرًا منشغلاً بقضايا لا تَمُت إلى الواقع بصِلة؛ حتى لا يستيقظ ويثور على واقعه، ويُحطِّم الأغلال التي تُقيِّده، يُصوِّر إقبال هذا الأمر على لسان إبليس عدو الإنسان الأول يُخاطِب الأبالسة المؤتمرين بأمره، في قصيدة برلمان إبليس في ديوانه (أرمغان حجاز):

"فابذلوا جُهْدكم أن يَظلَّ هذا الدين متواريًا عن أعين الناس، وليهنكم أن المسلم بنفسه هو ضعيف الثقة بربه، قليل الإيمان بدينه، فخير لنا أن يَظلَّ مشتغلاً بمسائل علم الكلام والإلهيات، وتأويل كتاب الله والآيات، اضربوا على أذان المسلم؛ فإنه يستطيع أن يكسر طلاسم العالم، ويبطل سِحرنا بأذانه وتكبيره، واجتهدوا أن يطول ليله، ويبطئ سحره.


يا شقوتنا!! لو انتبهتْ هذه الأمة، التي يَعزِم عليها دينها أن تُراقِب العالم"[1].


لهذا كله عزم إقبال على إيقاظ الأمة الإسلامية من رقْدتها الطويلة العميقة، واستخدام شعره في سبيل ذلك.


يقول إقبال:

"هُبَّ أيها المسلم النائم، وكن متحمِّسًا يَقِظًا، فها هو الصبح قد طلع، فكن من المستفيدين منه"[2].


ويقول إقبال حسب ترجمة الصاوي شعلان:

قمْ أنقِذِ الوطن الكريمَ ولا تَنمْ
هذي الحوادث آذنتْ بدُخانِ
إني لألمَحُ في السماء تآمُرًا
وأرى طلائع وابلِ النيرانِ
• • •
فاخلُق لرُوحك من زئيرك نشوةً
في المجد تُرهِب في العرين أسودا
واجعل نشيدَك قولَ ربِّك (لا تَخفْ)
حتى يخافَ البرقُ منك رُعودا

 

وفي ديوان (زبور عجم) يهيب إقبال بالمسلم أن يستيقظ ويكفيه نومًا بعد أن دهم الأعداء دار الإسلام، ونهبوا خيراتِه، واستذلُّوا شعبَه.


يقول: "افتح عينيك أيها الزهر النائم مِثل النرجس الذي لا يُطبِق عينيه لحظة، ولا يعرف الكرى إليه سبيلاً، لقد أغار على وكْرنا الأعداء، ونهبوا كل ما فيه من كنوز وخيرات، ألا يكفي هديل الحمام، وصفير الأذان، وأنين القلوب والأرواح أن يُوقِظك، انتبه من هذا السُّبات العميق، الذي طال أمده، واشتدت وطأته"[3].


ويقول في الديوان نفسه:

"انهض أيها المسلم وفي إحدى يديك المصحف وفي الأخرى السيف، فباجتماعهما تَسعَد البشرية وتخصب المدنيَّة، انتبه من السُّبات العميق الذي طال أمده، واشتدَّت وطأته".


وفي الديوان نفسه يتعجَّب إقبال من حال المسلم الخائف الغافل اليوم، وهو الذي بنى الحضارة في الأمس، وأنار دربَ المدنيَّة والتقدم في يوم ما، وهو يدعوه إلى اليقظة، والوعي والشجاعة؛ حتى يستعيد مجده وسؤدده:

"عجبًا لك أيها المسلم! تجلَّت لك الآفاق، وغابت عنك نفسك! إلى متى تظل غافلاً جاهلاً؟ وتجلس ضائعًا عاطلاً؟ إن نورك الوهَّاج أنار العالم القديم، ونسَخ الليل البهيم، ولا تزال اليد البيضاء التي ورثتَها عن موسى في كمك، تَخُط حدود الآفاق الضيقة، فأنت السابق لها، والفائق عليها، فقد كنتَ ولم تكن، وستكون ولا تكون، هل تخاف الموت أيها الإنسان الحي الخالد؟! لقد كان جديرًا بالموت أن يخافك، فأنت تَكمُن له، وتَرصُد به، اعلم يقينًا أن الكريم إذا وهب شيئًا لا يَسلِبه ولا يسترده، وليس حتف ابن آدم في فراق الرُّوح، إنما حتفه في ضعْف الإيمان، والحرمان من اليقين"[4].


ويوجِّه إقبال خطابَه إلى العرب حَمَلة الرسالة الإسلامية في قصيدته الجميلة إلى الأمة العربية؛ يَستنهِض هممهم ويُذكِّرهم بأجدادهم، وصحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

"إن الله قد رزقكم البصيرةَ النافذة، ولا تزال فيكم الشرارة كامنة، فقوموا أيها العرب، وردوا فيكم رُوح عمر بن الخطاب مرة أخرى، إن مَنبَع القوة ومصدرها هو الدين؛ منه يَستمِدُّ المؤمن العزمَ والإخلاص واليقين، وما دامت ضمائركم أمينة للسر الإلهي، في إعمار البادية، أنتم الحُرَّاص للدين، وأمناء الله في العالمين".


ويعتقد محمد إقبال أن الضربات المتلاحقة من قِبَل الغرب للعالم الإسلامي أقضَّت مضجعَ المسلمين وأيقظتهم، وأعادت لهم الحياة، يقول في قصيدته طلوع الإسلام:

"إذا رأيتَ النجوم شاحبة مُنكدِرة تَخفق، فاعلم أن الفجر قريب، ها هي الشمس قد ذرَّ قرنُها من الأفق، وولَّى الليل على أدباره، إن عاصفة الغرب قد أعادت المسلم إلى الإسلام؛ فإنما تتكوَّن اللآلئ في البحر المتلاطم ذي الأمواج الهائجة، لقد دبَّ دبيب الحياة في المَشرِق، وجرى الدم الفائر في عروقه الميتة، إن المسلم سيُمنَح من الله الأبهة التركية، والذكاء الهندي، والمنطق العربي"[5].



[1] انظر: "روائع إقبال"؛ للندوي (ص: 107)، وكذلك محمد إقبال وديوان أرمغان حجاز (مرجع سابق) (ص: 143).

[2] إقبال أور مسلمانان بر صغير كي بيداري معتصم بالله، مجلة: كريسنت إقبال، نبمر سنة 1977م.

[3] "الأعلام الخمسة للشعر الإسلامي" (مرجع سابق) (ص: 38).

[4] "روائع إقبال"؛ للندوي (ص: 98) نقلاً عن "زبور عجم" (ص: 164).

[5] "روائع إقبال"؛ للندوي (ص: 111).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة