• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

النص الإبداعي .. جدلية تواشج السرد الواقعي والخيالي

النص الإبداعي .. جدلية تواشج السرد الواقعي والخيالي
نايف عبوش


تاريخ الإضافة: 21/10/2013 ميلادي - 16/12/1434 هجري

الزيارات: 23021

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

النص الإبداعي

جدلية تواشج السرد الواقعي والخيالي


ربما يكونُ من المشروع التساؤل: هل ينبغي للكاتب أن يكونَ مجرد كاميرا آلية في اقتناص صُوَر الواقع المرئي، ومن ثَم فإن نصَّه الذي يبتدعُه ينبغي أن يأتي صورةً فوتوغرافية طِبق الأصل في تعبيرِه عن صورةِ ذلك الواقع الحقيقي الذي يعيشه؟ أم أن على الكاتب أن يُضيفَ لَمَساتٍ إبداعيةً على النص الذي يستولدُه خياله تعبيرًا عن ذلك الواقع؟

 

وإذا كانت الإجابة بـ: نَعَمْ صحيحة تمامًا، فيما لو كان الأمرُ يتعلَّق ببحث ذلك الواقع من ناحية فيزياوية، أو التعامل معه بمعالجة قضية اقتصادية، أو معالجة حالة طبية، أو حل مسألة رياضية بحتة - فإن الأمر لا يبدو كذلك عندما يتعلَّق الحالُ بإبداع النصوص الأدبية، شعرًا كانت أو نثرًا، أو رسمًا لِلَوحة فنية، فمع أن النص ينبغي أن يعكسَ صورةً أمينة للواقع، ومن ثم فالنَّص الإبداعيُّ لا بدَّ مِن أن يحمل في ثناياه خميرةً من إرهاصات ذلك الواقع؛ حيث ينبغي عندئذ أن يكونَ مزيجًا مما يوحيه الخيالُ المتطلع للكاتب، مع ما تفرضه عليه حقيقةُ ذلك الواقع، ولا سيما إذا ما كان الكاتبُ ملتزمًا، فالكتابة بما أنها مزاج وموهبة ابتداءً، فإنه لا بد لكاتب النصِّ مِن أن يُطلِق لخياله العِنانَ في التطلُّع، من دون أن يختلقَ موادَّ نصِّه، بحيث يقترب فيما يسرده انثيالاً من حقيقة واقعِه، رغم أنه يعتمدُ في سردِه للأحداث على خياله في الاستيلاد، وبالتالي فإن عليه أن يتجنَّبَ شطحاتِ الخيال الجامح التي قد تخلِط عليه حقائق وخصوصية الرموز، والأزمنة، والأمكنة لعناصر واقعِه الحي، ما دام إبداعُ النص في حقيقته يتجلَّى مِن خلال الوقائع المتخيَّلة عن ذلك الواقع، ومن ثم صبها في سياقٍ معين، هو بِنْية النصِّ الأدبي شعرًا كان أم نثرًا، أو لوحةً فنية بريشةِ فنانٍ.

 

ومن هنا يأتي دورُ المخيِّلة أو المِزاج في إعادة البناء، من مجرد السرد الواقعي الآلي لعناصر الواقع الحيِّ في بِنْية النص، إلى تغليفِه برداءِ سردٍ خيالي شفاف، يُضفي عليه تدفقًا من الصور الوجدانية المرهفة، بطريقة لا تزيِّفُ معالمَ ذلك الواقع، ولا تمسَخُ هويتَه الأصلية، سعيدة كانت أم كئيبة، سارَّةً أم محزنة، حتى وإن شاء خيال الكاتب اختزالَها بشكلٍ غيرِ متعسف لمقتضياتٍ ذوقية محضة.

 

وهكذا فبِناءُ النص المستمد من أحداث واقعية في حياة كاتبه يُعطي دلالة للناقد، والمتلقي، والقارئ معًا، فكرة واضحة عن تواشج حياة الكتاب بحياة عوالمه التي يكتب عنها نصوصه، بحيث يمكن أن نتلمَّسَ في ثنايا النص خيطَ الوصل غير المرئي الذي يتموضَعُ بين حافاتِ الواقعيِّ والمتخيل في بِنْية النص، حتى وإن كان من الصعب تحسُّسه أحيانًا بسبب غموضِ بواحات الكاتب، مع ما يدور حوله من ظواهر قد لا تكونُ مألوفةً في عالَمِه الذاتي، ولكنها مع ذلك تمثِّلُ حاجزَ التمييز بين ما هو حقيقي، وبين ما هو وجداني، مما يدور في برزخِ هواجسه مِن موضوعات يتمثَّلُها الكاتب، ويرسُم لها حدودَ الاسترجاع من مخيِّلتِه عند إنشاء نصه.

 

ولا شك في أن قدرةَ التخيُّل على استرجاعِ الواقع عند كاتب النص، تجعَلُ التلاحمَ بين عناصر ذلك الواقع في حياته، والمتخيل مما في وجدانه، مجالاً للتأسيس لواقعٍ جديد، هو واقع إبداعي مستولد في اللحظة، لا بد وأنه يختلف عن الواقعِ الحي، في أنه مشحونٌ برؤية فردية خاضعة في تشكُّلِها إلى التَّجرِبة الذاتية للكاتب في التعبير عن واقعِه الذاتي والموضوعي معًا، من خلال حصيلة تفاعل مجسمات الواقع الحي مع عالَمه المتخيل، وما ينداح عنه من صورٍ يجسِّدُها عالَمُ الكاتب الخاص في نصِّه الإبداعي.

 

وهكذا يظلُّ الخيالُ بتفاعله المرهف الحس مع عناصر الواقع، ركنًا أساسيًّا في عمليَّة الإلهام الإبداعي، واستيلاد النص؛ إذ يبدو أن النَّصَّ من دون تلك التفاعلية العضوية، يخرُجُ عن إطار كونِه فنًّا أدبيًّا رفيعًا، يدفَعُ المتلقّي لتذوُّقِه بحسٍّ وجداني عالٍ، والتفاعل معه في رحلةِ سموٍّ رُوحي راقية في سياق التأثير الفني العارم للنص الإبداعي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- تعقيب
نايف عبوش - العراق 25-10-2013 09:38 AM

الشاعر أحمد أبوكوثر(العراق):سرتني كثيرا مداخلتك الكريمة..وإماطة اللثام عن كل ما هو مفيد.. وإتاحته للناس، هو أمر من صميم دوافع الثقافة العربية الإسلامية على قاعدة (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر).أقدر مرورك المتمعن ومداخلتك البناءة.دام قلمك سيالا بكل خير.
نايف عبوش

1- الرد على مقال النص الابداعي للكاتب الاستاذ نايف عبوش
الشاعر احمد ابوكوثر - العراق 22-10-2013 12:00 AM

تحية تقدير للاستاذ الكبير والكاتب الأكاديمي المتألق الأستاذ نايف عبوش أبو بشير الذي يرفدنا بكتاباته التي تخاطب المتلقي بلغه واضحة ولا غبار عليها في سرد كل ما هو مهم ومفيد ويهم المجتمع والفرد بسريره نقيّه وصافيه تجدها في طريقة أدائه التي تجذب المتلقى ليتابع موضوعاته بشوق ولهفه فمرة يكتب عن التراث وإماطة اللثام عن كل ما هو مفيد ويكاد أن يطمره النسيان ويضيع فيلتقطه قلمه المبدع من الظلمة إلى الضوء ومرة يكتب عن الاقتصاد ومره أخرى يكتب عن توظيف الكفاءات العلمية في خدمه المجتمع والبلد بأسلوب يخاطب الضمير والوجدان ويخدم الصالح العام تحية اجلال وتقدير للأستاذ نايف عبوش أبو بشير وشكر موصول لموقع الألوكة والقائمين عليه لفسحهم المجال للبدعين لنشر إبداعاتهم ورفد القراء الكرام بكل ما هو مفيد تحياتي وتقديري للجميع وشكرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة