• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

المصدر المؤول .. بحث في التركيب والدلالة (14)

المصدر المؤول .. بحث في التركيب والدلالة (14)
د. طه محمد الجندي


تاريخ الإضافة: 22/9/2013 ميلادي - 17/11/1434 هجري

الزيارات: 8284

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المصدر المؤول

بحث في التركيب والدلالة (14)


السبب السابع: من أسباب التحويل إلى المصدر المؤول: قصور في المصدر الصريح لشغل الوظيفة النحوية:

إذا كان المصدر الصريح كلمة مفردة لفظًا ومعنًى، فإن المصدر المؤول جملة أوقَعها الحرف المصدري في مواقع الكلمات المفردة، غير أنَّ بعضًا من تلك المواقع لا تَكفيه اللفظة المفردة، بل يَحتاج إلى رُكن إسنادي كاملٍ، وهنا يأتي دور المصدر المؤول الذي يَشغل تلك المواقع، التي لا يُكتفى فيها بالمصدر الصريح لبنْيته الإفراديَّة، ومِن ثَمَّ يكون سببُ التحويل إلى المصدر المؤوَّل، هو قصورًا في المصدر الصريح، منَعه من شغْل تلك الوظيفة، ويكون ذلك في المصدر المؤول الذي يسدُّ مسدَّ مفعولَي (ظنَّ)، أو إحدى أخواتها، ومعلوم أنَّ الخصائص التركيبيَّة لهذين المفعولين، كونهما مُركَّبين من رُكنٍ إسنادي قائمٍ بذاته، جرى فيه ذِكُر الحديث والمُحدَّث عنه؛ كما يقول الإمام عبدالقاهر: "إذا قلتَ: علمتُ أن زيدًا منطلقٌ، جرى في صِلتها ذِكرُ الحديث والمُحدَّث عنه، فتَصير كأنَّك قلتَ: علمتُ زيدًا مُنطلقًا، وهذا كلام قد يُغلِّط مَن يَنظر إلى ظاهره، فيتوهَّم أنهم جعَلوا (أن) في حُكم اللَّغو مثلاً؛ حيث أجْرَوا علمتُ أنَّ زيدًا منطلقٌ مَجرى علمتُ زيدًا منطلقًا، وليس كذلك، فغرضُهم أنَّ الحديث والمُحدَّث عنه إذا جرى ذِكرُهما في صِلتها، دلَّ ذلك أنَّ المقصود الإخبار بعلم زيدٍ مُنطلقًا، وإذا ثبَت ذلك، عُلِم أنَّ المراد والمعنى: علمتُ انطلاقه واقعًا موجودًا، فلم يُحتج إلى ذِكره، وإذا قلتَ: علمتُ انطلاقه، لَم يدلَّ على ذلك؛ إذ لا يكون معه حديثٌ ومُحدَّثٌ عنه"[1].


وواضحٌ من هذا النص أنَّ التركيب المحوَّل محتاج إليه برُمَّته، ومِن ثَمَّ قَصَرتْ خُطى المصدر الصريح عن القيام بشَغْل تلك الوظيفة؛ لأنه - على حدِّ قول الجرجاني - لا يكون معه حديثٌ ومُحدَّث عنه، ولعله من أجْل ذلك ضعَّف رأي الأخفش عندما زعَم أنَّ المصدر المؤول سدَّ مسدَّ المفعول الأوَّل، وأن الثاني محذوفٌ، وقد ردَّ عليه الجمهور بأنْ لا حاجةَ إلى ذلك: "لأن وجود النسبة فيما بعد (أنَّ) كافٍ في تعلُّق العلم أو الظنِّ به"[2].


وثمَّة فرْقٌ تركيبي بين هذه الأفعال التي تتَّسم بسمة (+ حالة)؛ إذ إن هذه تَعمل في الأسماء المفردة، ولا تَعمل في الجملة الإسناديَّة، فمِن ثَمَّ قالوا: علمتُ زيدًا منطلقًا، وزيد - علمتُ - مُنطلق، ولَم يقولوا: كَرِهت زيدًا أخاك؛ لأنه لا متعلِّق لكَرِهت وسائر الأفعال بالحديث، وإنما متعلِّقها بالأسماء[3].


وإذًا فالبِنْية التحتيَّة لمثْل قولنا: علمتُ أن زيدًا منطلقٌ، هي: علمتُ زيدًا منطلقًا، ويُمكن التمثيل لها بالمشجر التالي:

 

وإذا تأمَّلنا العلاقة الوظيفيَّة بين المفعولين، نُلفيها بمعزلٍ عن الفعل، مُركَّبة من ركنٍ إسنادي يُمكن التمثيل له الآتي:

 

تحوَّل هذا التركيب من بنْيته العميقة إلى البنْية السطحيَّة بقاعدتين من قواعد التحويل:

1- قاعدة الزيادة بزيادة العنصر المصدري (أنّ) لتوكيد المعنى العميق، الذي كان خاليًا من التوكيد.


2- تغيير مورفولوجي للحركة الإعرابيَّة في المسند؛ من العلامة الخاصة بالنصب، إلى العلامة الخاصة بالرفع؛ لتتَّفق مع النظام القاعدي للعنصر المصدري (أنَّ).



[1] الجرجاني؛ كتاب المقتصد، (1/ 478 - 479).

[2] السمين الحلبي؛ الدر المصون، (1/ 165).

[3] السهيلي؛ نتائج الفكر، (348).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة