• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

التدوير في الرمل

التدوير في الرمل
أ. د. أحمد كشك


تاريخ الإضافة: 21/9/2013 ميلادي - 16/11/1434 هجري

الزيارات: 8987

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التدوير في الرمل

التدوير في الشعر.. دراسة في النحو والمعني والإيقاع (14)


نَدَر التَّدْوير فمِن جُملة (4154) بيت ورَد التَّدْوير (40) مرَّة معظمه موجَّه إلى استخدامِ شاعِر مُعاصِر هو عبداللطيف عبدالحليم الذي دوَّر فيه (23) مرَّة؛ حيث ضاع حَدُّ إيقاع العَروض لديه؛ استئناسًا بمطلب دَلاليٍّ كان التنفُّس فيه يروم القافية راحةً لا العَروض.

 

ولم يُدوِّر في العصْر الجاهلي الذي استُخدم الرمَل فيه (121) مرَّة، ولم يرد في العصْر الأُمويِّ تَدْوير - اللهم إلا في بيت واحد بانَ لَدى الأخْطل - هو البيت الوحيد الذي جاء رمَلاً؛ مما يُمثِّل شُذوذًا في إيقاع ديوانه أو يعطي إحْساسًا بأنَّ هناك شيئًا ضائعًا في لم ِّديوانه. وقد كنتُ أتوقَّع عدمَ وروده في إحْساس جرير والفَرزْدق والأخْطَل الذين وجَّهتْهم النقائض وجْهةَ أوزانٍ مُعيَّنة، ولم تَظهر الأحاسيس التي أَنِسَتْ بإيقاع الرمَل لدَيهم، وكنتُ قد توقَّعتُ أيضًا مُخالفة عُمر بن أبي ربيعة لهؤلاء فقد استخدمه (176) مرَّة في ديوانه لم يُدوِّر فيها مرَّة، ولابْن ربيعةَ إلْف في استِخدام وَحدة "فاعلاتن" إيقاعيًّا للتعبير عن إحساسِه؛ فقد شكَّلتْ في عَطائه كمًّا مِن الأبيات وصل إلى (1187) بيت مِن جُملة ديوانه البالغ (3838) بيت إذا ما راعَينا إطْلاق التَّفعيلة وعدم خُصوصها ببحْر مُعيَّن، فهذه الأبيات التي استَخدمها عَطاء مُشترِك بين الرمَل والمديد والخَفيف. أما أصحاب النقائض فما كان لإِحساسِهم إلْفٌ بفاعلاتن؛ ومِن ثَمَّ لم يُستخَدم لدى اثنين منهم الخَفيف والمديدُ والرمَلُ، وأمَّا الأخطل فقد شذَّ قليلاً؛ لأنَّه استخدم الرمَل بيتًا واحدًا والخَفيف على استحْياء (35) مرَّة مِن جُملة ديوانه البالغ (2598) بيت، وهكذا تكون الوحدة الإيقاعيَّة - وأقصد التَّفعيلة - مذاقًا لدى الشُّعراء قبل أن يكون الوزْن هو الممثِّل لهذا المَذاق.

 

وحين استُخدم الرمَل في العصْر العباسي (485) مرَّة بان التَّدْوير تِسعَ مرَّات؛ وقد بان في هذا العصْر مَيلهم العام لاستخدام فاعلاتن مُشكِّلةً لأحاسيسهم، وهذا واضح مِن كمِّ ما استخدموه خفيفًا ورمَلاً ومديدًا تامًّا ومجزوءًا؛ ومعنى ذلك أنَّ المذاق الإِيقاعيَّ واجَه اختلافًا بين ما استعذبه شُعراء العصْر الأُمويّ، وما استعذبه شُعراء العصْر العبَّاسيِّ. والباحث عن مُبرِّر لاخْتلاف هذا المذاق لديه ما يُوحى بذلك؛ فالأُمويُّون امْتداد صرْف لتاريخ جاهليٍّ إسْلاميٍّ لم تتعدَّد فيه المشارب والاتِّجاهات، أمّا العبَّاسيُّون فهمْ حَصاد تأثير عربيٍّ فارسيٍّ خليط - يأخُذ مِن الشَّرق والغرب - كما يُقال - إحساسه؛ ومِن الخَلطة هذه بانَ إحْساس إيقاعيٍّ جديد.

 

وفي إحصائيَّة الأندلس استُخدم الرمَل (289) مرَّة دُوِّر فيها في بيت واحد لدى ابن هانئٍ الأَنْدلُسيِّ الذي فاق استخدامُه للرمَل ابنَ زَيدون، وابن خفاجة؛ حيث استخدمه (178) مرَّة، وبانَ الرمَل في استِخدام العصْر المِصريِّ الممْلوكيِّ (228) مرَّة، وقد استخدمه ابن نباته أكثر مِن البوصيريِّ بحجْم ضَخامة أبيات ديوانه.

 

ونأتي إلى الشِّعر الحديث الذي يَبدو أنَّ الوزن وافَق هوى أصحابه، أو هوى إلْفِ المُعاصِرين؛ فهو مِن النُّظُم الإيقاعيَّة المألوفة في الشِّعر الجديد، ولعلَّ المدرسة التي حوتِ الشُّعراء الرومانسيِّين وجَّهتْ أصحابها للإِبداع مِن خِلال هذا الإِيقاع، وهذه القضية تحتاج إلى بحْث وتفسير تُدرَس فيه قضية توظيف إيقاع هذا البحْر في إبداع المدرسة الرومانسيَّة.

 

وفي إحصائيَّة المُحدَثين ورَد الرمَل (2983) مرَّة دُوِّر فيها (31) مرَّة، لدى عبداللطيف منها (23) مرَّة، ولدى ناجي (7) مرات، وهو الذي استخدم الرمَل (678) مرَّة مِن جُملة ديوانه البالغ (3741)، وقد بان التَّدْوير عند شاعِر سُعوديٍّ مُعاصر هو الأستاذ حسين عرب مرَّة واحدة من جُملة ما استخدَم مِن أبيات في الرمَل وهي حوالي (608) مرَّة مِن ديوانه الذي يَحوي (3597) بيت. والإحصائيَّة التالية جماع يصور حدود التَّدْوير في نطاق الرمَل.

 

العصْر

عدد الأبيات

التَّدْوير

نوع الفاصل

أل

ص

م

ل

الجاهلي

121

 

 

 

 

 

الأُمويّ

177

1

1

 

 

 

العباسي

485

9

6

1

1

1

الأَندلُسيّ

289

1

1

 

 

 

المصري المملوكي

228

 

 

 

 

 

الحديث

2983

31

15

12

4

 

المجموع

3977

42

26

13

5

1

 

نماذج من تَدْوير الرَّمَل

قراءة نحويَّة دَلاليَّة

• مِن تَدْوير الرَّمَل يقول البُحتُريُّ في عَروض ضَرْبها فعلاً، وهذا يُبرِّر التَّدْوير أفضل مِن فاعلاً لوضوح سكْتة القافية مع الثانية - يقول في (1/366):

لاَ وَظِيفُ الْعَيْرِ مَرْقُومٌ وَلاَ الْـ
عَجَبُ مَهْضُومٌ وَلاَ الوَجْهُ خَلِقْ
تُخْطِئُ الدُّنْيا الْمَقَادِيرَ فَفِي الْـ
جَوِّ مَنْ لَمْ يَكُ فِي قَعْرِ النَّفَقْ

 

النَّفْي المُستمرُّ وتَتابُع عَلاقات الإِتْباع أمورٌ تَنفي سكْتَة العَروض؛ ففي البيت الأول ما أمكن فصْمُ الجُمَل إنشاديًّا إلا على نحو بعيد عن سكْتَة العَروض:

لاَ وَظِيفُ الْعَيْرِ مَرْقُومٌ

وَلاَ الْعَجَبُ مَهْضُومٌ

 

وفي البيت الثَّاني ما كان للجارِّ والمَجرور أن يُفصَم تركيبهما ويُقطَع مع كون جماعهما قيمةً دَلاليَّةً على الإِنشاد أن يُراعى حقُّها.

 

• وحين دوَّر المتنبِّي مرَّة واحدة قال (ص: 110):

بَاعِثُ النَّفْسِ عَلَى الْهَولِ الَّذِي لَيْـ
سَ لِنَفْسٍ وَقَعَتْ فِيهِ إِيَابُ

 

وقد أصاب التَّدْوير عَروضًا جاءتْ على: "فاعلاتن" مع كَون الأصْل الوارِد "فاعلاً"؛ وحيثما اختلَّت الموازنة في حقِّ العَروض بأن تأتي "فاعلاً" مرَّة، وفعلاً مرَّة أخرى "وفاعلاتن" مرَّة ثالثة فإنّ سكْتَة العَروض لا حَدَّ لحسابها؛ ومِن ثَمَّ فضَياعُها بالتَّدْوير لا إشْكال فيه.

 

• ومن تَدْوير ابن المعتز قوله (ص: 169):

وَيْحَ مَنْ يَهْوَى فَقَدْ عَذَّبَهُ الْـ
لَهُ فِي الدُّنْيَا بِتَبْعِيدٍ شَدِيدِ

 

وصِلة الفاعل بفاعله ضَروريَّة، ولفْظ الجَلالة لا يَقبل تنكيرًا كي يَظهَر التَّقسيم الشَّطريُّ واضِحًا، وظاهِرة الخلْط في عَروض الرمَل بين فاعلاً وفعلاً وفاعلاتن في قصيدة واحدة أمرٌ وارِد في شِعر ابن المعتز؛ فله قصيدة (ص: 302) مِن ديوانه يقول فيها:

وَلَقَدْ كُنْتُ أَرَاهَا آهِلاَ
تٍ كَذَاكَ الدَّهْرُ يَعْصِي وَيُطِيعُ
رُبَّمَا أَغْدُو وَطَارَتْ بِفُؤَادِي
عَنْتَرِيْسٌ نَازِعٌ فِيْهَا الْقَطِيعُ
إِذْ أَمَامِي يَدْفَعُ الْحَادِثُ عَنْـ
نِي الْمَلِيكُ الْكَامِلُ الْبَأسِ الْمَنِيعُ

 

• ومِن تَدْوير الرمَل لدى ابن هانئ قوله (ص: 121) وقد دوَّر مرَّة واحدة:

إِذَا بَدَا فِي صَهَوَاتِ الْخَيْلِ كَالْـ
قَمَرِ الْمَلْآنِ وَالسَّيْفِ الْفَرَد

 

والجارُّ والمجرور يُثبِتان الْتصاقًا واتِّصالاً وبخاصَّة أنَّ الأداة الجارَّة مما لا تَقبَل استِقلالاً وانفصالاً نُطقيًّا لكونِها على صَوت واحد وهو "الكاف".

 

• وفيما دوَّر فيه عزيز أباظة قوله (ص: 141):

أَيُّهَا الْإِنْسَانُ لَمْ تُؤْتَ مِنَ الْـ
عِلْمِ فِي أَطْرَافِهِ إِلاَّ قَلِيْلاَ

 

والجُملة التي بدأتْ بعد النِّداء واجِبة الاتِّصال؛ لأنَّ الاستِثناء مَطلبٌ يَجب أن يَكتمل؛ وحقُّ الدَّلالة يَقتضي ذِكْر القِلَّة المَفهومة مِن تَضمين الشَّاعِر لقوله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ [الإسراء: 85].

 

• وفيما دوَّر فيه الشَّاعِر المعاصر عبداللطيف عبدالحليم؛ والتَّدْوير يُمثِّل الظَّاهِرة في استِخدامه الشِّعريِّ في كلِّ البُحور، فالبيت في عَطائه الفَتى يَكاد يُمثِّل كُتلةً نُطقيَّةً واحدةً، والرَّاصد للتَدْوير لديه يَجد أنَّه قد دوَّر (683) مرَّة مِن جُملة دواوينه (2888) بيت.

 

ومِن تَدْويره في الرمَل يقول (ص: 91) في ديوانه "هدير الصَّمت" مِن قصيدة يَرثي فيها الشَّاعِر العِوضي الوكيل:

بَلْ رِثَائِيَ أُمَّةً، ضَلَّ بِهَا الْـ
حِسُّ وَاسْتَرْعَى نَوَاصِيهَا الْأَثَام

 

فالأمَّة التي رثاها الشَّاعِر ضلَّ بها الحِسُّ واستَرْعاها الإِثْم، ولعلَّ الضَمَّ النُّطقيَّ هُنا مَطلب كي يَكتمل في حُدود البيت مُبرِّر الرِّثاء.

 

ومن القصيدة نفسها يقول:

نَسِيتُكَ الْيَوْمَ لاَ ضَمَّةَ حُبٍّ
وَلاَ ذِكْرَى وَلاَ حَتَّى سَلاَم

 

فالنَّفْي مُتلاحِق مُتَّصل لا يَقبل قَطعَه مُنشِد يُريد تَوضيح سكْتَة العَروض.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة