• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

مدخل لقراءة القصيدة الجاهلية (5)

أ. طاهر العتباني


تاريخ الإضافة: 11/7/2013 ميلادي - 3/9/1434 هجري

الزيارات: 5847

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مدخل لقراءة القصيدة الجاهلية (5)

الوضع الاقتصادي لجزيرة العرب

 

عرفت الجزيرة العربية من أقدم العصور النشاطَ التجاري بصورة كبيرة، حتى قيل: إن كل عربي تاجر، وحتى استقر في نفوس الرحالة القدامى ذلك المعنى عن بلاد العرب. كما يذكر الباحثون أن العرب كانوا الواسطة بين تجارة قدماء الأوروبيين والشرق الأقصى متمثلاً في الهند والصين وبلاد فارس.

 

كما شاع أن البيزنطيين كانوا يعتمدون في شؤونهم التجارية على قوافل البدو التي تحمل تجارة بلاد الهند الغامضة من الأحجار الكريمة والتوابل والجلود والمعادن والحرير لأجل ثياب ملوكهم وأباطرتهم وكهنتهم، والعطور من بلاد المجوس، والبخور من اليمن، والصمغ من إفريقية من أجل كنائسهم وقصورهم. ولقد كان لمخازن العرب من الأهمية مثلُ ما كان لمخازن البندقية في إبان مجدها..

 

وهكذا ظلت القوافل التجارية منذ عصور سحيقة تعمل بين مناطق الإنتاج في بلاد اليمن، وبين العراق والشام ومصر.

 

وهذه الحركة التجارية - فيما يرى الباحثون - ترجع إلى الظروف التي كان تسود بلاد العرب والعالم القديم في ذلك الوقت، حيث كانت وسائل المواصلات البحرية مهددة بعديد من الأخطار، مما جعل التجارة محصورة في البر ابتعاداً عن هذا الجو الخطر الذي يسيطر على عالم النقل البحري.

 

لقد كانت براري آسيا الوسطى وجزيرة العرب بحار القدماء، وكانت قوافل الإبل سفنهم، وكانت التجارة في أول الأمر في يد اليمنيين، حيث كانت تنتقل غلات حضرموت وظفار وواردات الهند إلى مصر والشام، وكانت كثرة التجارة مع بلاد العرب الجنوبية تنتقل إلى الشام ومصر عن طريق الحجاز.

 

ومن الواضح أن هذه التجارة التي يسيطر عليها الجنوبيون كانت تتخذ من بلاد العرب الشماليين طريقاً لها، مما أوجد في نفوس الشماليين رغبة في الأخذ بهذا الأسلوب من أساليب العيش، حيث يدرُّ هذا المسلك على أصحابه رزقاً وفيراً وثراءً عريضاً، كما كان انحلال الدولة الجنوبية في اليمن سبباً لهيمنة عرب الحجاز الشماليين على زمام الحركة التجارية في القرن السابع الميلادي، حتى كانت التجارة عن طريق الحجاز الذي كان في أيدي الشماليين قد صارت تماما في أيديهم، فضلاً عما في أيدي عرب الحيرة من هذه التجارة.

 

ولم يكن طريق الحجاز هو الطريق الوحيد للقوافل التجارية بل كان هناك طرق أخرى، فقد عرفت الجزيرة العربية منذ أقدم عصورها طريقين أساسيين للقوافل التجارية بين طرفيها الشمالي والجنوبي.

 

ويجري الطريقان من ظفار في الجنوب إلى الشرق والغرب، أما الطريق الشرقي فيمضي متاخماً لقوس عمان الساحلي متجها إلى القطيف على الخليج العربي، التي كانت تحمل إليه بضائع الهند، ومن القطيف عن طريق تدمر إلى فلسطين وسورية، وكذلك منها إلى صنعاء باليمن وثغور البحر الأحمر والحجاز.

 

أما الطريق الغربي فيبدأ من ظفار ثم حضرموت ثم شبوة ثم عدن، ويستمر إلى مأرب فصنعاء، ومن صنعاء يصعد شَمالاً محاذياً البحر الأحمر حتى يدخل الحجاز، ويمضي شمالاً عن طريق وادي القرى إلى تيماء حيث تتشعب الطرق: فمنها ما يتجه شمالاً إلى بُصرى وتدمر ودمشق في الشام، وبعضها إلى مصر عن طريق سيناء، والبعض إلى العراق عن طريق حائل.

 

وإلى جانب هذين الطريقين الأساسيين اللذين يدوران حول الصحراء الواسعة في جزيرة العرب يوجد طريق يخترق قلب الجزيرة من مكة إلى الخليج العربي.

 

كما كانت هناك طرق أخرى ولكنها ليست على نفس الأهمية التي كانت لهذه الطرق الثلاث، وقد كان للنعمان بن المنذر لطيمة عظيمة (أي قافلة) تذهب إلى سوق عكاظ كل عام، وكان يجيرها (يحميها) رجال من القبائل التي تمر عليهم في طريق ذهابها وعودتها.

 

كما أنه من المهم أن نقول: إن طرق القوافل هذه كانت تتبع الوديان، حيث تكون حركتها أكثر يسراً وسهولة.

 

ومن المهم أن تقوم على طول طرق هذه القوافل التجارية أسواق تنزل فيها القوافل التجارية ويقبل إليها سكان المناطق المجاورة بسلعهم، وقد ذكر بعض المؤرخين عدداً من أسواق العرب التي كانت معروفة في الجاهلية، ففي أقصى الشمال كانت سوق دومة الجندل، ثم على ساحل الخليج العربي سوق المشقّر بهجر وسوق صحار وسوق دبي، ثم على ساحل الجزيرة الجنوبي هناك سوق الشحر بمهرة وسوق عدن وسوق الرابية بحضرموت، ثم سوق صنعاء، ثم على ساحل البحر الأحمر حيث سوق عكاظ وسوق ذي المجاز ومجنَّة بالقرب من مكة.

 

هذا إلى أسواق أخرى، وإن كانت ليست بنفس الأهمية التي لهذه الأسواق، ومنها: سوق حباشة في تهامة، وسوق دما بعمان، وكان اليهود يقيمون أسواقاً حيث كانوا ينزلون، فقد كان هناك سوق بني قينقاع في يثرب، وكانت سوقاً عظيمة، وقد زارها النابغة الذبياني مرة، ومن الطبيعي أن تقوم بخيبر ويثرب أسواق نظراً لنزول اليهود أصحاب الأموال والتجارة والصناعة بها.

 

كذلك كان موسم الحج من أهم مواسم الأسواق نظراً لكثرة وفود العرب التي كانت تفِدُ إليها من كل فج عميق. وقد كانت مع هذه الأسواق خفارة عظيمة في الأماكن التي يمكن فيها أن يتبعها اللصوص، حيث يدخل التجار في جوار القبائل التي يمرون عليها نظير ما يدفعه هؤلاء التجار من أموال لقاء تلك الحراسة والحماية التي تهيئها القبائل للقوافل التي تمر بأرضها. كما أن من أهم ما كانت تحتاجه هذه القوافل في رحلاتها الطويلة الأدلاَّء الذين يهدونها الطريق في دروب الصحراء الغامضة الملتوية، بما لهم من خبرة ودراية بها حتى لا تضل أو تضيع في مجاهلها.

 

هذه الناحية التجارية في اقتصاد الجزيرة في العصر الجاهلي هي الجانب الذي يعتمد عليه في أغلب المراكز الحضرية في الجزيرة، أما في مناطق اليمن فكان هناك اقتصاد يقوم على الزراعة والرعي، وأما أهل البادية في الشمال والجنوب فقد كان جل اعتماد القبيلة على الرعي كمصدر للرزق وتكوين الثروات، وقد حصرت البيئة الجغرافية لأعراب البادية مواردهم الطبيعية في المراعي، ووقفت ظروفهم الحضارية - كما أشرنا - مجال عملهم عند الرعي، ومن هنا انحصرت ثروتهم في قطعان الإبل والغنم والمعز، وقد كانت الإبل بالذات مقياس ثروتهم فهي خير ما في هذه الثروة، وقد كان من عوامل سقوط الفرد في الهيئة الاجتماعية أن تقوم المعز وصغار الماشية في حياته مقام الإبل، فقد كانت الإبل مادة يشتق منها المادحون عناصر مدحهم، أما الغنم فليست بحيوان الصحراء الأول لشدة حاجتها إلى المرعى وقلة صبرها على الماء، ومن هنا كانت الإبل حيوان الصحراء الأول بلا منازع والدعامة التي تقوم عليها ثروة أبنائها، وبحق كانوا يسمونها مالاً لأنها رصيدهم الأساسي، وكانت كل قبيلة تسِم إبلها وسماً خاصًّا تميزها به.

 

وكانت ثروة الأفراد في المجتمع البدوي تقاس بمقدار ما يملكون من الإبل، فكل ثرائهم كان يقوم على الإبل، وكان منهم من له من الإبل ما يملأ الأرض، ومن كان يفقأ أعين عشرين بعيراً لأن إبله بلغت عشرين ألفاً، ومنهم من كان ربما ذبح في موسم الحج عشرة آلاف بدنة، وكانت أحيانا تبلغ دية الرجل ألف بعير.

 

وإلى جانب هؤلاء الأثرياء التي ملأت نعمهم الأرض، هناك طبقة أخرى فقيرة لا تكاد تملك شيئاً فقد كان مستواها الاقتصادي بالنسبة لهؤلاء متدنياً جدًّا حتى ليضطر لقتل ولده خشية الإملاق.

 

وطبيعي أن مجال العمل أمام هؤلاء الفقراء من البدو كان ضيقاً جدًّا، فلم يكن بمقدورهم إلا أن يعملوا عند هؤلاء الأغنياء في قطعانهم، حيث يقومون بالرعي وخدمة الإبل.

 

جانب آخر من جوانب رزقهم الذي يعتمدون عليه يتمثل في الصيد والقنص، إذ كانوا يتخذون الكلاب ويدربونها من أجل الصيد حتى تصبح من الجوارح الفاتكة، وفي شعرهم قطع تصف المعارك التي كانت تنشب بين هذه الكلاب والأتان والحمر والبقر والثيران الوحشية.

 

وفي معلَّقة لبيد وصف بارع لأتان وحمارها، ثم لبقرة وحشية تعقَّبها الرماة بنبلهم. ولأوس بن حُجر قصيدة فائيَّة وصف فيها حمار الوحش وصفاً دقيقاً، ثم وصف الصائد كذلك.

 

على أن صيد الوحش لم يكن من همِّ شجعانهم وفرسانهم إنما كان من عمل فقرائهم ومعوزيهم، ولذلك كان يأتي في المرتبة الثانية من غزوهم ونهبهم، أما ما يأتي في المرتبة الأولى فهو غارة بعضهم على بعض للاستيلاء على قطعان الإبل، فقد كانت لهم حياتهم الحربية التي هي من بعض الوجوه مصدر من مصادر عيشهم يتربص بعضهم ببعض ويغير بعضهم على بعض، فيأخذ القوي ما في يد الضعيف، وربما استاق إبل القبيلة كلها من أغار عليها من خصومها الذين ألجأتهم ظروفهم الاقتصادية إلى الغزو.

 

.. وهكذا كانت معيشتهم بين صيد الوحش، وصيد الإنسان لاستلاب ما في يده، ورعي الأنعام والأغنام، وما كان يقوم به الصعاليك كانت تقوم به القبائل برمَّتها أحياناً حين تكفُّ السماء عنهم غيثها وتجدب ديارهم وتمحل، فلا يكون أمامهم سوى الغزو وشنِّ الغارات، ولعل ذلك وراء إشادتهم بالكرم والكرماء، وهي إشادة طبيعية في جو الصحراء المقفرة التي يحفُّ بها الجدب من كلِّ جانب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة