• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

رباعية الإبداع في رواية حجر الكحل للروائي محمود توفيق

رباعية الإبداع في رواية حجر الكحل للروائي محمود توفيق
خالد الطبلاوي


تاريخ الإضافة: 15/4/2013 ميلادي - 5/6/1434 هجري

الزيارات: 6607

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

رباعية الإبداع في رواية حجر الكحل للروائي محمود توفيق

 

لا أبالغ حين أقول: إن من فاته أن يقرأ هذه الرواية فاته نصيبٌ وافر من متعة عالم الرواية، فهي في نظري إحدى مفاصل قراءاتي الروائية، نظراً لما تميزت به عن غيرها من روعة وسلاسة اللغة، وجمال السرد وإحكامه، وعمق الإسقاط، والحبكة والمفاجأة. هذا إلى جانب مزايا أخرى منها سينمائية العرض والتصوير حتى كأنك تجلس في صالة العرض، والقدرة على وصف الأشخاص حتى يكاد يخيل إليك من سحر الوصف أنك ستصافح صاحب الحق منهم وتربت على كتفه، وستأخذ على يد الجبار وتمنعه، وتمسح على رأس هذا أو تجفف دمعته.

 

روعة وسلاسة اللغة:

كثيراً ما كنت أختلف مع الأستاذ محمود حول أسلوبه اللغوي في القصة القصيرة وأطالبه بأن يكون أكثر سهولةً في الألفاظ والتراكيب، وسرعان ما اكتشفت - حين قراءتي للرواية - أن الأمر لم يكن إلاَّ تركيزاً تفرضه القصة القصيرة بقالبها الضيق وأنفاسها اللاهثة على رجل يملك مخزوناً من اللغة يحتاج لأودية لبسطه وتخفيفه، فلما جرى هذا النهر في سهول روايته "حجر الكحل" أحسستُ روعة تختلف تماماً عن روعته القصصية، فتأمل معي أولى عبارات الرواية:

"هي وطفلها على السرير يعتصرهما الحزن والقلق، وإحساس ثقيل بالهم يجثم على الصدر، ذبالة المصباح كانت على الأرض أسفل منهما، صنعت لهما من الخلف ظلاًّ واحداً كبيراً، مد الظل المأتمي نفسه على الحائط وانكسر على جزءٍ من السقف".

 

وإذا اجتمع للكاتب جزالة اللغة وانسيابها وقد نجا من التقعر، فإنه - وبلا شكٍّ - قد بات في وادي عبقر الروائي.

 

جمال السرد وإحكامه:

كثير من الروائيين حين يمتد به حبل السرد يلفُّه حول روايته، فيخنقها بتذبذب المستوى، ولكنَّ صاحبنا محموداً، رغم طول روايته أحداثاً وفصولاً، إلاَّ أنه لم يلبس سرده بمللٍ ولا لجلجة، فتجد نفسك تنساب معه حتى حين يأخذك من يدك ليعبر بك إلى عدد من الفصول لتسيغه هنيئاً وكنت عزمت ألا تكمل لانشغال أو نحوه، فكنت أجدني مرتاح النفس وأنا أطالع الرواية مستمتعاً.

 

عمق الإسقاط:

ثم تعال معي لترى روعة الإسقاط وعمقه في هذه الرواية التي كادت أن تنطبق تماماً على مجتمعنا العربي، مجتمعنا الذي استهان بالفضيلة "عثمان"، واعتدى على الحرمات "صابرة وعاصم وحسان وأمه"، وسكت عن الظلم وعن نصرة المظلوم "آل مفلح عند خروج صابر وأمه مقهورين"، ولم يقف في وجه الظالم "سعد وإخوته".

 

وكيف أنَّ رؤوس القوم لا يصلحون إلاَّ تحت الضغط القادم في صورة "شيوخ القبيلة".

 

وتكفيك هذه العبارة التي لخصت مدى فساد أولي الأمر حينما يعنف شيخ عموم القبيلة سعد وإخوته:

"وأنا ضربت كفاً بكف حينما استمعت إلى قصة عجيبة أخرى نادرة: فسعد عندما يريد أن يختص نفسه بعشة عند الغجر، ولا يريد إزعاجاً من أحد، علق عصا أبيه وعباءته على الباب فيعلم الناس أن سعداً بالداخل ولا يريد إزعاجاً. عصا وعباءة أبيك علامة؟".

 

انظر كيف استخدمت أمجاد الماضي لتغطي العهر والفساد الذي يعيشه قادة: أمجاد يا عرب أمجاد.

 

وليس هذا آخر الإسقاط في الرواية.. فهو ممتد بطولها، ولكن المقام لا يتسع.

 

الحبكة والمفاجأة:

ويا لك من روائي ماكر يا محمود!.. لقد كنت أقرأ الحدث ثم أقول: ماذا أراد بهذا؟ وما مقامه من الرواية؟ فإذا به يجيب عليَّ بعد عدة فصول بتفجير مفاجأة ما كان   ينبغي - للحبكة - أن ينبئني بها.

 

فحين أتساءل عن هذه المصطبة التي أصبحت أثراً يصعب على المحو، وكأنَّ لها روحاً كما وصف الكاتب، أجد بعد ذلك أنها كانت مسرحاً لعدة جرائم.

 

وحين أتساءل عن تعلق حسان بعاصم، على اختلاف المشارب، ولماذا تعلق به رغم تفرق القيم والمبادئ الأصلية التي يتمسك بها كل منهما؟ أجد المفاجأة الرهيبة التي تكشف كل أسرار الرواية في آخرها.

 

وهذه مجرد أمثلة لم أشأ أن أبينها حتى لا أحرق اللذة على القارئ.

 

ثم تعال إلى توقع القارئ لسَير الأحداث، لتجد أن الراوي يتلاعب بتوقعاتك، فحين تظن أن البطل ستتغلب عليه الفضيلة الفطرية، تجد أن مر الانتقام الذي يذكره به الصبار وعهد أمه يدفعه إليه دفعاً، وحين تيأس من هدايته بعد أن وطأت أقدامه دروب الغضب تجد شيئاً آخر، لا أخبرك به، ولكن اذهب بنفسك واستطلع هذا الإبداع واستمتع به على انفراد.

 

وأخيراً.. ليس هذا كل ما في القصة من إبداع، فالراوي أيضاً أفاد من ثقافته الإسلامية الكثيفة الثرة، فوظفها توظيفاً حسناً، خاصةً في المشهد الأخير منها، وقد نجح في رسم الأشخاص والأماكن وصفاً دقيقاً ينقلك إلى عالمه الذي أراد أن يحكي عنه شئت أم أبيت.

 

هذه قبضة من أثر هذه الرواية الرائع الذي كان يمنعني النوم أحياناً لتعلقي ورغبتي في الوصول إلى نهاية الفصول، ولا ريب أن من يكتب عنها بعدي سيخرج لآلئ لم تخرجها آلتي المتواضعة.. ولكنها محاولة أجبرتني عليها روعة الرواية وإبداع الراوي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة