• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

أنصار قصيدة النثر

أنصار قصيدة النثر
د. إبراهيم عوض


تاريخ الإضافة: 18/3/2013 ميلادي - 7/5/1434 هجري

الزيارات: 8757

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أنصار قصيدة النثر

فنون الأدب في لغة العرب (6)


إن أنصار "قصيدة النثر" يستندون إلى أن الأجناس الأدبية لم تعُدْ متمايزةً في عصرنا كما كانت من قبل، ومن ثم انماعت الحدود بين الشعر والنثر، ثم إن تلك القصيدة - حسبما يقال - إنما تهدف إلى إحلال الرؤيوية "أي صوت اللاشعور" محل خطابية القصيدة التقليدية..، إلى آخر ما يرددون، وفاتهم أن الحدود لم ولن تنماع بين الأجناس الأدبية بهذه الطريقة التي يمارسونها، وإلا لعدنا في الأدب إلى ما يشبه عماء الهيولى القديم، ثم إن الخطابية المشار إليها لا توجد في كل الشعر المسمى بالتقليدي، بل في بعض قصائد المديح والفخر وما إليها فقط، وإلا فهل في شعر ابن أبي ربيعة وجميل وقيس بن ذريح، وعينية أبي ذؤيب الهذلي، ولامية الحطيئة:

 

"وطاوي ثلاث عاصب البطن مرمل"، ورائية بشار، وخمريات أبي نواس، وزهديات أبي العتاهية، ومرثية ابن الرومي في ابنه محمد، وداليته في وحيد المغنية، وندميات ديك الجن، وقصيدة الحمى للمتنبي، ورثائه لخولة الحمدانية، وأبيات ابن خفاجة في الجبل، ونونية ابن زيدون، ومئات ومئات بل وآلاف وآلاف من قصائد الشعر القديم، هذه الخطابية المفتراة التي تذكرنا بقميص عثمان؟

 

ثم ما دخل الشعر التقليدي هنا، والقصيدة النثرية إنما خرجت - كما رأينا - من عباءة الشعر المرسل والمنثور والحر؟ وهل الخطابية مَعيبة في كل الحالات والأوقات؟ أليست هناك لحظات في تاريخ الفرد والأمة تملي إملاءً أن يكون جهير الصوت بل مُجلجلَه؟ إن هذه كلها تعلات لا معنى لها، وعلى كل حال ليس البديل عن الخطابية هذا الكلام الفاتر المكون في كثير من نماذجه من أمشاج لا قوام لها، ودعنا الآن مما في بعض النماذج الأخرى من تجديف في حق المولى - سبحانه - وعدوان مستفز على أخلاق العفة والحياء.

 

والواقع أن هذا الهجوم الأرعن على ما يسمونه: "الخطابية" يذكرنا بما سماه محمد مندور في كتابه: "الميزان الجديد" بـ"الشعر المهموس" وطنطنته الشديدة به، وكأن الحياة كلها همس ونجوى، لا تطاحن فيها ولا قتال وعرق ودمار وعدوان ينبغي التصدي له، وبطبيعة الحال فإن التصدي لا يمكن أن يكون بالهمس والتفتت! والعجيب أن من النماذج التي ساقها للتدليل على صحة ما يذهب إليه قصيدة "أخي" لميخائيل نعيمة، وهي قصيدة تغلب عليها الانهزامية اليائسة بما تشيعه من ثقافة الرضا بما يصنعه بنا وبأوطاننا مجرمو الدول الغربية، والاكتفاء بدور العجز، والاستسلام والانصراف في ذلة وصمت إلى دفن موتانا الذين سقطوا في الحرب العالمية الثانية دفاعًا عن مصالح أولئك القتلة واللصوص عديمي الضمير دون أن يكون لنا في تلك الحرب ناقة ولا جمل، وإن بطَّن الشاعرُ هذا الضعفَ واليأس بشيء من التهكم على أوضاعنا لا يمكنه غسل ما رسخته القصيدة في النفوس من عجز وهوان، لقد كان أحرى بالشاعر أن يشعل الأرض نارًا تحت أقدام المحتلين، وينزل من السماء صواعق على رؤوسهم، ويعمل بكل سبيل على استنهاض الهمم الخائرة والعزائم الفاترة عند العرب ضد مذليهم، وناهبي أوطانهم وممزقي أواصر الأخوة بينهم، وجامعي عصابات الصهاينة من كل فج ليقيموا لهم دولةً في قلب بلادهم، بدلاً من هذا التهافت والضعف المخزي الذي يسربل القصيدة من أولها إلى آخرها، ثم يفرح "مندور" بها وكأنه عثر على كنز نفيس.

 

ومقطع اليقين أنه ليس للدعاوى المتعلقة بقصيدة النثر من معنًى إلا أنه باستطاعة أي إنسان أن يكون شاعرًا، وشاعرًا عبقريًّا أيضًا، ما دام الشعر قد تخلص من وزنه وقافيته، وانحط إلى هذا الدرك الأسفل من التفاهة والهذيان، وأضحى من الهوان بهذا المكان! ترى هل يعجز أعرى الناس من موهبة الأدب والشعر عن توليف مثل هذه السخافات والهلاوس؟ ولقد انتشر الآن ذلك النوع من الكتابة بين شباب الأدباء السطحيين الخالين من المواهب؛ لسهولته وخلوه من قيود الإيقاع وأسلوبه الواهن، وعدم تعمقه في الغوص على أي معنًى أو إحساس، وهذا إن كان هناك أصلاً معنًى أو إحساس.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة