• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

تلميذة الرومان لعبير النحاس رؤية نقدية

تلميذة الرومان لعبير النحاس رؤية نقدية
أ. محمود توفيق حسين


تاريخ الإضافة: 6/3/2013 ميلادي - 24/4/1434 هجري

الزيارات: 8082

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تلميذة الرومان لعبير النحاس رؤية نقدية


مجموعة "تلميذة الرومان" القصصية للأديبة عبير النحاس تمثِّل معرِضًا أنثويًّا مرهف اللوحات، لا يعتمد على الحدَّة في مزج الألوان وإبراز التقاطيع، ولا على التوسُّل بالتقنيات الإبداعية المركَّبة؛ مما يتيح للقارئ الفرصة للنظر في هذا الجمال المتَّسم باللُّطف والعذوبة.

 

هذا المعرض الأنثوي لا يصخب بذكرى إناث استثنائيات "دراميًّا"، يخطَفن بصر القارئ بقتامة مآسيهن، وعجزهن المفرط، ولا بولع الصغيرات في مواسم التفتح؛ إننا أمام مزاج إبداعي يبحث عن عمقٍ ما في إنسانية المرأة فيما بعد الترمُّل، وفيما يقع خلف الشروخ الإنسانية الشهيرة جراء العَوَز والإحباط المستديم والخيانات، وفيما يقع أيضًا خلف النزق الإنساني وارتداداته العنيفة.

 

تهتم الأديبة بـ:

"أناقة التصوير"، لا أقصد تلك الأناقة الفجَّة الزاعقة، إنما أتكلم عن أناقة أكثر دفئًا وذكاءً وبساطة وإنسانية، واستعانت في سبيل هذه الأناقة بمفردات بسيطة و"وسيمة" من حياة الأنثى؛ كالوردة، والقُرْط، ورشة العطر، وفنجان القهوة، والأردية الصوفية، و"الماسكرا"، وكحل العيون، وتحولت تلك "المستلزمات" بإبداعها إلى بطل فاعل ومألوف في ثنايا القصص الدافئة الرقيقة.

 

ومن الصعب جدًّا على أديب من الذكور أن يكتبَ عن ثَنْيَة البنطال قصة مقبولة ولطيفة كتلك التي كتبتها الأديبة؛ فهذا الشيء البسيط مُربِكٌ جدًّا، يصعب اللعب فيه إبداعيًّا، وكثير من الأدباء لا يحفلون بالأشياء البسيطة احتفالاً يمكنهم من اكتشاف عمقها، ولكنها فعلت ذلك، ليس بدافع المغامرة الإبداعية أو الجسارة الفنية، إنما هي حالة حب وحميمية وانتباه قوي لديها لمفردات الحياة الأنثوية، تجلى في هذه القصة وفي غيرها، حالة انتباهٍ أثارت إعجابي بقدرتها على نقل حتى هذا الحب الذي تهتم به المرأة بصب الشاي بنفسها لزوجها، والتي بها أيضًا يؤلمها ألاّ يلحظ التطابق بين لون القُرْط ولون الفستان.

 

لم يهرب اللطف منها حتى في تعبيرها عن الخوف من الزمان، ونزول الشيخوخة كنزول الجليد على الهضاب، في سطورها لم يكن هذا الخوف خوفًا مثيرًا للجزع بقدر ما كان مثيرًا للشجن والأنين المموسق؛ كان التعبير عن الخوف من الشيخوخة اختبارًا جيدًا لقدرتها على تلوين المشاهد بوداعة وحكمة ودفء.

 

والأديبة - على ما يبدو - تثيرها المثابرة الأنثوية، والصبر الطويل، والآمال البسيطة الملحَّة، وقد عبرت عن ذلك مرتين كما في قصة كسوة الشتاء، وقصة تخفيضات، ومن الطريف أنهما مرتبطتان بالملابس، حينما يكون الثوب أو الكسوة هو الحُلم، والثوب من الصعب أن يكونَ هاجسًا ذكوريًّا في القصة القصيرة، أما الأديبة عبير النحاس فقد استطاعت أن تجعل منه هاجسًا أنثويًّا مقنعًا في قصتين فيهما صعود درامي جيد وغير مفتعل، وهذا يؤكد على أنها كانت كما صرَّحت تتماشى فيما تكتب مع الأنثى كما هي، تحفظ لها طزاجة دوافعها الأصيلة، وأولوياتها غير الشرسة.

 

وأخيرًا فإن المجموعة ترسم جسرًا مجدولاً ومعشوشبًا بين الطفولة والأنوثة على درجة عالية من البساطة والإقناع والجمال، مشدودًا بأحبال تربوية سافرة في بعض القصص، شعرتُ تجاهها بالاحترام والتفهُّم، وإن تمنيتُ أن تخفيَها الأديبة بمزيد من الزهور والفراشات، التي تجيد نثرها في تحفة من الألوان الأولية الرقيقة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
4- لكما أطيب الأمنيات
عبير النحاس - سوريا 12-03-2013 11:05 AM

الأخ الكريم من السعودية ..الأستاذة أمينة لكما كل الشكر والتقدير و تقبلا مني أطيب الأمنيات مع الود

3- الحمدلله
أمنية محمد السيد - مصر 08-03-2013 12:33 PM

ومالم يتحرك الحرف شكرًا لصاحب المطرزات الذهبية الذي يتمتع بنعمة الرؤية العميقة والكاشفة معًا،ينير لك القناديل لتظهر روعة السطور..وما لم يكتب القلم زهوا وفرحة بالأستاذة الأديبة عبير النحاس..فلمن إذًا؟..الأستاذة عبير مبروك وألف إنتاجكِ الثري ،الأستاذ الأديب محمود توفيق حسين من تقدم لتقدم إن شاء الله،،

2- قصة جديدة
الكاتب - السعودية 07-03-2013 06:56 PM

أختي الأديبة عبير النحاس

يبقى الحرف الطيب حرفك، يبقى مع ما ينفع الناس ، ندعو لك بظاهر الغيب بفجر جديد ، ونهاية للقصة التي طالت كثيرًا ، قصة بطلها شعب حطَّم أغلاله
خالص تقديري واحترامي

1- لجميل حرفكم امتناني
عبير النحاس - سوريا 07-03-2013 09:33 AM

من بين ألم و أمل ..من بين دموع خطتها يد الخذلان ونظمت صفوفها مشاعر رهب ورعب .. جاءتني هدية من أرض الكنانة الأبية فرسمت على الشفاه ابتسامة امتنان..وزرعت في الحرف روحا جديدة تحكي أن ما زال لنا في الأرض إخوة يذكرون حروفنا رغم الغياب .. شكر الله لحرفكم هذه العطية أيها الكريم ..شُرفت أنا بها وأُسعدت بها الحروف ..لكم كل التقدير والامتنان

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة