• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

الفنية الواقعية

قحطان بيرقدار


تاريخ الإضافة: 12/6/2012 ميلادي - 22/7/1433 هجري

الزيارات: 9754

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الفنية الواقعية


الواقعية بكل تفرعاتها مذهب أدبي فني له ظروف نشأته وخصائصه وسماته ومراحله وأعلامه كغيره من المذاهب والتيارات الأدبية، ومهما كانت المصادر التي تركز عليها الواقعية مغرقة في العلمية والموضوعية ومنبثقة من أرضيات أيديولوجية بحتة فإن مضمارها الأدب.

 

والأدب عنصر فني جمالي بالدرجة الأولى، وبالتالي فإن الأعمال الأدبية التي أنتجها الأدباء الواقعيون في الفنون الأدبية كافة قد تم بحثها ودراستها من قبل النقاد ومؤرخي الأدب من مختلف أركانها، ولا شك في أن الركن الفني الجمالي قد حظي بنصيب وافر من البحوث والدراسات لاستخلاص الملامح الفنية التي تخص الأعمال الأدبية الواقعية وتميزها عن الملامح الفنية في أي تيار أدبي سابق أو لاحق.

 

ولئن صَحَّ الشطرُ الأولُ من قول النقاد: (إن الواقعية علميةٌ وليست جماليةً)، فعلى الشطر الثاني اعتراض، لأنه من الإجحاف النظر إلى النص الأدبي الواقعي على أنه كتابةٌ لبحثٍ علمي أو تقرير صحفي.. فهو أدبٌ، ما في ذلك من ريب، والأدب فن، وكل فن يبتغي الجمال، ويتفاوت الكُتَّابُ في درجات الفن، كما هو الحال في بقية الفنون، بين الادعاء والعبقرية، بين السطحية والعمق، بين الجدوى واللاجدوى، ورغم ذلك فلا جدال في أن للواقعية جماليتها الفنية التي يمكن تلخيصها بالنقاط التالية:

1- فضَّل الواقعيون النثر على الشعر لأنه اللغة الطبيعية للناس، أما الشعر فبالرومانسية والرمزية أشبه ولهما أنسب، واختار الواقعيون من فنون النثر الأدبية الرواية والمسرحية، أما الرواية فإنها نالت النصيب الأوفى من أدبهم لأنها تتيح مجالاً واسعاً للإفاضة في الوصف والتحليل، وتستوعب أزماناً طويلة، وتغطي أمكنة كثيرة، وتتضمَّن شخصياتٍ غير محدودة، وأما المسرحية فقد جاءت في المقام الثاني بعد الرواية ثم جاء الشعر في وقتٍ متأخر مع الاشتراكية، ولكنَّ هذا لا يعني أن النثر الواقعي مجرد من عنصر الشعرية بصرف النظر عن الوزن والقافية، فقد استفاد كُتاب كثيرون من اللمسات الشعرية المستحبة لا سيما في تصوير العواطف والتصوير الخيالي الفني، كما فعل (بلزاك) الذي عرف كيف يستفيد من الرومانسية في إبائها فأكسب أسلوبه الحيوية والحرارة وبراعة الصورة وموسيقا العبارة، فأقبل الناس على كتاباته بشغف، بخلاف (ستندال) الذي جاءت كتاباته خالية من الشاعريّة، فأعرض عنها الناس لأنها لم تُرضِ لديهم هذه الحاجة الفنية.

 

لقد كانت الواقعية بشكل أو بآخر مذهبَ الرواية والمسرحية بكل مقوماتهما وتقنياتهما الفنية من حيث المداخل والمقدمات، والأبواب والفصول، والمشاهد، وبراعة القَص، والحوار، وجمال السرد، والحيوية والحركة، والحبكة والتعقيد، والمفاجأة، والمماطلة بالحلّ، والمعالجة غير المباشرة، والابتعاد عن الثرثرة والحشو، وما إلى ذلك مما يجب توافره في القصة والمسرح. أما الشعر فلا يسمى شعراً إلا بمقوماته المعهودة في عالم الأدب والنقد.

 

2- تتصف لغة الأدب الواقعي بأنها مأنوسة وواضحة وبعيدة عن الخشونة والتكلف والإسفاف والابتذال، والأدب الواقعي ملتزم بمراعاة قواعد اللغة مع شيءٍ من المرونة حين يتعلق الأمر بالطبقات الشعبية العادية البعيدة عن أجواء العلم والثقافة حيث يجد الكاتب نفسه مضطراً لاستعمال مفرداتهم وتعبيراتهم الشائعة وأمثالهم الشعبية وطرائقهم في الحوار والمجاملة والمخاصمة، وقد عُدَّ هذا من مقومات الواقع، وكان له تأثيره في إغناء اللغة الفصيحة وتطويرها.

 

3- يتصف الأدب الواقعي بالإبداع بمعنى تركيب عالمٍ شبيهٍ بالواقع وليس نسخة أمينة عنه.

 

4- البعد عن التقرير والمباشرة والأسلوب الخطابي.

 

5- عدم الإكثار من التفصيلات والدقائق التافهة المربكة لاسيما إذا كانت غير موظفة توظيفاً جيداً.

 

6- التحليل والنفوذ وعدم التسطُّح، والوصول إلى خفايا النفس والعلل والأسباب.

 

7- براعة الوصف والتصوير على المستويين الداخلي والخارجي، ونقل القارئ إلى عوالم جذابة ممتعة مثيرة للدهشة وحب الاطلاع.

 

8- براعة رسم النماذج الإنسانية المختلفة.

 

9- مس الأوتار العاطفية في النفس الإنسانية مع إرضاء الحاجات الفكرية والخيالية وعدم الاكتفاء بالإثارة الحسية.

 

10- تلاحم الشكل والمضمون بأن يكون الشكل الفني تابعاً للمضمون وخادماً له.

 

وبمقدار ما تتوافر هذه الخصائص الفنية في النص الواقعي فإنه يرقى ويرتفع ويشهد لصاحبه بالعبقرية والبراعة، وبها تتفاوت أقدار الأدباء، وعلى سبيل المثال: شتان ما بين كُتاب مثل (بلزاك) و(فلوبير) و(دوستويفسكي) وبين كاتب بهلواني مثل (والترسكوت) أو كاتبٍ مغامراتٍ ومبارزاتٍ  مثل (دوماس الأب).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة