• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

التحليق في فضاءات القاصة المتميزة نور الجندلي في مجموعتها: تحليق بلا أجنحة (2)

فريد البيدق


تاريخ الإضافة: 4/5/2011 ميلادي - 30/5/1432 هجري

الزيارات: 5386

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الخطوة الأولى: العنوان والمدخل والمخرج

حسب ذاكرتي أتذكر أن الأديب إحسان عبد القدوس أول من كتب مقدمة للمجموعات القصصية، وصار من بعد ذلك عرفا متبعا.

 

وكم تمنيت لو وقفت مع هذا العنوان الموحي المحلق!

 

ماذا منعني؟

المدخل والمخرج.

 

ما المدخل؟

إنه تلك المقدمة الشاعرية التي أوردتها الكاتبة الجليلة بدء كتابها تحت عنوان "تحليق بلا أجنحة".

 

ماذا قالت فيها؟

قال لها: كيف تجيدين التحليق بلا أجنحة؟

أجابته واثقة: أصنع طائرة من ورق، وأسكب من دمي حبرا فيغدو كائنا حيا يطير بجناحين قويين ... يسافر بي حيث أتمنى.

 

هذا هو المدخل، فما المخرج؟

جاء المخرج بعد آخر قصة بعنوان "أجنحة الأمل"، وكان مخرجا شاعريا كالمدخل.

 

ماذا جاء فيه؟

كان الجميع سعداء بوهم التحليق ...

 

قد رسموا في سقف الزنزانة سماء وشمسا وغيما ...

 

فردوا أجنحتهم البالية، وأخذوا يحركونها بفرح.

 

وتعالت ضحكاتهم، وقد صدقوا الأكذوبة من فرط الأسى.

 

فجأة ... أمطرت السحب الوهمية.

 

ولم يستطيعوا حينها أن يصدقوا أن للأمل أجنحة أخرى غير مرئية قد تصنع المستحيل.

 

لماذا منعني المدخل والمخرج من الوقوف مع العنوان؟

لأنها رسمت فلسفة المجموعة، وطرحت رؤية الكاتبة الجليلة، وكنت أود أن تكون الوقفة مع العنوان والقصص لاستخلاص هذه الفلسفة!

 

لكنها أجادت!

 

القصص .. وجهة النظر: 1- ضمير المتكلم

وجهة النظر هي الوجهة التي يختارها الأديب ليرى من خلاله أحداث عمله، ويرويها سردا مبرزا رؤيته. وهي ثلاثة مداخل، يهمنا منها المدخل الأول الذي هو ضمير المتكلم.

 

يتميز اختيار ضمير المتكلم بمعرفة نفس السارد وما يعتمل فيها، لكنه لا يرى من الآخرين إلا الظاهر ولا يرى الباطن منهم إلا استنتاجا من قراءة ظاهرهم.

 

وقد استخدمت كاتبتنا الجليلة هذه الوجهة في ست قصص، هي:

1- "بقايا دموع" حيث كانت الساردة امرأة في عيادة عيون تشتكي احتباس الدمع، وكانت المفارقة في أن المعالج كان إحدى المريضات، وظهر عمق المفارقة في دلالة الطبيبة المريضة الساردة إلى المريضة المعالجة على الرغم من وجود الطبيبة في غرفة الكشف مع الساردة، ووجود المريضة المعالجة في غرفة الانتظار.

 

2- "عندما لاح الهلال" حيث كان السارد هرما في قلعة يعالج آلام أمة من خلال ماض زاهٍ يختلف عن حاضر منهزم من خلال واقع القلعة وماضيها، وجاءت ابنة السارد كأمل للمستقبل المنتظر فأدفاته كما سيكون المستقبل المنتظر مدفئا لكل من يستشعر عري الواقع من كل ما يدفئ.

 

3- "لم يكن قصدي" حيث كان السارد شابا عابثا عاش تجربة مع عجوز تركتها الدنيا إلا من أمه، فقد تركها أبناؤها لدنياهم. واستمرت هي على العطاء لهذا الشاب زمن كان صبيا، لكنه تنكر لها كما تنكر لها أبناؤها، وصار يعبث بها، ويغضب من إيصال بر أمه إليها.

 

وكانت المفارقة متمثلة في توحد لحظة شعوره بالندم واستعداده لبرها ولحظة رحيلها؛ لترحل وهي معطاءة محرومة، ويبقى هو عابثا ممثلا لحرمانها.

 

4- "خلف الكواليس" حيث كان السارد امرأة منبهرة بمحاضرِةٍ في مجال تفاعل الأجيال تربويا، لكن القصة لا تتركنا حتى نكتشف زيف تلك المحاضرة الممتهنة حض الآباء على حسن التعامل مع الأبناء وإنشاء استرتيجيات ذلك باكتشاف الساردة كذبها من خلال حيلة فنية بنائية أظهرت التناقض في عالم نظنه نقيا لنبل مقولاته.

 

5- "رفيف العنادل" حيث كان السارد شابا طحنه واقع ما بعد التخرج في الجامعة، لكن القاصة تستلهم عنوانها فلا يتركنا السارد حتى يكتشف طريقة عملية للبدء معلنا أن التغيير من الداخل لا من الخارج.

 

6- "عملية تجميل" حيث كانت الساردة امرأة تستشعر جمالها، وقد أورثت هذا الشعور ابنة أختها. وقد انحرفت هذه الفتاة عن الجادة ورغبت فيما يشتهر عن مغنيات هذه الأزمنة من تغيير خلقة ربها بعملية تجميل. لكن القاصة استثمرت عنوانها على مستويين: أولهما ظاهر يتمثل في رغبة الفتاة، وآخرهما باطن تمثل في تلك العملية النفسية التي أجرتها الخالة لابنة أختها لتشفيها من هذا الداء. وانتهت العملية النفسية نهاية باسمة مبهرة بشراء الفتاة كرسيا متحركا للخالة؛ لتنجح عملية التجميل الفضلى ولا تتم عملية التجميل الحمقاء.

 

2- القصص .. وجهة النظر: 2- خارج الأحداث

يطلق المعنيون بوجهة النظر على هذه الوجهة أسماء لا أرضاها؛ لذا أسميها "وجهة خارج الأحداث"؛ لأنها تقوم على السرد من خارج شخصيات الأحداث.

 

وتمتاز هذه الطريقة بأن السارد يعلم ما يعتمل داخل شخصيات الأحداث وما يقع خارجها؛ لذا يكون وصفه داخل الشخصيات أمر مقبولا قبولا فنيا بالدرجة ذاتها عند وصفه ما يقع خارج الشخصيات.

 

وقد اتبعت كاتبتنا هذه التقنية الفنية في تسع قصص، هي:

1، 2- "قلوب لا تعرف الرحمة"، و"أسيرة ورقة".

 

أ- بين يدي القصتين:

حيث دار السرد حول وهم الزواج العرفي، وما هو بزواج عرفي؛ لأن الزواج العرفي هو الزواج الشرعي الكامل من دون توثيق. أما ذلك الذي يحدث بين ذكر وأنثى من اتفاق ثنائي وكتابة ورقة سرية فهذا ليس زواجا لا عرفيا ولا غيره، إنما هو زنا.

 

أقول: دارت القصتان حول تلك الفتاة التي انساقت وراء شهوتها ووهمها فكانت صريعة شهوتها بعد حدوث ما يفترض حدوثه في مثل هذه الشهوات المحرمة من هجر الذكر الأنثى ووقوعها تحت وطء الافتضاح.

 

ب- عالجت الكاتبة هذه القضية في قصة "قلوب لا تعرف الرحمة" معالجة تبدو تقليدية بسيطة على المستوى الظاهر، أما على مستوى التأمل فنجد أن المعالجة فنية مركبة.

 

كيف؟

كانت شخصية الحدث فتاة اسمها "رزان"، لكن تصرفها وفعلها كان نقيض اسمها.

 

لماذا؟

لتمكن الشهوة، فجعلها ذلك لا ترحم ذاتها، فلم يرحمها الآخر.

 

ومن هنا كان ازدواج الفهم من العنوان "قلوب لا تعرف الرحمة".

 

كيف؟

يظن الظان أن المعني هنا قلب ذلك الشاب العابث، وهذا مقصود وصادق، لكن قبله كان قلب هذه الشابة التي خضعت لشهوتها وإن لم تعترف ولم تر إلا أنها أحبت بإخلاص.

 

لكن الكاتبة اتبعت بناء فنيا حاول تبرير ذلك.

 

كيف؟

كان السرد من خلال الشاب مبينا رغبته كاشفا عن حيله.

 

ج- واختلف البناء الفني في قصة "أسيرة ورقة"؛ إذ كانت الأنثى فيها مسافرة إلى مكان غير مكانها تاركة لأهلها من أجل ذكرٍ له زوجة، بينما كانت الأنثى في الأولى فتاة مع فتى يمر بمرحلة ما قبل خطبة ابنة خالته. وجاءت النتيجة ذاتها، بغيابها غيابا حقيقيا بالموت بينما كان غياب الأولى غيابا جزئيا في حياة بيولوجية.

 

د- كلمة أخيرة:

وفي القصتين نقاط تشابه تجعل البناء الفني يعتمد حيلا فنية مشتركة.

 

كيف؟

• الذكر هو الغادر في القصتين، والأنثى هي المضحية ثم الضحية.

 

• وقعت الأنثى في القصتين في غيبوبة حصرتهما في همهما، وإن كان في القصة الأولى غيابا في حياة بيولوجية وفي القصة الأخرى غياب موت.

 

• لم تعدم الأنثى فيهما معتنيا بهما تمثل في القصة الأولى في الأم الساعية على علاج ابنتها، وفي القصة الأخرى في تلك التي ساندتها لمرورها بالتجربة نفسها من قبل. وفي هذا إشارة إلى عموم هذا البلاء.

 

• وكم أعجبني ذلك الفرق المتمثل في عدم فضيحة الأولى؛ لأنها تعيش في بيئتها ومع أمها، وفضيحة الأخرى لكونها في غربة مما يجعل أمر فضيحتها أمرا يمكن التخلص من آثاره لو كتب لها حياة.

 

• والقراءة يمكن أن تمتد أكثر وأكثر لكنني أرجئها إلى حين تناول عنصر "البناء الفني"، لكنني لا أرجئ الإشادة بالموقف الذي ينم عن وعي الكاتبة بوظيفة أدبها وتأثيره، فلم تسرد سردا يحبب ذلك الفحش بل سردت سردا أوضح الأمر إيضاحا يحض على اتباع الصواب وترك الخطأ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة