• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

فن المقالة في العدد الأول من مجلة الرسالة (3)

شفاء محمد خير يوسف


تاريخ الإضافة: 6/8/2008 ميلادي - 3/8/1429 هجري

الزيارات: 19857

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
الفصل الثالث:
المبحث الأول.. المقالة الأدبية:
سنعرّف أولاً المقالة الأدبية، ثم سنطبّق هذا التعريف على أنموذج من المجلة، حتى يتّضح هذا النوع من المقالات للقارئ الكريم.

المقالة الأدبية كما يعرّفها الدكتور عطاء كفافي: تعرض ما خطر للكاتب بأسلوب جميل يثير الخيال، وغرضه المتعة النفسية، إلى جانب توفر عنصر العاطفة، مع وجود الأفكار، ووضوح شخصية الكاتب، وهذا ما يميزه عن المقالة العلمية[1].

وسنتناول -بإذن الله– مقالة (مصر في دورة الفلك) لكاتبها: د. محمد عوض محمد[2]، أنموذجًا لهذا النوع من المقالات.

عند دراستنا للقطعة الأدبية-دراسة تحليلية- نجزئ العمل الأدبي إلى شكل ومضمون، أما الشكل فمثل المحسنات البديعية، وأما المضمون فكما سنذكر لاحقًا الحديث عن عاطفة الكاتب وما إلى ذلك.. وقد يلاحظ القارئ الكريم أن طريقة تحليلي لهذه المقالة -ولبقية المقالات- هي أن أربط الشكل بالمضمون، فلن أشق المقالة إلى شقين منفصلين تمامًا بأن أذكر التحليل الشكلي وحدَه والمضموني وحده؛ لأنهما متلازمان.

نستطيع أولاً أن ندرك أن أسلوب المقالة ذاتي؛ لتجلّي شخصية الكاتب فيه، وللأسباب التي ذكرتها في الفصل الأول.. ونستطيع أن نلاحظ أن الكاتب تجاوز حدود الذاتية إلى آفاق وطنية، في إطار من حسه المرهف[3]..

أما موضوعها فنجد أنه امتزج فيها الموضوع الأدبي بالتأملي، أدبي للأسباب السالفة الذكر في مقدمة المبحث، وتأملي لأن الكاتب –كما يقول د.محمد يوسف نجم في التعريف بالمقالة التأملية-: بعدما عَرَضَ لمشكلة صرْفهِ فكره عن مصر، "درسها درسًا من وجهة نظره الخاصة، بنظام خاص به"[4].

نفصّل الآن في تحليل هذه المقالة ونقدها:
من حيث العنوان: نجح الكاتب في اختيار العنوان الجذّاب لأن فيه شيئًا من الخيال، والتشويق، وشحذ توقع القارئ. وقد ساعد على نجاح اختياره للعنوان، ابتعاده عن العناوين التقليدية والعلمية الصّرفة[5]. وينبغي التوضيح هنا أن العنوان لم يوضِّح الفكرة الرئيسة[6]، فلم يُفهم منه الموضوع إلا بعد قراءة النص الذي اقتبس منه الكاتب عنوانه وهو "أيُّ أصبع قد أدارت الفلك تلك الدورة الهائلة".

أما النمط الذي استخدمه الدكتور في مقالته، فخليط من نمط الزخرفة البديعية ونمط الترسل؛ لأنه اهتم بالزخرفة الشكلية فوظف السجع، والطباق، والترادف، والتشخيص، واهتم بالتوازن بين الجمل، وهذه من ميزات نمط الزخرفة البديعية. ونجد الكاتب كذلك ينطلق بأسلوبه، ورحابة فكره، وسعة مجال تعبيره عن خطرات النفس ودفقات القلب..وهذا يخص نمط الترسل[7].

نأخذ الآن كل جزء من المقالة بالتحليل، فقط لغرض الدراسة النقدية
[8]:
المقدمة: وتبدأ من قوله: (على الرغم مني.... إلى: غير ذكرك)، مهّد الكاتب لموضوعه بمقدمة قصيرة، يبين فيها عدم رغبته في التفكير في بلده مصر، وقد برز فيها عنصر الجذب والتشويق؛ لأنه عبّر عن مشاعر سلبية تجاه الوطن، بعكس ما يشعره المواطن عادة تجاه وطنه، وكأنه يشكو لصديق له ما به، بذلك استعد القارئ لاستيعاب الموضوع.

العرض: وهو جوهر المقالة، ويبدأ من: (ولماذا أصرف فكري عنكِ.... إلى: لتكذيبهم)، وفيها أطلَق العنان لمشاعره، فأخذ يسرد أسباب محاولتِه صرفَ فكره إلى غير مصر، على شكل عتاب، فهو يحبها لكن تغيُّرها إلى الأسوأ هو السبب في خشيته من التفكير فيها؛ حتى لا يظل أبدًا مقطب الجبين..

ومما يمكن أن يؤثّر في القارئ في هذا المقال، وصفه لما آلت إليه مصر، وذكر الشواهد على عظمتها، وحضارتها في القديم، وعقد مقارنة بين مصر القديمة العظيمة ومصر الآن مكسورة الجناح.

أما الخاتمة، والتي تبدأ من قوله: (أي مصر..... إلى قوله: فما أقساه)، ففضّل الكاتب أن يختم مقالته بذكر مقولة مألوفة وفطرية بين الناس، وكأنه يدلّل على أن شموخ مصر كان مألوفًا، ويتساءل الآن عن غير المألوف، وهو تحطم حضارتها، وذلها بعد أنفتها، ويتساءل أخيرًا: هل سيستمر هذا الهوان؟ ..

وإن كان في قوله: "إن كان هذا حكم الدهر فما أجوره"! تجاوزًا دينيًا؛ لأن الله تعالى هو الدهر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر). رواه مسلم[9]. ومما هو مسلّم به، أن حكم الله عادل أبدًا، ومن أسماءه العدل.

ولم يصل الكاتب إلى نتيجة شافية، والدليل أنه يظل يتساءل: هل سيستمر هذا الضعف؟ وإن أجاب على نفسه بالتضجر من استمرار هذا الحكم فقط، فهذا ليس جوابًا.

وإذا أردنا أن ندخل إلى أعماق هذا الأديب[10]، نجده من الأشخاص الثائرين الذين يعشقون الحرية، والعظمة والتطور، ويبغضون كل ما هو مخالف لذلك. والدليل على ذلك عدم استسلامه ونشره لما دار في نفسه الأبية، ثم صراحته في لهجته بأنه لا يريد أن يفكر فيها.

وتجلّت عاطفته بقوة، فقد كانت جريئة، حزينة أدت إلى التشاؤمية، وقوتها ناتجة عن إيمانه بالفكرة التي طرحها[11]، وبالتالي يمكن للقارئ أيضًا أن يقتنع ويؤمن بها. وأسلوبه في التعبير عنها غير قائم على المنطق بل على العاطفة[12].

كانت فكرته الأساسية واضحة، مؤثرة..
ونجح الكاتب في وحدة بناء المقالة، فلاءم في الانتقال بين المقدمة والعرض والخاتمة.. إلى جانب ذلك ابتعد الكاتب عن الحشو فكانت جُمله مركزة[13]...

أما الفنون البلاغية التي أوردها الأديب في قطعته فهي:
- السجع، وهو "تواطؤ الفاصلتين في النثر على حرف واحد"[14]، ويسمى بالموسيقى الداخلية، وجاء في جُمل كثيرة، منها (جمال-خيال)، (نجم-أُمم)، (خبراتك-هباتك)، (رواهم-آواهم).
- الطباق وهو التضاد، جاء قليلاً: (قريب - بعيد).
- الترادف اللغوي: (تحطّمَ –كُسر)، (ثائر الفؤاد- لا أستقر على قرار).
- التشخيص أو الأنسنة: الذي جعل القطعة تنضح بالجمال، حيث انحرف عن نموذج الكلام، وجعل مصر وكأنها شخص أو إنسان له سمع –أولًا- ثم عقل ومشاعر، ونجاحات وإخفاقات.. فيخاطبه ويعاتبه. وتتّضح الأنسنة في قوله "ألأني آلم إذ أفكر فيما تُعانين"، "كنتِ من قبل ورأسكِ يسامي النجم"، "كانت في كفك كنوز الحضارة"...وغيرها.

أما من حيث الأصوات فقد كثُرت حروف المد التي تسمح للعاطفة بالانطلاق بعكس الحروف الساكنة، حيث العاطفة الملجومة: (السنين- مريرًا- جحود- هباتك- الأبطال- مهين- ما أقساه).
وساهمت هذه الديباجة الأدبية المتناسقة في رسم لوحة من المشاعر، من حزن وضجر وعتاب وتشاؤم.

ولم يستطرد الكاتب في مقالته[15]، بل كانت الوحدة الموضوعية واضحة فيه، فلم يخرج أو لم ينتقل من موضوع إلى آخر.


وبسبب حسن اختيار الكاتب للكلمات، والاستخدام الواعي للتعبيرات، جاءت فكرته مفهومة، ثم مؤثرة. وكما ذكرنا سابقاً فالدكتور نجح في إشراك القارئ بما يشعر به.. فنتج عن قوة التأثير، والوضوح في الفكرة، صفة الجمال التي تجعل القارئ يشعر بالمتعة الأدبية[16].

(( يتبع: 4/4 بإذن الله)).

ــــــــــــــــــــــــــــ
[1]   انظر: المقالة الأدبية، ص 34. 
[2]   د. محمد عوض محمد (1313-1391هـ)، الدكتور: عالم جغرافي مصري. من أعضاء مجمع اللغة العربية في القاهرة . تخرج بمدرسة المعلمين العليا وتخصص في الجغرافية، وحاز الدكتوراه من جامعة لندن. له مؤلفات ومترجمات منها: "نهر النيل" و"جغرافية السودان" و"هرمن ودروتيه" لجوته، نقله عن الألمانية. الأعلام: خير الدين الزركلي، ج6/220 ، دار العلم للملايين بيروت، ط4، 1979م. 
[3]   انظر: المقالة الأدبية، ص13. 
[4]   فن المقالة: محمد يوسف نجم، ص118.
[5]   انظر: المقالة الأدبية، ص59. 
[6]   انظر:فن المقالة الذاتية، ص74. 
[7]   انظر: السابق، ص259-260.
[8]   انظر: المقالة الأدبية، ص55-56.
[9]   رقم الحديث:5827. كتاب الدعاء: 1/565 . 
[10]   انظر: فن المقالة: د. محمد يوسف نجم، ص123.
[11]   انظر: المقالة الأدبية، ص20. 
[12]   انظر السابق : ص14.
[13]   انظر: فن المقالة: أ.د.صالح أبو إصبع-د.محمد عبيد الله، ص130، دار مجدلاوي، عمّان، ط1،2002م.
[14]   بغية الإيضاح: عبد المتعال الصعيدي، ص81، مكتبة الآداب، القاهرة، طبعة 1999م.
[15]   انظر: رجل الصناعتين: عبد الله الرشيد، ص238، مكتبة التوبة، الرياض، ط1، 1415هـ.
[16]   انظر: المقالة الأدبية، ص51-52. 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- بارك الله بك
المها (تلميذة في مدرسة الحياة) ALMAHA - السعوديه 08-08-2008 12:42 AM
اشكر لك جهودك أختي شفاء وبانتظار المزيد
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة