• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

الدادائية

قحطان بيرقدار


تاريخ الإضافة: 29/7/2010 ميلادي - 17/8/1431 هجري

الزيارات: 53606

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الدَّادَائيَّة - أو الدَّادِيَّة – هي حركة أدبيّة وفنيّة نشأت عام 1916م، في أثناء الحرب العالمية الأولى، قوامها السخط والاحتجاج على العصر، ورفض كلّ ما هو شائعٌ ومُتعارَفٌ عليهِ من النُّظم والقوانين والمذاهب والفلسفات والعلوم والمؤسسات.

 

إنها حركة عدَميَّة غالَتْ في الشعور الفردي ومهاجمة المعتقدات، وطالبت بالعودة إلى البدائية والفوضى الفنية الاجتماعية، وقد تَجلَّتْ في حَقْلَي الأدب والفنون التشكيلية، لكنها لم تستمر طويلاً، إذْ ما لبثت أن تلاشت في عام 1923م.

 

كان للدادية جذور منذ أواسط القرن التاسع عشر ولاسيما في انطلاقات الشاعر (رامبو)؛ لكنها لم تتضح إلا في مناخ الحرب العالمية الأولى التي دمَّرت أوربا وكثيراً من أنحاء العالم وذهب ضحيتها الملايين من البشر، واستعملت فيها الأسلحة الفتاكة، وتكشفت عن انسحاق الإنسان تحت عجلات هذه الآليّة الرهيبة، حيث رأوا فيها إخفاق حضارة القرن العشرين في جلب السعادة والسلام لبني البشر.

 

وكان من أمر بدئها أنْ تعارف عددٌ من الأدباء والفنانين من مختلف الجنسيات، في مدينة زيوريخ في سويسرا، وقد وجدوا أنفسهم  في منجاةٍ من شرور الحرب، فأخذوا يجتمعون في (ملهى فولتير) ويتذاكرون مشاعرهم المشتركة ويتبادلون آراءهم النقدية في جو من الصراحة والحرية، فإذا بهم يلتقون عند نقطة الرفض واليأس والشعور بالعبثية والفرار السلبيّ من هذا العالم إلى عالمٍ مبهم متخيَّل.

 

وكان أبرز هؤلاء الكاتب الروماني (تريستان تزارا) الذي التفّ حوله عددٌ من الأدباء وانضم إليهم بعض الفنانين مثل (بيكابيا) و(دوشامب).

 

وقد اختاروا لحركتهم اسم (دادا)، ويقال إن الذي اقترح التسمية هو (تزارا)، وإنها كلمة فرنسية الأصل تعني: العصا الفَرَسِيَّة، وهي عصا يلهو الطفل بالركوب عليها وكأنها حصان، فاشتقوا منها (الدادية أو الدادائية) لأنها تذّكر بالطفولة البريئة التي ليس لديها موروث، بل كل ما في عالمها جديد ووديع. ويذكر أيضاً أكثر من سبب للتسمية، ومن ذلك أنها تسمية عبثية لا معنى لها.

 

ثم أصدرت هذه المجموعة في عام 1917 مجلةً تحمل اسم (دادا) لتكون لسان حالها.

 

وأصدر (تزارا) سبعة بيانات تُعَبِّرُ عن منهج الدادائية. وقد جاء في البيان الثالث قوله:

"هكذا تُولدُ "دادا" من واقع احتياج إلى الاستقلالية، ومن عدم الثقة بالجميع. إن أولئك الذين ينضمون إلينا يحتفظون بحرياتهم. إننا لا نقبل أي نظريات. لقد شبعنا من أكاديميي التكعيبيّة والمستقبلية ومعامل الأفكار الجاهزة".

 

وبعد الحرب العالمية الأولى تخطت الدادائية حدود سويسرا إلى فرنسا، فلقيت إقبالاً معظمه من قبيل الاستطلاع والتطلّع إلى الجديد؛ وانضم إليها الشاعر (بول إيلوار).

 

ثم عبرت المحيط إلى أمريكا حيث كسبت كثيراً من الأنصار من أبرزهم الكاتب (هـ.ب لاكرافت (1890-1937م) الذي شن حرباً على المدنية والعلم والمادية والمعقولية، وانفصم بفكره عن المجتمع، وزاد على أقرانه بأن دأب في رواياته على زرع الشكّ ونشر الرعب في نفوس قُرَّائه، فكان يخترع أشخاصاً ومخلوقات غريبة ومشوّهة ومفزعة، تأتي من وراء الزمان والمكان لتستولي على الأرض وتبيد أهلها وحضارتها. وهذا تعبير عن موقفه السلبيّ الانهزامي، ورفضه الحياة المعاصرة ورغبته في إنهائها. ومن قصصه: (الذي لا يسمّى) و(ساكن الظلام).

 

يقول (لاكرافت):

"الحياة شيء كريه، وتظهر لنا من كوامن ما نعرفه عنها تلميحات شيطانية للحقيقة تجعل الحياة ألفَ مرةٍ أشدَّ كراهية.. والعلم الذي يخنقنا دوماً باكتشافاته المذهلة يمكن أن يدمّر النوع البشريّ في النهاية لأن ما يكمن فيه من أصناف الرّعب التي لم نعرفها بعد قد لا يتحمله عقل من عقولنا الفانية".

 

وقد عجّل بانطفاء الدادائية سأمُ الناس منها؛ فقد أيقنوا أنها حركة فارغة عدَميّة، تدور حول نفسها بدون أن تفعل شيئاً لتغيير الواقع، وإذا كان لا بدّ للكاتب من وجهة نظرٍ شخصيّة يقول من خلالها شيئاً يفضي منه إلى منفذ الخلاص، فإن نتاج هذه الحركة لا يتعدى التعبير عن السأم والتشاؤم واللاّجدوى.

 

لقد رفضت الدادائية الدينَ، وزعزعت العقائد والقيم، فواجهت الإفلاس الروحي، وتركت الإنسان الغربيّ حائراً تجاه مصيره.

 

أما من الناحية الفنيّة فقد هبطوا إلى العبثية والإغراب الفارغ، فاخترعوا مثلاً الشعر الصوتي الذي كانوا يلقونه في بعض اجتماعاتهم، وهو مجرد أصوات خالية من الكلمات والمعاني.

 

أما المسرح لديهم فقد زاول كل تصرف يبهر ويُشْعِرُ بالحَيرةِ والذعر والعبثية، واستعملوا فيه الألفاظ البذيئة. وقد قال (تزارا) مرة: (أنتم لا تفهمون ما نعمل؛ حسناً يا أصدقائي، ونحن أيضاً لا نفهمه...).

 

وأخيراً تعبت الدادائية وهدّمت نفسها؛ فهي حركة جديدة، وفي رأيهم أن كل جديد لا يلبث أن يشيخ ويصبح مؤسّسياً ويحمل فناءه في ذاته.

 

وقد رجع بعض أفرادها إلى نفوسهم فأعادوا حساباتهم، فانشق عنها (بروتون) و(أبو لينير)، وانصرف بعض أفرادها إلى السياسة، مثل الشاعر (آراغون).

 

ومن أقوال (بروتون) مؤسس السّريالية: "إن الدادائية لا تعني شيئاً". ويصرّح (بيكابيا) بأن الدادائية قد "انغلقت على نفسها".

 

.. وهكذا تلاشت الدادائية وحَلَّتْ مكانها السُّريالية، التي تناولناها في مقالات سابقة. ولكن اتجاه الدادائية الرافض بقي ماثلاً في الأدب يعبّر عن نفسه بأشكال ومذاهب مختلفة، مثل: مجموعة الشُّبَّان الغاضبين التي ظهرت في بريطانيا، وحركة السريالية، وحركات الحداثة، وحركات الشباب الفوضوية التي ظهرت في أواخر الستينيَّات.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- ......
انتصار - السعودية 30-07-2010 10:24 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

مهرج واحد يظهر كل مرة بقناع جديد، هذا بالضبط ما تفعله كل هذه الاتجاهات الأدبية، فهي بالنهاية تصب في بؤرة فكرية واحدة مع اختلاف الأقنعة.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة