• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

المدرسة السريالية في الغرب

قحطان بيرقدار


تاريخ الإضافة: 29/4/2010 ميلادي - 15/5/1431 هجري

الزيارات: 20171

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

قبل الدخول في الحديث عن المدرسة السُّريالية في الغرب لا بد من أن نشير إلى أننا سنتناول في هذا المقال وفي المقالات التي ستليه الموضوعات التالية:

1 - ماهية السريالية.

2 - السريالية والعالم الباطن.

3 - نشأة السريالية وتطورها.

4 - تقنيات السريالية وأجواؤها.

5 - السريالية والأدب.

6 - وجهة النظر الإسلامية حول السريالية.


ماهية السُّريالية:

تحاول السريالية البحثَ عن طريق يجمع بين المعرفة والخلاص، بين التفكير والعمل، بين النظرية والتطبيق. وهي نظامٌ في الحياة من سماته المفترضة أنه لا تنفصل فيه الروح عن المادة ولا الفرد عن المجتمع، وتدَّعي السُّريالية أن كل نشاطها إنما هو في سبيل الوصول إلى نقطة مركزية عليا تختصر العالم وتهيمن عليه، ومنها ينطلق الفكر ويشع في جهات الحياة المرئية والخفية لتجديد حياة الفرد والمجتمع والانتصار على الواقع والتحكّم في المستقبل.

 

ومن سماتها المميزة محاولة الربط بين عالم اليقظة والحُلُم، والواقع الخارجيّ والداخلي، والعقل والهلوسة والجنون، وهدوء المعرفة وحمّى الحبّ وتمرُّد الثورة.

 

تمردت السريالية على الأديان، وتركت الإنسان قلقاً في مهبّ العواصف، وأرادت إصلاحاً جذرياً شاملاً للعالم، لكنها لم تُوجِدْ نِظامَها الكلّيّ وأدواتها الفعالة، واضطرت إلى الانسياق مع الماركسيّة على ما بينهما من الخلاف لأنها وجدت فيها نظاماً فكرياً وعملياً قريباً إلى طبيعتها الثورية، ولكن اختلاف المنطلق بينهما أدى إلى تفسخ الحركة بعد أن اتضح عدم إمكانية تعايشهما في نهج واحد، فالشيوعيون رموها بالمثاليّة والروحانية والغموض وضبابية الهدف والتخبط في الوسائل، فبقيت في حيز الأدب والفن على نطاق الأفراد والمجموعات الصغيرة وتعرضت لكثير من الانقسامات ولم تصمد كنظام متكامل واضح المعالم.

 

وفي موقف السريالية من الروح العلميّة، نجد أن السرياليين يُحاوِلُونَ التَّعامُلَ معَ الأرواح والأساطير والأحلام والشّطح الخياليّ مما كانت تنجذب إليه نفوسهم، وعكفوا على أساليب غير علميّة كالبحث عن ماء الشباب وحجر الفلاسفة وممارسة السيمياء وهي الكيمياء القديمة التي كانت تحاول تحويل المعادن الخسيسة إلى ذهب، كما نظر السرياليون في السحر والتنويم المغناطيسي والأحلام الفرويدية، بحجة أن هذا هو الوعي الثوري للذات، ولهذا رفضوا التحليل المنطقي، واعتمدوا بدلاً عنه الهوسَ والعاطفة.

 

وعلى الرغم من أن ذلك كله لا يتفق مع العلم، فقد أرادت السريالية أن تمتطي مراكب العلم والتحليل النفسيّ والمادية التاريخية وعلم الاجتماع للوصول إلى النقطة المركزية العليا الكفيلة بتحرير الإنسان وتحقيق سيطرته على مصيره ومستقبل العالم، ولكنها لم توفق إلى الجمع بين هذا الشّتات كلّه وبقيت نزواتٍ قلقةً ومتنافرة.

 

السُّرياليّة والعالم الباطن:

تعني كلمة السّريالية في اللغة الفرنسية مذهبَ ما وراء الواقع. والواقعُ هو ما يدركه الإنسان مباشرة في العالم الخارجي أو ما يشعُر به ويعيه في عالمه النفسي. والسّرياليّة لا تهمل هذا الواقع، ولا تنكره، ولكنها لا تثق به ولا تعوّل عليه. فهو في رأي (بروتون) زعيم السريالية معادٍ لكلّ ارتقاء فكريّ وخُلُقيّ. ولذلك فهم يبحثون عن واقع خفيّ يقبع في أعماق النفس دون أن يشعر الإنسان بوجوده وقد تكوّن في الأعماق منذ زمن الطفولة، أو ربما في الأجيال السابقة، إنه واقعٌ موجود، ولكنْ في عالم اللاَّشعور أو اللاوعي، وهو يؤثر في شخصيتنا وسلوكنا ودوافعنا دون أنْ نعي آلية هذا التأثير، ويظهر بين الحين والآخر حين تنعدم رقابة الشعور في أشكال مختلفة كأحلام النوم وأحلام اليقظة، والتخدير، وزلاّت اللسان والقلم، والميل أو عدم الميل نحو شخص من الأشخاص أو شيء من الأشياء، وفي التنويم المغناطيسي والأمراض النفسية والمخاوف التي ليس لها مبرّر معقول.

 

إنَّ عالم ما وراء الواقع كما يرى علماء النفس جزءٌ من الذات وهو موجود ولكنه غير مرئيّ، ويرى العالم السويسري (تيودور فلورنوا) أن الذات الواعية لا تؤلف إلاّ جزءاً يسيراً من الكيان الفرديّ؛ بل هي تغوص في لجج الذات اللاواعية التي تلوح في بعض الأحيان بشكل وَمَضاتٍ وتجليات روحية، وقد كان العالمُ الباطنيّ معروفاً منذ العصور السابقة، ولكنّ الذي درسه تجريبياً، ووضع نظرياته هو الطبيب النمساوي (فرويد) (1873-1930) الذي توصّل إلى وضع منهجٍ في التحليل النفسيّ يرمي إلى تفسير كثير من الأمراض النفسية والانحرافات السلوكيّة، ويبحث عن العقد النفسيّة القديمة المترسّبة في أعماق اللاشعور، وكان (فرويد) يستعين بتحليل الأساطير والنصوص الأدبيّة لتدعيم نظرياته، وبهذا لفت النظرَ إلى الصّلة الوثيقة بين الإنتاج الأدبي والعالم الباطنيّ، وجعل من كشوفات التحليل النفسيّ اتجاهاً أدبياً ونقدياً جديداً كان له تأثير كبير في توجيه الآداب والفنون في القرن العشرين، وكان من نظرياته أن العُقد الجنسيّة المكبوتة والمتراكمة في أعماق اللاشعور هي المحركُ الأساسيُّ للسلوك البشريّ. والمدرسة السّريالية هي التجسيد الفنّي والأدبيّ لمنهج (فرويد) في التحليل النفسي القائم على اللاشعور، وهذا ما يعُدُّه السّرياليون الواقع النفسيّ الحقيقيّ، وقد تجلّت في الأدب والمسرح والفنون التشكيليّة والسّينما، وكانت هذه المدرسة تحاول الغوصَ في الأعماق النفسيّة والاغتراف منها ومن ثم مزجها مع معطيات واقع الوعي مجافيةً معطيات المنطق والعلم الموضوعي ورقابة الفكر، وغير مكترثة بالواقع الاجتماعي وما يفرضه من النظم الأخلاقية، فكلّ هذه الأمور عندهم قشور يجب أن تنسف ليتفتح الإنسان الحقيقي ويبني عالمه ومستقبله الجديد منطلقاً من أرضٍ نظيفة يلتقي على صعيدها كل البشر في عالم الحب والحرية والسعادة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- بوركتم
سعيد - السعودية 01-05-2010 01:52 PM

مقالة النافعة

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة