• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

جريمة ناهض في رأس نيق

جريمة ناهض في رأس نيق
حبيب الله بهار


تاريخ الإضافة: 5/2/2025 ميلادي - 7/8/1446 هجري

الزيارات: 822

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جريمة ناهض في رأس نيق

 

كَأَنِّيْ، إِذْ عَدَوْا، ضَمَّنْتُ بَزِّيْ
مِنَ الْعِقْبَانِ، خَائِيَةً طَلُوْبَا
جَرِيْمَةَ نَاهِضٍ، فِيْ رَأْسِ نِيْقٍ
تَرَى لِعِظَامِ مَا جَمَعَتْ صَلِيْبَا

 

هذان البيتان من الوافر، حرف الروي الباء، من قصيدة مكونة من 13 بيتًا، مطلعها:

عَدَوْنَا عَدْوَةً لَا شَكَّ فِيهَا
وَخِلْنَاهُمْ ذُؤَيْبَةَ أَوْ حَبِيبَا

بيتان رائعان، صعب فهمهما على الكثيرين، حاولنا أن نحللهما، وفيما يلي ترجمة الشاعر وشرح الغريب والمعنى الإجمالي للبيتين.

 

الشاعر:

أبو خِرَاشٍ (ت: 15 هـ/636م)، اسمه خويلد بن مرة، هُذليٌّ مُضريٌّ، أحد من اشتهر بكنيته دون اسمه، وكان في الجاهلية من فُتَّاك العربِ، وكان أحدَ عشرةِ إخوةٍ كلُّهم داهيةٌ عدَّاءٌ، وكان أبو خراشٍ ممن يعدو على قدميه فيسبق الخيل، أسلم وهو شيخ كبير، فحسن إسلامه، نزل عليه قومٌ يمانيُّون فذهب يستقي لهم الماءَ والليل دَاجٍ، فنهشته حية، فأصبح ميتًا، واغتمَّ لموته عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-، قال ابن عبدالبر: "وكان كريمًا، وله أخبار حسان". وغلبت على شعره الجزالة في اللفظ، والفخامة في المعنى، مع قوة ربط، وجودة إحكام، وحسن سبك.

 

مصادر ترجمته:

1- الاستغناء في معرفة المشهورين من حملة العلم بالكنى لابن عبدالبر (ت: 463 هـ): 1/165، دار ابن تيمية للنشر، الرياض، ط 1، 1405 هـ.

 

2- أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير (ت: 630 هـ): 6/86، كتاب الشعب، القاهرة، 1390 هـ.

 

3- الشعر والشعراء لابن قتيبة الدينوري (ت: 276 هـ): 2/650، دار المعارف، مصر، 1958م.

 

4- شرح أشعار الهذليين لأبي سعيد الحسن بن الحسن السُّكَّرِيّ (ت: 290 هـ): ص: 1189، تحقيق عبدالستار أحمد فراج، مكتبة دار العروبة، القاهرة، 1965 م.

 

5- الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني (ت: 356 هـ): 21/38-48، دار الكتب المصرية، القاهرة، 1935م.

 

6- الاقتضاب في شرح أدب الكتاب لابن السيد البَطَلْيوْسي (ت: 521 هـ): 3/76، مطبعة دار الكتب المصرية، 1996م.

 

7- الأعلام لخير الدين الزركلي (ت: 1976م): 2/325، دار العلم للملايين، ط 15، 2002م.

 

شرح غريب البيتين:

1- عَدَوْا: حملوا علينا وأغاروا، من عدا يعدو عَدْوًا وَعُدْوَانًا: إذا تجاوز ما حُدَّ له، يقال للخيل المغيرة: عاديةٌ، والعَدِيُّ: جماعة القوم يَعْدُوْنَ للقتالِ، وعدا اللصُّ على القُمَاشِ سرقه واختلسه؛ [لسان العرب: مادة/عدو]، وعدا عليه: إذا هجم، ومنه قول البسوس بنت منقذ التميميَّة:

لعمري، لو أصبحتُ في دار منقذٍ
لما ضِيْمَ سعد وهْو جَارٌ لأبياتي
ولكني أصبحتُ في دار غربةٍ
متى يَعْدُ فيها الذئبُ يَعْدُ على شاتي

 

[المصدر: خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب لعبدالقادر البغدادي (ت: 1093 هـ): 2/167، تحقيق عبدالسلام هارون، مكتبة الخانجي، القاهرة، ط 4، 1418 هـ].

 

ونُسب إلى جعفر السبيعي الهمداني:

لئن يترك بنو حرب بن وُدٍّ
على قتل المُزَيَّنِ والعَرَارِ
لنَبْتَغِيَنْ بحربٍ يوم عَدْوٍ
تُرَى فيه الكواكبُ بالنهارِ

 

[المصدر: شعر همدان وأخبار في الجاهلية والإسلام: ص: 246، جمع وتحقيق حسن عيسى، دار العلوم، الرياض، ط 1، 1403 هـ].

 

2- ضَمَّنْتُ: أَلْبَسْتُ، يُقال: ضمَّنه الشيءَ: إذا جعله في طيِّه ووعائه. قال الجوهري في «الصحاح» (مادة/عدو): "كل شيء جعلته في وعاء فقد ضمَّنْتَه إيَّاهُ". ومنه قول تَأَبَّطَ شَرًّا في هجاء امرأته:

ألا تلكُما عِرْسِيْ، مَنِيْعَةُ، ضُمِّنَتْ
مِنَ الله إِثْمًا مُسْتَسِرًّا وَعَالِنَا

[المصدر: ديوان تأبَّط شرًّا وأخباره: ص: 212، جمع وتحقيق علي ذو الفقار شاكر، دار الغرب الإسلامي، بيروت، ط 1، 1404 هـ].

 

والعِرْسُ: زَوْجُ الرَّجُلِ، وَالْجَمْعُ أَعْرَاسٌ، وَيُقَالُ أَيْضًا لِحَلِيْلِ الزَّوْجَةِ. وَيُقَالُ لَهُمَا مَعًا: عِرْسَانِ. واستسرَّ الشيءُ: استَتَرَ واخْتَفَى.

 

3- بز: قال ابن منظور في «لسان العرب»: "البز السلاح، يدخل فيه الدرع والمغفر والسيف"، وجمعه بزوز. وأصل معناه الثياب، ومنه البزَّاز بائع الثياب والأقمشة، قال محمد حسن دعبل (ت: 1436 هـ) في «المعجم الاشتقاقي» (مادة/بزز-بزبز): "واستعماله في السلاح مجاز؛ للحماية كحماية الثياب الملبوسة للابسها، كما يسمى السيف رداءً وعِطافًا".

 

4- عِقبان: جمع عُقاب، كغربان وغراب، وهو من كواسر الطير، حادُّ البصر، ذو مخالب قوية. قال عبدالقادر البغدادي في «شرح أبيات مغني اللبيب» (2/198- دار المأمون للتراث، بيروت): "ويقال للرايات الضخمة؛ تشبيهًا بالعقابِ الطائرِ". وقال الدسُوقيُّ (ت: 1230 هـ) في «حاشيته على مختصر المعاني» (4/254-المكتبة العربية، بيروت): "الأعلام شبيهة بالعقبان في تلوُّنها وفخامتها؛ لأن الأعلام بمعنى الرايات فيها ألوان مختلفة كالعِقبان". ويُشبَّهُ بالعقابِ الأشرافُ من الناس كما صرَّح به نشوان الحميري في «شمس العلوم» (7/4665، دار الفكر المعاصر، بيروت).

 

5- خائتة: التي تَنْقَضُّ على الصيد وتَنْصَبُّ من أعلى الجبل أو من الجوِّ لتأخذه، ويُسمع لجناحيه صوتٌ مُدَوٍّ. من خاتت العقابُ تخوت خوتًا وخواتًا: إذا انقضَّت فسُمع صوتُ خريرِ جناحيها وحفيفِها. وخوات القوم: أصواتهم وجَلَبَتُهم؛ [لسان العرب، والمعجم الوسيط: مادة/خوت].

 

6- طلوبًا: الملِحَّةُ في طلب الصيد، لا تهدأ ولا تستقر. وبناء فعول للمبالغة، يأتي للمتعدي كالضروب، وللقاصر كالنؤوم، ويستوي فيه المذكر والمؤنث، وقد يؤنث وهو شاذ؛ [دراسات في النحو لصلاح الدين الزعبلاوي: ص 363، موقع اتحاد كُتَّاب العرب] وقد يكون لآلة الفعل؛ كالوَقُوْدِ والسَّحُوْرِ، قاله بدر الدين ابن فرحون (ت: 769 هـ) في «العدة في إعراب العمدة»، 2/310، دار الإمام البخاري، الدوحة، دولة قطر. وانتصاب طلوبًا على النعتِ لخائتةٍ.

 

7- جريمة: كاسبة القوت لفرخها، من جَرَمَ يَجْرِمُ جَرْمًا، إذا كَسَبَ، يُقال: فلانٌ جَارِمُ أَهْلِهِ وَجَرِيْمَتهُمْ إذا كان الكاسبَ المُعِيْلَ لهم، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ ﴾ [المائدة: 2]؛ أي: يُكْسِبْكُمْ. وَأصلُ الجرم القطع، قال ابن فارس في «مقاييس اللغة» (مادة/جرم): "جرم أصل واحد، يرجع إليه الفروع، وهو القطع، قولهم: جرم: كسب؛ لأن الذي يحُوْزُه فكأنَّهُ اقتطعه". وقال العلامة الطاهر بن عاشور في «التحرير والتنوير»: "من جرم النخلةَ إذا جذَّ عراجينَهُ، فلما كان الجرمُ لأجل الكسبِ شاعَ إطلاقُ جرم بمعنى كسب".

 

8- نَاهِض: الفرخ الذي وفُر جناحاه، وقَوِيَ على النهوض واشتدَّ، وبسط جناحيه ليطير، والجمع نواهِضُ. مِنْ نَهَضَ يَنْهَضُ نَهْضًا ونُهُوْضًا، يقال: نهض الطائر: طار، والأمر: قوِي واشتدَّ، والنبات: نما واسْتَوَى؛ [لسان العرب: مادة/نهض]، ويأتي صفةً لِلْفَرْخِ، كما في قول الشاعر الأسود بن الجهم التميمي:

فَبَانَ وَحَلَّ الشَّيْبُ فِيْ رَسْمِ دَارِهِ
كَمَا خَفَّ فَرْخٌ نَاهِضٌ فَتَرَفَّعَا

[المصدر: المصباحُ لِمَا أُعْتِمَ مِنْ شَوَاهِدِ الإِيْضَاحِ لِابْنِ يَسْعُون: 1/777، عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ط 1، 1429 هـ].

 

9- رأس: الذروة، ورأسُ كل شيءٍ: أعلاهُ، والجمع في القلة أَرْؤُسٌ، ورُؤُوْسٌ في الكثير؛ [لسان العرب: مادة/رأس].

 

10- نِيْق: أرفعُ موضعٍ في الجبل، وثَمَّ يكون وَكْرُ العُقَابِ، والجمع أَنْيَاقٌ ونُيُوْقٌ ونِيَاقٌ. ومنه: تَنَيَّقَ الرجل وتنوَّق في لِبْسَتِهِ وطُعْمِهِ: بَالَغَ؛ [لسان العرب: مادة/نيق]، وَشَرَحَهُ بَعْضُهُمْ بقولهم: شِمْرَاخٌ مِنْ شَمَارِيْخِ الجَبَلِ. والشِّمْرَاخُ: ما علا ودقَّ من رأس الجبل؛ [لسان العرب: مادة/شمرخ].

 

11- عِظَام: جمع عَظْمٍ، وهو القَصْبُ الذي يَنْبُتُ عليه اللحمُ.

 

12- صَلِيْبا: وَدكُ العِظَامِ ودسمُها. يُقال: صَلَبَ فُلانٌ العظامَ واصطلبَها: إذا طَبَخَها بالماء لِيَسْتَخْرِجَ دَسَمَهَا؛ [لسان العرب/صلب]، والصليب أيضًا: السوائل الدُّهنيَّة من الجثة المتحللة، جمعه أصلابٌ. قال الخليل: الصليب: ودق الجيفة؛ [العين (تح: هنداوي): 2/405].

 

المعنى الإجمالي:

الشاعر أَبُوْ خِرَاشٍ الهذلي يشبِّه نفسه وهو يعدُو ويركُضُ بالعُقاب وهي تطارِدُ صيدًا في صورةٍ بديعةٍ، فيقول: حين أرادوا الغارة صِرْتُ في الاشتداد عليهم مبلغًا عظيمًا، حتى كأن ثيابي وسلاحي وفرسي على عُقَابٍ مُنْقَضَّةٍ مُسْرِعَةٍ، تطلبُ الصيدَ، وتهجمُ على صيدِه بكل دِقَّةٍ وذكاءٍ وقُوَّةٍ، وتأتي بما تصطادُهُ إلى فرخِها الناعِمِ، في وَكْرِهَا الذي يكون عادةً في ذُرَى الجبال، فيأكله، والعقاب صادت فأكثرت، حتى امتلأ الوكرُ بعظامٍ، يسيل منها الودكُ، حين يُصِيْبُها حرُّ الشمس ووهجُها.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة