• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

نسمات رمضان لدى شعراء الإيمان

محمد شلال الحناحنة


تاريخ الإضافة: 22/9/2007 ميلادي - 10/9/1428 هجري

الزيارات: 12777

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
قراءات في الأدب السعودي المعاصر:
نسمات رمضان لدى شعراء الإيمان

شهر رمضان المبارك شهر للخيرات، شهر الانتصارات حين نتمسّك بشرع الله مقيمين على الطاعات، شهر الإنابة إلى الله، وشهر التوبات، فأين نحنُ اليوم من نسماته الإيمانية الصادقة؟!
أين نحن مِن وَعْد الملك المنَّان حين تهفو النفوس لباب الريان؟!
كيف نلقى اليوم شهر رمضان، وقد امتدَّ الهوان لأمة القرآن؟!
أنلقى رمضان أعزة؟! أم تُرانا نغضي حياء منه، ونحن كغثاء السيل؟!
أنلقاه ومسجدنا الأقصى أسير تحت شراذم يهود؟! أنلقاه والفُرقة تمزقنا هنا وهناك؟!
هكذا يأتي رمضان هذا العام، فماذا لدى الشعراء من نفحات؟!
ماذا لديهم من فَرَحٍ أو أسى؟!

هذا شاعرنا الدكتور عدنان علي رضا النحوي يشدو ذكرياته وواقعه، فنصغي إليه:
قَدْ كُنْتَ تُشْرِقُ فِي رُبَا الْإِسْلاَمِ يَجْ        مَعُهَا الْهُدَى سَاحًا  تَجُودُ  وَتُغْدِقُ
أَنَّى   الْتَفَتَّ   الْيَوْمَ   تَلْقَى   أَدْمُعًا        حَرَّى   تُصَبُّ   عَلَى   دَمٍ   يَتَدَفَّقُ
تَلْقَى  الثَّكَالَى   وَالْيَتَامَى   وَالْأَسَى        فَوْقَ  الْوُجُوهِ  تَغِيبُ   فِيهِ   وَتَزْهَقُ
وَتَرَى   الْمَجَازِرَ   وَالْعِدَا   يَتَوَاثَبُو        نَ عَلَى  الدِّيَارِ  وَكُلُّ  وَثْبٍ  مُوبِقُ
وَتَرَى  بَنِي  الإِسْلاَمِ  يَقْتُلُ  بَعْضُهُمْ        بَعْضًا  وَيُمْعِنُ  فِي  الْعَدَاءِ   وَيُغْرِقُ
وَتَرَى   عَدُوَّ   الْمُسْلِمِينَ    مُهَيْمِنًا        يُلْقِي   بِأَحْمَالِ   الْهَلاَكِ    وَيُطْلِقُ
وَتَرَاهُ   صَفًّا    وَاحِدًا    مُتَمَاسِكًا        وَالْمُسْلِمُونَ   مَعَ   الْهَوَانِ   تَفَرَّقُوا
رَمَضَانُ أَقْبِلْ وَامْسَحَنَّ مِنَ  الْأَسَى        وَأَعِدْ   لَنَا   النَّصْرَ   الَّذِي    يَتَأَلَّقُ
وَاغْسِلْ قُلُوبَ الْمُسْلِمِينَ وَضَعْ بِهَا        أَمَلاً  بِهِ   تَحْيَا   الْقُلُوبُ   وَتَخْفِقُ
 
هكذا يمضي الشاعر عدنان النحوي إلى رمضان يبثُّ المفارقات المفجعة، المفارقات بين ماضٍ مشرق، وحاضر مظلم، وبين حياة القلوب وموتها، وبين اتحاد الأعداء على باطلهم، وتفرُّق المسلمين على حقِّهم، فقد كان رمضان في الماضي يشرق بالهدى ونور الإيمان، ويأتي اليوم ورُبا الإسلام تعيش في ظلمات المعاصي والضلال إلا مَن رحم الله، وكان المسلمون أقوياء متمسكين بدين الله صفًّا واحدًا، لكنهم أضحَوا ضعفاء متفرقين على عَرَضٍ من الدنيا، فهانوا على الأعداء حين ماتت القلوب المؤمنة الحية، وقد أوغل شاعرنا النحوي في التكرار، فكرر الفعل (ترى) في عدة أبيات؛ ليُلحَّ على حقيقة ما يجري، مُمْعِنًا في أساه وحزنه لحال المسلمين! فهل يُحيي رمضان هذا العام الإيمانَ في نفوس المسلمين، ليعيدوا للأمة أمجادها، ويحرروا أوطانها، ويرفعوا الذلَّ عن نسائها وأطفالها وضعفائها وشيوخها؟!

أما الشاعر علي بن عبدالله الزبيدي، فهو يستوقف هذا الشهرَ العظيم قبل أن يرحل بعَجَلٍ، ويتحسَّر على سرعة طيِّ صفحاته، كما نجده يلجأ إلى التشخيص من خلال صورٍ شعرية موحية، فنشاركه آلامَه وأحزانه في قصيدته: "وقفة توديع":
قِفْ أَيُّهَا الشَّهْرُ لَوْ  يُسْتَوْقَفُ  الْعَجِلُ        أَهَكَذَا    أَجْمَلُ     الْأَيَّامِ     تُخْتَزَلُ
قِفْ لَمْ تَزَلْ لِلْمَشُوقِ  الصَّبِّ  ظَامِئَةٌ        تَرْنُو   إِلَيْكَ   وَفِي   أَحْدَاقِهَا   وَجَلُ
لَمْ  تَدْرِ  هَلْ  قُبِلَتْ  بِالأَمْسِ   تَوْبَتُهَا        أَمْ   أَنَّهَا   بِلَظَى   الْحِرْمَانِ    تَشْتَعِلُ
رَحَلْتَ يَا شَهْرُ لاَ بَلْ صَفْحَةٌ  طُوِيَتْ        مِنْ عُمْرِنَا  وَسُطُورُ  الصَّفْحِةِ  الْعَمَلُ
فِيكَ  ازْدَهَتْ   دُرَرٌ   لِلْعَامِ   مُشْرِقَةٌ        عَشْرٌ يُنَالُ بِهَا – إِنْ أَحْسَنُوا – الأَمَلُ
وَلَيْلَةٌ   فِي   جَبِينِ    الدَّهْرِ    زَاهِرَةٌ        بِهَا    الْمَلاَئِكَةُ     الْأَبْرَارُ     تَحْتَفِلُ
 
يمثِّل رمضان عند الزبيدي قيمًا روحية ومشاعر وجدانية عظيمة؛ لذا يحتفلُ بضمائر خطاب هذا الشهر كثيرًا، ويشخِّصه مناديًا: (يا شهر، قف، إليك، فيك، رحلت...).

أما العشرُ الأواخر، وليلة القدر فهي دُرَر العام عند جميع المسلمين! فكيف يكون أثرها على شاعر مرهف الحس مثل علي الزبيدي؟!

هكذا تسمو نفسُه مع نَفَحات الصوم، ثم يعود ليبكيه على رحيله بحرقة ولوعة:
يَا  حَبَّذَا  نَفَحَاتُ   الصَّوْمِ   عَاطِرَةً        تَسْمُو   بِهَا   أَنْفُسٌ    بِاللهِ    تَتَّصِلُ
وَحبَّذَا    الآيُ     يَتْلُوهَا     مُرَدَّدَةً        قَلْبٌ  بِتَرْدِيدِ  آيِ   الذِّكْرِ   مُشْتَعِلُ
رَحَلْتَ، لاَ لَوْمَ إِذْ يَبْكِيكَ ذُو شَجَنٍ        فَرُبَّمَا  حَالَ  دُونَ  الْمُلْتَقَى  الأَجَلُ
وَأَقْبَلَ الْعِيدُ، هَلْ يَلْقَاهُ مَنْ  حُرِمُوا؟        هَيْهَاتَ لَيْسَ لَهُمْ بَلْ عِيدُ  مَنْ  قُبِلُوا
 
وفي قصيدة: "في ليلة القدر" للشاعر الدكتور حيدر الغدير يقطف لنا طاقات من البهجة والفرح، من خلال تصويره لمشاعر الظَّفَر بهذه الليلة العظيمة، فاكتحلت عيناه بها، بعد أن رآها، وأكرمه الله بها، ليحسَّ بالأمان، ويَقَر بها الجَنان، وتتحقق السعادة والغفران بإذن الله، وليقينه بعفو الله وقَبول توبته، ورضاه عنه، نجده يستخدم الأفعال الماضية مثل: (ظفرت، غشاني، قرَّ، عاينت) وهناك يزف لنا أفراحه:
ظَفِرْتُ بِهَا وَغَشَّانِي أَمَانُ        وَقَرَّ بِهَا ضَمِيرِي وَالْجَنَانُ
وَعَايَنْتُ الْقَبُولَ وَبُشْرَيَاتٍ        كَأَنَّ السَّعْدَ فِيهَا مهْرَجَانُ
زَفَفْنَ إِلَيَّ أَنَّ الْعَفْوَ  غَدْقٌ        وَدُونَ مَدَاهُ يَنْعَقِدُ اللِّسَانُ
 
حيدر الغدير شاعر يَقبض على لغته، ويُبدِع في صوره، وتأمَّلِ الصورةَ الشعرية معي في البيت الثالث إذ يزاوج بين الصور الحسية والمعنوية في فضاء وجداني، تتألَّق فيه الروح إلى رحاب السماء، ومن ثَمَّ رأى أن الساعةَ أتت، وقد غُفر له، فلا ذنبَ ولا جرم، كما يعبِّر في المقطع التالي؛ إذ تشعُّ ألفاظُه بوَمَضات إيمانية، ورحمات ربانية:
وَلاَحَ    الْفَوْزُ    يَدْعُونِي    إِلَيْهِ        وَهَشَّ   إِلَيَّ   يَدْعُونِي    الْأَمَانُ
وَجِئْتُ الْحَشْرَ قَدْ غُفِرَتْ ذُنُوبِي        طَلِيقًا   لاَ    أَدِينُ    وَلاَ    أُدَانُ
أُنَادِي  قَدْ  ظَفِرْتُ  فَيَا  لَسَعْدِي        وَجُودِ   اللهِ    وَالثِّقَةُ    الضَّمَانُ
 
أما قصيدة: "بوابة الغفران" للشاعر ناصر بن علي عليان، فقد صافحت أيام رمضان ولياليه، وفيها تاقت الأنفسُ الظمأى شوقًا إليه، وترقَّبت القلوب هلاله الوُضَّاء في أمَلٍ وحب لنَيْلِ المغفرة من غافر الذنب وقابل التوب، فيقول:
تَاقَتِ الأَنْفُسُ ظَمْأَى  لِريَّاكْ        فَشَدَّتْ  لِلأُفْقِ  قَلْبًا   وَنَاظِرْ
تَتَرَاءَى هِلاَلَكَ الْبَاسِمَ  الثَّغْرِ        يُحَيِّي  سَنَاهُ   بَادٍ   وَحَاضِرْ
فَأَكَبَّتْ عَلَيْكَ تَلْثِمُكَ الرُّوحُ        اشْتِيَاقًا وَتَجْتَلِيكَ  الْمَحَاجِرْ
 
وتأخذنا الاستعارات الجميلة المعبرة عن الفرحة بقدوم رمضان في قوله: (هلالك الباسم)، (تلثمك الروح)، (تجتليك المحاجر)، (يحيي سناه)، ثم يبين لنا مآثره وفضائله، ففيه أنزل الله – جل وعلا – كتابه العزيز، الذي أخرج الناسَ من الظلمات إلى النور:
فِيكَ لاَ فِي سِوَاكَ قَدْ أُنْزِلَ الذِّكْ        رُ  وَطَافَتْ   بِالْعَالَمِينَ   الْبَشَائِرْ
فِيكَ هَبَّ الأُلَى إِلَى النَّصْرِ سَلُّوا        كُلَّ سَيْفٍ وَأَسْرَجُوا كُلَّ  ضَامِرْ
بِسَنَاكَ الدَّفَّاقِ تَجْلُو ظَلاَمَ الْيَأْسِ        تَهْدِي  إِلَى  الْهُدَى  كُلَّ   حَائِرْ
 
إن أسلوب التخصيص والقصر في قوله: (فيك لا في سواك)، (بسناك الدفاق تجلو)، (فيك هب الألى) قد منح المعنى قوة إلى قوته، وأضفى جمالاً فنيًّا على الأبيات، إضافة إلى الحس الإسلامي الزاخر بحب رمضان وإعطائه مكانته وقدسيته في النفس المتوضئة المؤمنة.

أما وقفتنا الأخيرةُ فمع الشاعر السعودي الشاب سلمان بن زيد الجربوع في قصيدة: "عندما يغرب الجلال" إذ يمضي في بثِّ حزنه ووجومه في رمضان متحسرًا متوجعًا:
رَمَضَانُ  مَا  بَالُ  الْوُجُومِ  يُجِيبُنِي؟!        أَمْ كَيْفَ تَرْحَلُ عَنْ حَبِيبِكَ مُطْرِقا؟!
فِي    كُلِّ    نَاحِيَةٍ    نُوَاحٌ    ضَائِعٌ        وَمَطَامِعٌ    تَذَرُ     الْجَمِيعَ     مُفَرَّقا
رَمَضَانُ  مُلْهِمَةُ  الْقَصِيدِ  تَصِيحُ  بِي        فِيمَ الْبَقَا – يَا شَاعِرِي – فِيمَ الْبَقَا؟!
أَنَعِيشُ   كَيْ   يَغْزُو   الْعَدُوُّ    قُلُوبَنَا        مُتَمَادِِيًا،     مُتَمَاجِنًا،      مُتَفَيْهِقا؟!
أَنَعِيشُ  كَيْ   يَغْدُو   الْوَلِيدُ   مُشَرَّدًا        وَمِهَادُه  يُؤْوِي   الْغَرِيبَ   مُصَفِّقا؟!
أَنَعِيشُ  كَيْ  يَحْسُو  الْمُسَافِرُ  دَمْعَهُ        سِيَّانِ.. غَرَّبَ فِي  الدُّنَا  أَوْ  شَرَّقَا؟
وَمَوَاكِبُ الْأَبْطَالِ  تَرْحَلُ  لاَ  النَّوَى        أَشْجَى  وَلاَ   دَمْعُ   الْحَنِينِ   تَرَقْرَقَا
 
ما الذي يؤلم شعراءنا الشباب؟ ولِمَ هذا الحزن والوجوم؟!

لِمَ أضحى الأسى اليوم يميز قدرًا كبيرًا من أشعارنا؟! أهي الانكسارات المتعددة؟!

كيف نحيا في (رمضان البطولات) المجيدة السابقة والعدوُّ يغزو قلوبنا اليوم متماديًا في القتل والتشريد لأطفالنا ونسائنا في بلاد المسلمين في عدة أقطار؟! وكيف نرفع الضَّيم ونحن على ما نحن عليه مِن تَمَزُّق وتفرُّق وبُعْدٍ عن الاعتصام بحبل الله، كما يفجعنا الشاعر سلمان الجربوع في أبياته السابقة؟!

هكذا يتصاعد الاستفهام الإنكاري في صور حزينة، واستغاثات موجعة، لتتكرَّر في مشهد حي مُعَبِّر عن أحوالنا: (أنعيش... أنعيش... أنعيش) فمَن تراه يجيب شاعرنا متجاوزًا دفقات القصائد الدامعة؟!




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة