• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

ألفاظ تكثر في شعر المتنبي (2)

ألفاظ تكثر في شعر المتنبي (2)
د. إبراهيم عوض


تاريخ الإضافة: 4/9/2018 ميلادي - 24/12/1439 هجري

الزيارات: 6383

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ألفاظ تكثر في شعر المتنبي (2)


الخلود

وجدت المتنبي قد استخدم كلمة (الخلود) أو أحد مشتقاتها في ثلاثة عشر موضعًا على أقل تقدير، وقد لاحظتُ أن هذه الاستعمالات كلها تشير أجلى إشارة إلى أنه كان يُحِس بالفناء وأن كل شيء صائر إليه إحساسًا عنيفًا، فلا بشر مخلد ولا نجوم ولا غير ذلك، وإنما الخلود في العالم الآخر، في الجنان.

 

كذلك يلاحظ أن المواضع التي استخدم فيها لفظة (الخلود) أو أحد مشتقاتها مقصورة على شعر المديح أو الرثاء أو وصف شعب بوان أو ما يشبهه، وإليك الشواهد على هذه الملاحظات:

سالم أهل الودادِ بعدهمُ *** يسلم للحزنِ لا لتخليدِ

(من قصيدة في رثاء ابن عم سيف الدولة)

 

وما أحد يخلَّد في البرايا *** بل الدنيا تؤولُ إلى الزوالِ

(في رثاء أم سيف الدولة)

 

فإذا ما اشتهى خلودك داعٍ *** قال: لا زُلت أو ترى لك مثلا

(المقصود سيف الدولة، والبيت من قصيدة يرثي فيها أخت الأمير الصغرى، والخلود يشتهى ولكنه لا يتحقق).

 

نهبت من الأعمارِ ما لو حويته *** لهُنِّئتِ الدنيا بأنك خالدُ

(يمدح سيف الدولة، ومعنى الكلام أنه غير خالد؛ لأنه بطبيعة الحال لا يحوي؛ أي لا يضيف إلى عمره، أعمار من قتلهم من الأعداء)

 

ولو جاز الخلودُ خلدت فردًا *** ولكن ليس للدنيا خليلُ

(الممدوح سيف الدولة).

 

وقد زعموا أن النجومَ ثواكلُ *** ولو حاربته ناح فيها الثواكلُ

(من مدحه لسيف الدولة).

 

ولو لم أخف غيرَ أعدائه *** عليه لبشَّرته بالخلودِ

(في الأمير الذي حبس الشاعر في صباه، يرجوه أن يطلق سراحه، ومعنى الكلام أنه لا يمكن أن يبشره بالخلود؛ لأن هناك ما يخاف على الأمير منه؛ أي الأعداء، كالمرض والأجل وما إلى ذلك).

 

كأنك بالفقرِ تبغي الغنى *** وبالموتِ في الحرب تبغي الخلودا

(في بدر بن عمار، والخلود هنا هو خلود الذكر، وسبيله إلى ذلك الموت في الحرب).

 

ولقد علمنا أننا سنطيعه *** لما علمنا أننا لا نخلدُ

(في صديق رحل عنه، و(الهاء) في (سنطيعه) تعود على الفراق).

 

ليتَ ثنائي الذي أصوغُ فدى *** مَن صِيغ فيه، فإنه خالدُ

(المقصود هنا بطبيعة الحال هو خلود الذكر، والممدوح هو عضد الدولة).

 

أما الأبيات التي يتحدث فيها عن الخلود مقرونًا بالحدائق والجنان، فها هي:

حتى دخلنا جنةً
لو أن ساكنها مخلدْ
رجونا الذي يرجون في كل جنة
بأرجان حتى ما يئسنا من الخلدِ

 

والذي أحب أن أعقِّب به هنا هو أنه إذا كان مفهومًا أن يشير المتنبي إلى أنه لا أحد مخلَّد في هذه الدنيا، فإن الغريب هو أن يلح على هذا المعنى أيضًا في مدائحه، بل كذلك وهو يتقلب في نعيم الطبيعة.

 

إن إشارته هذه في مدائحه لتدلُّ على جرأته مع ممدوحيه، كما أن تذكره ذلك حتى وهو في قلب الحدائق الغنَّاء لينم على أن هذا الخاطر لم يكن ليفارقه، ولكننا لو أمعنا النظر فلن نجد في الأمر غرابة، فقَدْ فقَدَ المتنبي، أغلب الظن، أباه وأمه في سنٍّ مبكرة، وفقد في صباه جدَّته التي كانت تحدب عليه حدبًا شديدًا، وهو بعيد عنها غريب فقير في بلاد الشام، ثم إن حياته كانت محفوفة بالأخطار، مملوءة بالقلق والمتاعب، حتى وهو عند سيف الدولة، ولقد دخل السجن، وكان يمكن أن يفقد حياته فيه، كذلك فإنه ربما قد صاحب قطاع الطريق زمنًا[1]، ولا ننسى فقره الشديد في الشطر الأول من حياته، وعدم استقراره لآخر عمره عند أحد من ممدوحيه، والصدمات المتكررة في حياته؛ بينه وبين ابن كيغلغ، وبينه وبين أبي العشائر وأبي فراس، ثم بينه وبين سيف الدولة نفسه، ثم بينه وبين كافور، واضطراره إلى الفرار في كل مرة تقريبًا قاطعًا البوادي خائفًا على حياته، ولا ننسى كذلك قلة أصدقائه وكثرة حساده، أضف إلى ذلك الحروب التي خاضها مع سيف الدولة؛ إذ لم يكن مجرد شاعر وصَّاف للحرب، بل خواض لها أيضًا، وكذلك إحساسه أن الدنيا لم تعطِه حقه الذي يستحقه بمواهبه الأدبية والحربية، كل ذلك جعله متشائمًا ذامًّا للدنيا مدركًا أنها عابرة سريعة الزوال.



[1] انظر في هذا كتابي: (المتنبي - دراسة جديدة لحياته وشخصيته) / 70 - 71.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة