• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

أسلوب القاص محمود طاهر لاشين

د. إبراهيم عوض


تاريخ الإضافة: 7/12/2016 ميلادي - 7/3/1438 هجري

الزيارات: 10405

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أسلوب القاص محمود طاهر لاشين

 

لكل كاتبٍ طريقته في التفكير والتعبير، ومن ثم كان له أسلوبه الخاص[1]، حتى الكتاب الذين يقلدون أساليب غيرهم لا بد أن نجد فروقًا - ولو دقيقة - بين أساليبهم، وتلك الأساليب التي يحتذونها؛ فالخصوصية أمر مقرر لا في الأساليب وحدها بل في كل جوانب الحياة، غاية ما هنالك أنها قد تكون واضحةً قوية الوضوح، وقد تكون باهتة اللون، وحسب درجة تفرد الكاتب في تفكيره...... متميزًا سرعان ما يتعرف عليه مِن القراء مَن له بصر بتذوق الكلام، ومع هذا، فإن الأسلوب لا ينشأ من فراغ، إنما هو نتيجة تفاعل عدد من العوامل؛ كشخصية الكاتب وثقافته، والجو الحضاري الذي يعيش فيه، والروح الأدبي السائد في عصره، والبيئة التي ينتمي إليها... وهكذا.

 

وقد لفَت أسلوب المرحوم طاهر لاشين أنظار النقاد، وتفاوتت آراؤهم فيه: فمثلًا يقول يحيى حقي عنه: "انظر إلى الأسلوب تجده ينجح في التخلص من النثر الموروث من عهد ابن المقفع والجاحظ وتوفيق البكري، ولكنه يُخفِق في الإفلات من أسلوب المويلحي والمنفلوطي، بدأ البحث عن الكلمة المألوف دورانها على الألسن والتي تعبر عن المعنى بلا زيادة أو نقصان، بلا سجع أو بهرجة كاذبة، ولكن بين الكلمات المألوفة ستعثر على عبارات، مثل: "أتلع القطارات جيدًا" و"خدلجة من النساء"، لا يزال للألفاظ الموروثة سحر من العسير مقاومته والتملص منه؛ كأن استعمال القديم قد أصبح له غرض جديد، هو الإعانة على إبراز الفكاهة، نجاح في التملص من الأمثال العربية القديمة، وقد تردَّتْ دلالاتها في هوة سحيقة، ليحل محلها أمثال عربية شائعة، وإخفاق في التملص من استعمال عبارات محفوظة تجري مجرى الأمثال؛ كقوله: "ترك الدار تَنعَى مَن شادها وبناها"..."[2]، لكن يؤخذ على هذا الكلام أحكامه المطلقة وتعميماته، فهل هناك أسلوب واحد ورثناه عن ابن المقفع والجاحظ وتوفيق البكري جميعًا؟ أإلى هذا الحد تفقد الأساليب العربية حيويتها فلا يعتريها تغيُّر من عصر إلى عصر، بله من كاتب إلى آخر؟ وهل خلا أسلوب طاهر لاشين تمامًا من السجع والبهرجة الكاذبة كما يذكر النص؟ الإجابة على هذا كله بالنفي، كما يتضح من مطالعة أدب كاتبنا - رحمه الله.

 

وفي موضع آخرَ يقول يحيى حقي أيضًا عنه: "ستلحظ أسلوبه السهل الذي يتملَّكك بغير عنف ولا إرهاق، إنه يحدثك حديثَ صديق لصديق، غير متكلِّف أو متقمِّع أو متحذلق"[3]، فهو يذكر له سهولة أسلوبه، وتجافيه عن التكلف والحذلقة، وعفويته كأنه صديق يحاور صديقًا، ونفس هذه الصفات يذكرها الأستاذ محمود تيمور في قوله: "في كتاباته خصائص الحديث الأنيس وأساليبه، وليس مِن ريبٍ في أنه كان يجري قلمه بما يكتب طوعًا لإحساسه وما يدور في فكره بكل ما فيه من صدق وعفوية، ومن حرارة وحيوية، مؤمنًا بأن هذه المزايا عنده أكبر غنمًا لعلمه الأدبي مما يكسبه التأنف في التصوير، والتجميل في التعبير، والأناة في التنسيق"[4]، لكنه يعود فيقرر أن ثقافة طاهر لاشين اللغوية كانت في صراع مع مبادئه الفنية من ناحية، ومع طبيعته الشخصية من ناحية أخرى، وأن أثر هذا الصراع قد ظهر أقوى ما يكون فيما كتب؛ إذ "كان اطلاعُه على أدبنا العربي قويًّا، ومحفوظه من فقراته البليغة وجمله المَكينة وافرًا، ومقدرته على الإفصاح والإبانة تَعِزُّ على كثير من ناشئة الجيل الحديث، ولكنه مع ذلك ثائرٌ على خضوع البيان العربي للزخرف اللفظي وللأساليب التقليدية، توَّاق إلى بيان مشرق مأنوس، يزدان بالمعنى أكثر ما يزدان باللفظ، ويصدق في تصويره للفكر، وإن فاته البريق والتزويق، وهو، إلى جانب هذا، حريصٌ على أن يوفِّي القصةَ حقها من تصوير الشخوص الشعبية تصويرًا محتفظًا بطابعها، وتمثيل الأحداث المحلية تمثيلًا موضِّحًا لسماتها، والإشعار بالجو الخاص الذي يريد أن ينقله إليك أو ينقلك إليه في عمله القصصي، وإنه، فوق ذلك، نزَّاع إلى البساطة والاسترسال، مطبوع على التلطف والإيناس، منجذب إلى الغمز والتنكيت، وبهذا المِزاج المتضارب خرجت قصصه وفيها شكول غير متشاكلة من الجمل والعبارات: بينما يروعك في كتاباته من الألفاظ ما يكاد يُعَدُّ من الغريب أو الحُوشيِّ، ومن الفقرات ما تعلو درجته في مراتب البلاغة، وما هو مستعار من كلم مأثور وأبيات شعر، وما يجري من القول مجرى المثل السائر؛ إذ تجد فيما تقرأ له كلمات دخيلة أو عامية لا تحصى كثرة، وفيها ما يُغني الفصيحُ غَناءَه، وتصادف من الجُمَل ما يدل على التسهُّل والترخُّص وفقدان الاحتفال إلى حد يقارب الابتذال"[5].

 

فكيف يا تُرى نوفِّق بين الصفات الأسلوبية التي ذكرها تيمور لطاهر لاشين في نصه الأول من عفوية وطلاقة وبُعْد عن التأنق في التعبير أو التأني في التنسيق، وبين ما ذكره في النص الثاني من محفوظه الوفير من الفِقَر البليغة والجُمَل المكينة والألفاظ الغريبة الحُوشية، إلخ؟... (يتبع).



[1] انظر أحمد الشايب/ الأسلوب/ ط 6/ 45 - 46.

[2] مقدمة "سخريَّة الناي"/ أ.

[3] المرجع السابق/ ك.

[4] مقدمة "يحكى أن"/ ج.

[5] المرجع السابق/ هـ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة