• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / دراسات ومقالات نقدية وحوارات أدبية


علامة باركود

الشعر في نموه التاريخي

الشعر في نموه التاريخي
د. نزار نبيل أبو منشار


تاريخ الإضافة: 21/4/2016 ميلادي - 14/7/1437 هجري

الزيارات: 4308

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الشعر في نموه التاريخي


عندما نأتي لعصر التاريخ في وريقات؛ فإننا نجد الكلمات تتفجر من كثرة تحشّدها، وترفض أن تستوعب ما قد يكتبه هذا أو ذاك من الكتاب أو الأدباء.

 

ولكننا نريد أن نعطي هنا صورة موجزة عن النمو التاريخي للفن الشعري، ثم نسدل الستار وقد وصلنا إلى مبتغانا.

 

فمنذ وجدت اللغة، كان التطور مقروناً معها، ومع كل إطلالة شمس، كانت هذه اللغة تتوسع وتتناثر، إلى أن قاد العقل البشري مسيرة النهضة الأدبية وصولاً إلى أبحر الشعر وأسسه.

 

فقد قرأنا عن الشعراء البلغاء حين كان التاريخ صغيراً يحبو، وتزاحمت الأسماء والقصائد في المكتبات والأذهان فوق أن تحصى، فسمعنا عن امرؤ القيس، وعنترة، وطرفة بن العبد، والنابغة الذبياني، وأبو تمام، والفرزدق، وجرير، وأحمد شوقي، وغيرهم الكثير الكثير.

 

ومع ازدياد الذخيرة الذهنية لدى الأجيال، وكثرة الوقائع والمشاهد تبعاً لتطور الحياة، سلَك الشعر مسلك الارتقاء، وكان يعلو مسيرة التعبير الراقية، وبات يشكل ما نعرفه في أيامنا هذه بالسلطة الرابعة أو وسائل الإعلام مجتمعة.

 

أثبتت الروايات التاريخية أن الحكام والسلاطين كانوا يتخذون الشعراء في مجالسهم، سمراً وطرباً وترنيماً ومدحاً، وأنهم أغدقوا عليهم الهبات والعطايا حتى يستمروا في مشاريع وصف الحال وإبداع المقال.

 

لقد طربت الأذن البشرية لسماع الشعر، واعتادت على حِكَمِه ومضامينه، وكان في جِرسه الموسيقي ما يشنّف الآذان، ويسلّي الجَنان، ويطرد السآمة والملل، حتى إنه غدا وسيلة للتنافس المحترم ما بين الشعراء، كل يعرض ما عنده، وكل يحاول أن يروج لبنات أفكاره، وما جادت به مواهبه، فصار يضع ذلك بأسلوبه الخاص، ويصقل الحروف والكلمات ليقدمها للسامع مادة أدبية زاهرة زاهية.

 

فقد عُرف في تاريخ العرب " أسواق الأدب " [1]، وهي مواطن تجمّع الشعراء، تستقطب الناس من الأمير إلى الحقير، ومن الوزير إلى الفقير، ليستمع الجميع إلى الإبداع العربي المتّقد، وإلى جودة الصياغة، ورصانة الألفاظ، وبديع النسج، عدا عن السجال الشعري والنقائض التي كان يخوضها عدد من الشعراء الأفذاذ.

 

وكيف لنا أن نغفل إعزاز العرب لرواد الأدب، ونحن نعلم أن العرب قد وضعوا لآلئ النظم الشعري في أقدس البقاع، فها هي المعلقات السبع بعد أن حازت من المناقب والصفات العجب العجاب تدخل جوف الكعبة، رفعة لها ولمن نظموها، وافتخارا بمادة أدبية تتباهى بها الأجيال [2].

 

لكن، وبكل الأسف، فقد تعرضت لغة الضاد إلى أبشع حملات التشويه والدسّ، لتفريغها من الروعة، ولإنزالها عن عرش اللغات، فضعفت اللغة، واندثرت كثير من المصطلحات، وفقد اللسان العربي رصانته إلى حد كبير، مما انعكس على مستوى التأليف الشعري، فالشعراء في العصر الحديث ورثوا لغة مثقلة بالهموم والإشكاليات، وحملوا عبئاً مزدوجاً، عبء الحفاظ على رونق اللغة وقوتها، وجزالة ألفاظها، وعبء التطور الشعري فيها.

 

ولا يجوز لنا بحال أن نعيب على شاعر، بحال قارنّا قصائده بالمعلقات السبع فوجدنا فارقاً ضخماً، فلهذه زمان ولهذه زمان، وإن من أبلغ التضحية وأحكم الخطوات أن تبعث في اللغة بعدما ضربت في مقتل: روح الانتعاش من جديد، مع أملنا الوافر بعودة اللغة إلى سلامتها وصحتها بمثل ما كانت عليه، وبخاصة مع اعتقادنا بأنها لغة القرآن، وبها يصان وتصان هي به بلا جدال.



[1] من أشهرها سوق عكاظ وذي المحنة وذي المجاز.

[2] مقدمة كتاب: شرح المعلقات السبع، عبدالله الحسن بن أحمد الزوزني (ت 486 هـ) تحقيق محمد الفاضلي، المكتبة العصرية، بيروت، الطبعة الأولى 1998م، ص 5 - 6





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة