• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

حنين إلى زمن الغول (مجموعة خواطر)

حنين إلى زمن الغول (مجموعة خواطر)
محمد حسن جباري


تاريخ الإضافة: 8/2/2016 ميلادي - 28/4/1437 هجري

الزيارات: 5426

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حنين إلى زمن الغول
(مجموعة خواطر)


• حنين إلى زمن الغول!

فقدنا الأنس، حين رحل الغول الذي كان يجمعنا!

لملم جمر الموقد، كنس رماده في (الكنجة).. ثم رحل!

تبعه عرف القهوة الليلية التي كانت ترشفها جدتي، ورائحة الخبز المُحمَّى، وفرقعة الحطب...

بعد أن عرف أننا ما عدنا نخافه؛ فنحن جيل الضوء، والنقال، والذرَّة!

يوم ماتت جدتي، أبحر الغول على لجج دموعه دون وداع!

أظلم بعدها موقد الحطب، ونسج العنكبوت بيته على فيه العابس.

أُخاطبه اليوم فلا يرد، أسأله فلا يجيب!

يأبى أن يخلع أردية الحداد التي جلَّلته من عام الحزن؛ لأنه مثلي.. يحن إلى زمن الغول!

 

• والهر أيضًا رحل؛ فخشونة سراويل الجينز العصرية أمسَت تؤذيه وهو يتودد متمسِّحًا بلابسها!

لم يعد يعثر على رقعة تراب يواري فيها ما يَستحيي منه! فكل شيء أضحى مكشوفًا في زمن الآجرِّ والسيراميك.

مُواؤه أمسى رماديًّا واهنًا، بعد أن حُرم غَداءه الفاتن من ضحكات الأطفال الوردية، وسَلبَت هذه المخلوقات الإلكترونية أرواحهم الشفيفة!

ولأنه مثلي.. يحن إلى زمن الغول؛ فقد رحل.

 

• والحمام أيضًا؛ لأنه أبى أن يسلخ عنه حلة الوفاء كابن الزمان!

أنى له المكوث، وهديله الرقراق مجَّته الأذواق في عصر الجنون؟!

ودَّعَته هواجرُ الأصياف وهي تنوح فراقه قيظًا.

شيَّعَته الزوابع وهي تَعوي، وتصفع أحجار البيوت الصماء بأكف (التراب).

لم أسأله عن السبب؛ لأنني أعرف.. وأعرف أيضًا أنه محق في ذلك.

رحل؛ لأنه مثلي.. يحن إلى زمن الغول!

 

• ماذا عني؟!

هل أرحل مثلهم؟ فأنا أيضًا أحن إلى زمن الغول!

أحن إلى جمر الموقد، وعرف القهوة الليلية، ورائحة الخبز المحمَّى..

ما الذي يشدني إلى هذا الواقعِ الذي فر منه الغول نفسه؟!

هل نضب من عروق قلبي ماءُ الوفاء؟

أنا إنسانُ هذا الزمان.. أنا إنسان العصر، أنا قبة الحضارة وقمة التقدم..

لن أرحل.. لن أبحث عن الغول..

بعد أن أفسدتُ حياتي، لن أُفسِد حياة الغول!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- قراءة ثرية كالعادة
محمد حسن جباري - الجزائر 26-02-2016 10:02 PM

الأستاذة الفاضلة سلمى
كالعادة قراءة موفقة و ثرية..
شكرا جزيلا ودام مرورك

1- الحياة مراحل
selma - Algeria 25-02-2016 01:36 AM

النص الذي أمامنا هو خاطرة كتابية وجدانية متوسطة الطول من إبداع الكاتب المبدع والمتالق والنشيط محمد الحسن جباري, هذه المرة بدى لنا بثوب مختلف الشكل والملمس ; لأنه قدم لنا فنا بأسلوب ممتع , سهل وفي نفس الوقت يغلب عليه طابع الجاذبية والتالق لأنه يلمس بشكل مباشر وجدان وعاطفة القارئ وهذا ما يميز هذا الفن عن باقي الفنون الأخرى. تتميز خاطرة كاتبنا الحسن بالعاطفة الصادقة والإحساس الصادق وكل هذا تلخصه كلمة واحدة وهي 'حنين ' فبقدر عمق هذه الكلمة بقدر صدق عاطفة الكاتب , وأي حنين , هو حنين إلى زمن الصبا , زمن الطفولة والبراءة , زمن كنا لا نعرف فيه الدموع إلا تمثيلا لأخذ ما نريد , نعم هو زمن اللعب بالتراب والدق على الأبواب ; لذا نحن له ويحن إليه الكاتب , أليس هو الزمن الذي كان الكاتب يخاف فيه من الغول , أليس هو زمن القهوة الليلية والخبز المحمى كما وصفه ولكن كبرنا ورحل الغول لأنه أحس أن لا أحد يخافه , هل رحل الغول حقا أم أنه سكن بداخلنا , سكن بداخلنا ليبث فينا رعبا دائما ; خوفا دائما من المستقبل ومن الفشل ومن كل ما هو مجهول لذا كان يخاطبه الكاتب ولا يجيب يتكلم معه ولا يسمع . نعم رحل الغول , ورحلت الجدة وكبرنا نحن كما قال الكاتب , كبرنا وانتقلنا إلى عالم الحزن والبكاء وودعنا الضحك إلى الأبد , حتى الحيوانات حنت إلى زمن الغول , زمن اللعب بالتراب والمابس المنسوجة بخيوط قطنية وحريرية فهي رغم عدم وعيها لكن الله أعطاها قدرة الإحساس واختيار الأفضل لها غريزيا وليس عقليا , أتراها حنت إلينا لما كنا صغارا أم أنها هي أيضا كبرت وحنت إلى صباها.
في الأخير نجد الكاتب يتساءل ما إذا كان بإمكانه الرحيل هو أيضا من هذا الزمن , والهروب منه , ولكنه تيقن أن هذا مستحيل مستحيل توقيف زمن الغول , مستحيل إلا نسمح للغول بالرحيل لأنه ليس عالمه , ومستحيل أن نوقف أعمارنا في زمن واحد ومستحيل ألا ننتقل إلى عالم الكبار الذي يملأه كل ما هو مؤلم ولكن كما قال الكاتب في الأخير هذا عالمه وهو ابن هذا العصر فليندمج فيه ولن يبحث مجددا عن الغول ولن يصر على بقاءه.
يتوافى نص الكاتب مع كل شروط كتابة الخاطرة من عنوان مشوق به كلمة تلمس الوجدان وتصل إلى القلب وهي كلمة ,, حنين,, ونجد أبضا العرض والذي يحوي العقدة والتي تتجلى في رغية زمن الغول بالرجوع ورفض الواقع والعيش فيه , ولكن تنتهي الخاطرة بحل للعقدة والذي يتجلى في تقبل الكاتب المبدع لزمنه وأنه كبر وانتقل إلى عالم يملأه الفساد ووعد بأن لا يبحث عن الغول مرة أخرى لأنه لربما لو بحث بداخله سوف يجده.أنا كقارئه لقصة الأخ المبدع الحسن أستطيع القول أن كل إنسان يسكن بداخله الغول فمنهم من روضه وجعله اليفا ومنهم من تركه يهيم في هذا العالم بلا حدود ولا قيود إلى أن خرج الغول في شكل صورة إنسان ليفسد ما في الأرض - تعبير مجازي - أعني أن هنالك من ترك الطفل يعيش فيه حتى وإن كبر وهنالك من قتله إلى الأبد.
اختار الكاتب عبارات ذات جمالية كتابية وكلمات تساعدنا على تصور الغول وكل ما يدور حوله بطريقة إبداعية , وأيضا النص غني بالمحسنات البديعية كالاستعارة المكنية والتي نجدها في العنوان , نجد أفكار الكاتب واضحة ومناسبة لمثل غرضه الكتابي بتصوير ما يريده وذلك بعرض زمنين مختلفين فاستعمل الحطب والموقد في زمن الغول واستعمل في حين آخر كلمات كالجينز والسيراميك لوصف زمن رحيل الغول , إضافة إلى ذلك قدرة الكاتب على إحياء المواقف من خلال قوة تصويره من خلال أسلوبه المميز والرائع, ولا يفوتنا أبدا وصف إحساس الكاتب والذي يأخذ بجدارة كلمة - إحساس فني رفيع - وهذا لا يميز إلا أصحاب العقول الراقية والتي يتميز بها الكاتب بلا منازع , ونختمها بتهنئة الكاتب لقدرته لتوصيل ما يريد للقارئ بطريقة مختصرة وغير مملة , وفق الله كاتبنا لمما يرضاه ومزيدا من الإبداع والتالق والسلام عليكم.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة