• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

القربان (قصة قصيرة)

القربان (قصة قصيرة)
محمد صادق عبدالعال


تاريخ الإضافة: 8/2/2016 ميلادي - 28/4/1437 هجري

الزيارات: 5011

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

القربان

 

أدركتُ أنه ينتوي أن يقصَّ عليَّ قصةً جديدةً حينما خرَج من فوهة البيت العريق، الزاخر بالحكايا والقصص، وكانت الشمس حينها في حالةٍ وهن، فأصبح بالإنجاز مرتهنًا.. أسند ظهره إلى جدار الدار، وألقى برأسه إليها يستلهم ما أراد سرده.

 

فبادرتُه: ألدَيك قصة جديدة؟

♦ بل قديمة جدًّا، غير أنك لم تسمعها من قبل؛ فإنها...

قاطعتُه: أعيرك سمعي.

غضب من مقاطعتي إياه وقال:

• بل السمع والبصر والفؤاد.

• كل أولئك؟!

قال: غدًا ستصبح مسؤولًا، وعندها...

قاطعتُه ثانية: عن ماذا؟

غضب وقال: تعلَّم أدب الحوار.

 

اعتذرتُ خجلًا؛ فقال:

• قديمًا كان القطار يمر بقريتنا صباحَ مساء، فاعتاد الناس على هزات عرَباته التي يجرها، وتعودَت البيوت على خضخضته إياها، حتى صار معيارًا من معايير قياس الزمن.

قلت: وما الجديد في ذلك؟!

رمَقني بعين؛ أحسستُ أني تجاوزتُ حدِّي فأشرتُ إليه، فلم يُعقِّب، واستطرد:

• ولأن أكثر ركابه كانوا من الشباب، وممن يذهبون فيَطول علينا أمدُ انتظارهم، وقد ترَكوا خلفهم الديار والعيال والزروع؛ نصحَهم ناصحٌ غيرُ أمين أن يُقدِّموا قربانًا تحت عجَل القطار حين يمر؛ فمِنهم مَن يقرب إبهامًا أو سبابة، ومنهم من يجود بالاثنتين، وكان يقول لهم يصبرهم:

ألَمُ ساعة خيرٌ من اغتراب لا حد له!

 

ضحكتُ بصوت عالٍ وقاطعته مجددًا:

• أعرفها، وسمعتُها من قبل!

لم يستطع معي صبرًا، فغضب وانتفض، ودلف مسرعًا إلى الدار التي منها خرج، وما زال بالشمس بعضٌ من عافية النهار.

 

انطلقتُ خلفه أستجديه وأسترضيه، لكن بلا جدوى؛ حيث أعطاني ظهره واختفى بين طيَّات الحجرات!

 

حدا بي اليأس من عودته إلى الخروج، فولَّيتُ وجهي شطر المخرج، أبصرت رسومًا جِدارية، أمعنتُ فيها؛ إنها لِراعي أغنام وشِياه، يُمسك بسلاحه غيرَ متأهِّب لقتال، برغم الذئب الشارعِ في افتراسهن!

 

تعجَّبتُ.. لكني لما دقَّقت النظر علمتُ أن الراعي كان واحدًا ممن قدَّموا قربانًا للقطار من قبل.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة