• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

سنمار.. وقصر من زجاج! (قصة قصيرة)

سنمار.. وقصر من زجاج! (قصة قصيرة)
محمد حسن جباري


تاريخ الإضافة: 3/1/2016 ميلادي - 23/3/1437 هجري

الزيارات: 4865

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سِنِمَّار.. وقصر من زجاج!


بخط ديوانيٍّ جميل:

"حبيبتي..
أخيرًا.. سَلكت روحي المعذَّبة في طوق النجاة، الذي أرسلَتْه عيناك أمس إليَّ في ساحة المدرسة..

 

أخيرًا.. سأحلِّق برموشك السمراء بعيدًا عن أكفِّ الكآبة الخانقة..

 

سأتنشق عبيرَ سحرك في حدائق النجوم، وسأقتاتُ من خبزة البدر بخصلة نور أسدُّ بها ظلمة الحنين.

 

بجفونك.. سأدثِّر جسدي المبرود، وسألوِّح بيدي كلتيهما للعصر الجليدي الخائب: "وداعًا غير مأسوف عليك".

 

سأداعب أسراب النوارس فوق عتمة الغيم، وسأجني الغيثَ الباسم بلا رعود، ولا بروق!

أخيرًا.. ستنتصر الألوان..

فتضحك زرقةُ السماء..

وتتبرَّج خضرة الأرض..

وأعانِق الشمسَ!

حبيبك: .......".

جمال الخطِّ صار يثير غثيانه، ورونق العبارات يستجلب قيئه!

إنَّه خطه عينه! والرسالة هي نفسُها التي كتبَها بيده!

أمسى جسده كتمثالٍ من الجرانيت، لم يلبث أن تداعى تحت وقع الضَّربة المهولة كثيبًا أهيل من رماد عتيق.. تَذروه الرِّياح.

 

• ما الذي تبحث عنه في محفظتي؟

لم تكن المرة الأولى التي ينتهك فيها خصوصيَّات أخته؛ محفظتها، جيوب ملابسها، دولاب أغراضها، أدراج مكتبها...، كان يَعتبر هذا العمل إجراء ضروريًّا للحفاظ على سُمعة الأسرة، التي يرى نفسه مسؤولًا عنها بدرجة كبيرة، باعتباره الأخ الأكبر.

 

فح في وجهها وهو يلوح بالرسالة (مخبرًا لا سائلًا):

• مَن أرسل إليك هذه؟

 

بنظرات لا تطرف، وبصوت هادئ:

• أنتَ!

خشخشة نعلِ والدته التي تقترب من الغرفة، حالت بينه وبين قهر وقاحتها.

••••••


بعد لأيٍ.. أبصره وسط (شلته) في كامل سعادته، غارقًا في قهقهة تتبدى معها أقاصي أضراسه.

بعيدًا عن الأنظار حيث دعاه، ودون أي مقدمات.. أخذ بتلابيبه، ضغطَه مع الجدار،

بصوتٍ كالزمزمة يتطاير معه رشاش البزاق:

• يا...، أهذا جزائي؟! يا... ترسل الرسالةَ التي كتبتُها لك إلى أختي؟!

صمتَ قليلًا ليستردَّ أنفاسه المبهورة، ثمَّ أضاف:

من بين العشرات الذين كتبتُ لهم، أنت آخر مَن توقعتُ منه أن يفعلها يا...

بصعوبة.. تخلَّص الآخر من قبضتيه، دفعه بعيدًا.. بصوت أجش:

• هل تعرف فلانًا؟

• أعرفه.. ما به؟

• هل تَذكر الرسالة التي كتبتها له؟

أجابه وهو يستحثه بكفَّيه أن يسرع، فلم يَعد لديه صبر على تأديبه:

• هات من الآخر، ماذا تريد؟

.. صارخًا:

• لقد وجدتُ الرسالةَ عند أختي!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
4- قراءة من قراءات الكبار..
محمد حسن جباري - الجزائر 03-01-2016 08:26 PM

الأستاذة الفاضلة سلمى:
لست أبالغ إن وصفت قراءتك بأنها من جنس قراءات الكبار.. غوصا في أعماق المعاني، و قراءة لما بين السطور، وما خلف السطور.
لشد ما أعجبني استنطاقك للرموز، و اكتشافاتك لمواضع التناص..
حقا.. قراءة ماتعة، وتعليقات في الصميم.
بوركت.. شكرا جزيلا.. ودام هطولك.

3- نفعنا الله و إياكم..
محمد حسن جباري - الجزائر 03-01-2016 08:21 PM

الأخت الفاضلة سيلينا..
نفعنا الله تعالى و إياكم بما نكتب..
سعيد جدا إذ أعجبتكم قصتي و أسلوبي المتواضعان.
دام مرورك و فيض قلمك.
شكرا جزيلا.

2- كما تدين تدان
selma - Algeria 03-01-2016 06:08 PM

في الحياة يمر الإنسان بكثير من التجارب والتي تبقى راسخة في عقله ويتم تداولها على شكل حكم على مر التاريخ , منها حكمة ''كما تدين تدان و''وحكمة ''جزاء سنمار ''.والتي نجدها تحمل نفس الفكرة التي جسدها الكاتب في قصته المشوقة ''سنمار وقصر من الزجاج''.
سنمار وقصر من زجاج هي قصة تربوية تقدم لنا حكمة وموعظة حسنة ''كما تدين تدان'' والتي اقتبس اسمها الأول من قصة المهندس الآرامي العراقي سنمار الذي بنى قصر الخورنق الشهير , ولكنه وككل كاتب أضاف لمسته الخاصة وهي كلمة الزجاج والتي وبكل تأكيد تخدم موضوعه بقوة , الكاتب يريد أن يوصل لنا من خلال كلمة الزجاج فكرة أن عرض صديقهم مكشوف للعلن حاله حال الزجاج الشفاف والذي لا يستر البيت إذا صنع منه بسبب ما تفعله أخته وهو لا يدري , وربما أيضا وربما يدل الزجاج هنا أيضا على سهولة الكسر وأنه إذا كسر فصعب أن يردع مثل الأول لذا فيجب عليك أن تحاسب نفسك ألف مرة قبل أن تقترب منه وتكسره , والاحتمال الآخر أن الكاتب يريد أن يقدم لنا فكرة أنه إذا كان بيتك من زجاج فلا ترشق الناس بالحجارة .والموعظة الدينية التي تقدمها القصة التربوية هو أن المؤمن إيمانا صادقا يجب أن يحب لأخيه ما يحبه لنفسه.
بالرجوع للأسلوب والذي نجده أسلوبا مشوقا جميلا فقد استهل الكاتب قصته بصيغة المتكلم وهذا ما نلاحظه في البداية أما صوت الكاتب فهو الغالب على النص باستعماله لأسلوب سردي مشوق استعمل فيه أسلوب الحوار
في الأخير أقول إن القصة جميلة تربوية معبرة , وتستحق الإعجاب حقا من خلال ما تحتويه من حكمة وعبرة وفقك الله لما يرضاه ومزيدا من التألق والإبداع , تحياتي لك والسلام عليكم.

1- تعليق لقصة سنمار
Silina - Algeria 03-01-2016 03:48 PM

قصة جميلة جدا وأسلوب رائع وتحمل حكمة بارك الله فيك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة