• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

جولة في أعالي المحروسة (1)

جولة في أعالي المحروسة (1)
رياض منصور


تاريخ الإضافة: 27/7/2015 ميلادي - 10/10/1436 هجري

الزيارات: 3639

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جولة في أعالي المحروسة (1)


  

 

النَّاس في بلدي طيِّبون؛ فما إن تفتح لأحدهم بابَ الحديث وتستقبله بابتسامة مغلَّفة ببعض الثَّناء، حتى يهش لك ويبشَّ، ويفتح لك بدوره أبوابَ قلبه الثَّمانية؛ لتلِج بسلامٍ إلى سويدائه؛ مِن أيِّ بابٍ شئتَ.

 

ومِن ذلك أنِّي جلستُ في أعالي الجزائر العاصمة، أمتِّع ناظري بزُرقة البحر وهدوئه وامتدادِه، وبالبواخر تتحرَّك بنشاط ومرحٍ على ظهره، حتى يُخيَّل إليك أنها صَبايا تلهو وتُمارس لعبتَها المفضَّلة في مواسم البراءة.

 

وأنا على تلك الحال إذ قَطع عليَّ سِحرَ المنظر شابٌّ حسَن الوجه بهيُّ الطلَّة قويُّ البِنية، تراشقنا بابتسامات، وبعد سماعِه كلمات عطرات منمَّقات ارتاحت نفسُه وأرخى لسانَه، فقال: أراك تُحسِن اصطيادَ الأماكن.

 

وسَّعتُ له في المجلس، ومستأنِسًا بحديثه أجبتُه بسؤال: لماذا؟


قال: شخصيًّا أُفضِّل هذا المكان، أجلس فيه كلَّ مساء وحدي؛ أهزُّ شجرة الذَّاكرة فتَسَّاقطُ عليَّ أحلام الطُّفولة ومغامرات الصِّبا... ولكن هذه أول مرَّة أراك هنا، ويبدو لي أنَّك...

 

قاطعتُه: نعم، أنا سائح، ولهجتك العواصميَّة - سيِّدي - اختصرَت عليَّ الطَّريق.

 

تكلَّم بصوتٍ أشبه ما يكون بشَقْشقة العصافير: أقيم هنا... وهنا أقام أبي وجدِّي من قبلي.

 

• لا بدَّ أنك فنَّان... قلتُ هذا، فنظر إليَّ مستغربًا.

 

فشرعتُ أشرح فكرتي: انظر أخي؛ مَن أصبح على نسيم الجبل وأمسى على نسيم البحر، يُدغدِغ سمعَه صوت الحسُّون، وتُعالج بصَرَه وأعصابه زُرقةُ البحر ومداه... مَن كانت هذه بيئته لا بدَّ أن يَبرع في فنٍّ من الفنون، لا بدَّ أن يَبزغ نجمه في سماء الإبداع.

 

حكَّ ذقنَه.. صمتَ بُرهة.. أخرج تنهيدةً من أخمُصِ قدميه! ثم قال: صدقتَ؛ فأنا فنَّان والمنطقة تعجُّ بالفنَّانين والكتَّاب والشعراء، والمبدعين والموهوبين...

 

ها، كدتُ أنسى؛ هذه المنطقة التي تحملنا على ظهرها تسمَّى السيدة الإفريقية، "notre dame d Afrique" وهناك في الأسفل "بولوغين"، وذاك الجبل يدعى"بوفريزي"، ويمكنك التَّمتع أكثر إذا اتَّجهتَ إلى بوزريعة عبر هذا الممرِّ الضيِّق الذي يخترق حيَّ "سيدي بنور".

 

نزع نظَّارته الشمسيَّة، ثمَّ أشار بأصبعه إلى البحر:

• أترى هذا الحوض؟ هذا يسمَّى حوض الجزائر المحروسة، ولولا الضَّباب لرأيتَ "رأس ماتيفو"، ومِن ورائه شواطئ مدينة "بومرداس"، فتَسعَد عَيناك لرؤية حوضين مُتعانقَين متحابَّين بصدق، لا تقوى أعتى الأمواج على التفريق بينهما.

 

إيه! صدَق من شبَّهها بـ "ريو دي جانيرو".

 

كنتُ أصغي إليه وأتابع إشاراته وإيماءاته بكل دِقَّة، فقد سحرَتني الطَّبيعة العذراء، وسحرني كلامُه أيضًا.

 

تقدَّمتُ قليلاً إلى الأمام، فوقعَت عيني على بيوت من القصدير وقد التصقَت كالفطريات بالجانب الأيسر من الجبل.

 

قلتُ: وهذه سيدي؟

آه!

... يتبع.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- شكر وتقدير لشبكة الألوكة
رياض منصور - الجزائر 04-08-2015 07:13 PM

شبكة الألوكة الغالية ....لك مني كل الثناء والتقدير ، بعدد قطرات المطر ، وألوان الزهر ، وشذى العطر ، على جهودك الثمينة والقيمة ، من أجل الرقي بمجتمعاتنا المسلمة .

2- هي هي ...
رياض منصور - الجزائر 04-08-2015 06:57 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي ربيع ...حياك الله وبياك .

هي هي ، أو هي إياها .

سافرت بي صديقي العزيز ، من المحروسة الجزائرية ،وريو دي جانيرو البرازيلية إلى :

زمن جميل ، حضرت فيه أقلام نعشق حبرها،ومدن نتألم لحالها اليوم،

"البصرة والكوفة "

"سيبويه والكسائي"

" مجلس يحي بن خالد وولده جعفر والفضل"

" الأحمر والفراء"

"أبو فقعس وأبو زياد وأبو الجراح وأبو ثروان".

أخي ربيع لك الخير كل الخير .
ودي لك وتحاياي .

1- أين ريو ديجانيرو منها؟
ربيع شملال - الجزائر 03-08-2015 08:10 PM

أستاذي؛ لا أتفق معك في تشبيهها بريو ديجانيرو أو أي مكان آخر.

هي هي..أعالي العاصمة الجزائرية، لها سحرها الخاصّ وطابعها الفريد، ولكل مدينة زوايا مشرقة تتميّز بها عن غيرها..

أسميها أعالي المحروسة ولا أزيد.

هذا رأيي، وأظنّه لا يغضب أستاذي.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة