• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

خيط رفيع (قصة)

أحمد كمال أحمد محمد


تاريخ الإضافة: 18/6/2015 ميلادي - 1/9/1436 هجري

الزيارات: 3609

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خيط رفيع


كقطَّة صغيرة بين كلاب جائعة، استيقظت صباح على مذكِّرة مفتوحة على كلمات مُشوشة، أحسَّت خِدرًا في عقلها، حاولت الحبْوَ ناحية صنبور المياه فلم تَستَطِع، نظرَت لأصابعها فوجدت آثار الكتابة، نفضَتْ رأسها بقوة كعصفور مُنكمِش بعد خروجه من وحل، ما عادت تشتهي ركوة الصباح، طنين يَضرِب ذاتها، بالكاد مدَّت يدها لتُخرج مرآة حياتها من معطف الماضي، بعين زائغة تتلصَّص على ماضيها المُهترئ، جدران قلبها ما عاد يَحتمل ضربات جديدة، كانت الذكرى مخيفةً حين علمت أنها باتَت ثلاث ليال بجوار قبْرِ أُمِّها، تَصحو على صوت الألم، وتَغفو على أحجار المصير، خطيبها المُنتفِش ترَكَها بعد ضائقتهم المادية، وأب عقور يَسيح في ساحات العتَه، وصغار كالجراد لا يَكفيهم الفتات، أعتاب الجامعة ربما لا تجدي في بناء كوخ يَسترهم، والعمل يحتاج بسمات مُصطَنعة، وأنّى لمُنتكسة أن تتكلَّم فضلاً عن التبسُّم؟! كشريد يَخاف النظرات خرجَت تُجرجر المأساة، يستجدي وجهُها الهضيم أصحاب المحلات للعمل، لكن هراوة الرفض كانت قوية، أسراب الهمِّ تُخيِّم عليها، ترقب بعينها كيسًا يُداعبه الهواء، قبضت عليه بيدَيها النحيلتين، وعلى أكوام القمامة اختلط دمعها ببقايا الطعام، لملمتْ فُتات الطعام لكنها لم تُلملِم روحها، زحفَت نحو ساحة المجاعة، إخوة تهضم أمعاؤهم الحديد، يُمزِّقون الأكياس، كانت روحها تتساقط كأوراق الخريف، ومطرَقة الذكرى تضرب رأسها بقوة، ولم يوقف الضرب إلا صوتُ والدها المخمور، يَنهشها بعينيه الغاضبتَين، وينزل عليها بيده وهو يُفرغ جوفه، لماذا تتأخرين في الخارج؟ يبدو أني لم أُحسِن تربيتك، سقطت آخر ورقة من روحها على بقايا أكياس ممزَّقة، وصورة والدها تقترب أكثر فأكثر، فاضت روحها لتَلتحم مع الصورة، وتترك الصغار يتناثَرون مع الأكياس.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة