• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

أشرعة الرحيل (قصة)

أحمد كمال أحمد محمد


تاريخ الإضافة: 11/6/2015 ميلادي - 23/8/1436 هجري

الزيارات: 3835

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أشرعة الرحيل


حقيبة داكنة كنفسه المتهرئة، حشاها فُتاتَ واقعه لتكفيَه مؤنة الرحيل، أوراق ستكون غذاء للذِّكرى! وقلم قد يشتري به حياته، غلَّف بساط الرحلة بالأمل، وحين وصل لشاطئ المستقبل، وجد وجوهًا في بحر القهر لا يعرف كُنْهَها، جرجر قدميه ليركب السفينة، ومن بعيدٍ سمع صوت الرحيل، نقطة تلوح في الأفق في الجهة المقابلة، تلعن الولوج في نفق المستقبل، لافتة مكتوبة باللون الأحمر: ساقٌ واحدة لا تكفي للعيش في غابة المستقبل، طرَق بوابة الترقُّب، وجَد الحراس ترتدي أقنعة ذئاب، ونوافذ تُرسِل وميضًا من النفاق، وجوه كالحة، ورؤوس مطأطئة من الخنوع، طنينٌ يضربُ برأسه، لم يقطعه إلا لفيف من ضِخام السلطة، يجرجرونه لمستنقع العبيد، بصق عليه أحدهم وهو يفرغ جوفه قائلاً: من اليوم أتربة الأحذية هي لحافُك، وكسرة العيش لا بد لها من ضريبة التسليم، وإن أردتَ أن تُفلِتَ من هِراوة العذاب، فمزِّق داخلك دفاترَ التمرُّد، نكَّس رأسه فأطل قلمه يرتعش، قال لصاحبه: أوردتنا المهالك! نقر بإصبعه على عظام قلبه نقرًا خافتًا رتيبًا، وهو يردد بصوت محموم: سلام على الماضي! انتفض القلم من جديد، وقال: لِمَ لا تجعل حبري دماء جديدة تروي أرض التغيير؟ فردَّ صاحبه: وما يُجدي التعبير كأجساد بالية، وقلوب خاوية؟! فقال القلم بحكمة: اغمسني في دواة الإصرار، وستجد اشتعال النار!

 

عسعس الليل، فدلف إلى ساحة العبيد، طرق جدران قلوبهم المتهالكة، رمَّمَها بإصراره، وسلمهم أسلحة التمرد، وأعطاهم إشارة البدء بكلمة قلمه المشهورة: من جرب عيش المتن، لا يرضي بسجن الهامش!

 

شعر الجنود بحركة مريبة تدبُّ دبيبًا بين العبيد، استدعوا قائدهم، كانت رائحة التغيير تفوح من صدر الوافد الجديد، قيَّدوه، واقتادوه لمشنقة التمرُّد، وقبل أن يضرب الجندي عنقَه كانت سيوف العبيد أقربَ إليه، اختلطت الدماء بحبر القلم، كانت بقعة تزداد في ساحة الدماء، بقعة الدموع الممزوجة بنشوة الانتصار من الوافد الجديد، كانت بسمة تلوحُ على شفتَيْه وهو يشكر قلمه، لكن سيف الانتقام كان أقرب لصدره، ارتطمت رأسه برأس القلم، نظر لسماء لم يرَ ملامحَها من قبل، وهو يُتمتِمُ: إن أردت خلع حذاء الذل، فلا بد أن ترتدي تاجَ التضحية!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة