• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

يطلب الآخرة!! (قصة قصيرة)

محمود سلامة الهايشة


تاريخ الإضافة: 17/11/2009 ميلادي - 29/11/1430 هجري

الزيارات: 9240

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
يا فندم، وصلتنا شكوى وطلب غريب من أحد المواطنين!
كيف هذا؟ أين هذه الشكوى؟
تفضل اقرأ هذه الورقة.
فأمسك رئيس المدينة الشكوى وبدأ يقرأ ما بها، الوجوم يبدو على وجهه، إلى أن انتهى من قراءتها، نظر لمدير مكتبه: سبحان الله!
الناس تبحث عن مكان لتسكن فيه وهذا الرجل يطلب أن يتملَّك قبرًا يُدفن فيه!

فعلاً يا فندم شيء غريب جدًّا! فأنا أعمل في مجلس المدينة منذ أكثر من عشرين عامًا، وأستقبل يوميًّا طلبات الناس وشكواهم، ولم يقابلني مثل هذا الطلب الغريب!

اذهب الآن بسيارة المجلس إلى عنوان هذا الرجل، بالتأكيد سوف تجده في بيته، وعندما تقابله أبلغه سلامي واطلب منه أن يحضر إلى مكتبي لكي أقابله، وأحضره معك بالسيارة، وإن لم يستطع القدوم معك اتركه وأنا سأذهب إليه.

إن شاء الله، لن أتأخر.

مرَّت ساعة ونصف، فوجد رئيس المدينة مدير مكتبه يقف أمامه وبصحبته رجل عجوز، فقام منتفضًا من على كرسيِّه: أهلاً وسهلاً عمّ زكريا، صاحب أغرب طلب قابلني في حياتي، فسلَّم عليه وأجلسه، وجلس أمامه: ما شاء الله لا يبدو عليك أنك تخطيت الثمانين.

الحمد لله يا فندم، عمري الآن اثنان وثمانون عامًا، وقد قدمت طلبًا لمجلس المدنية أطلب تخصيص قبر داخل مدافن المدنية؛ لأني لا أملك مدفنًا خاصًّا بي، فأنا كما ذكرت لسيادتكم في طلبي ليس لي أقارب من أهالي تلك المدينة، فجميع عائلتي يعيشون في مدينة تبعد عن هنا خمسمائة كيلو، وجميع أولادي كبروا وتزوَّجوا وسافروا إلى خارج مصر للعمل، وتركوني وحيدًا، فأخشى أن أموت في أيِّ وقت ولا يجد جيراني مكانًا يدفنوني فيه، ولا أريد أن أُدْفَن في مقابر أحدٍ منهم، يكفي أنهم سوف يدفنوني في تلك البلدة التي أحبها!

فعلاً، هذا هو الكلام الذي كتبته في طلبك، وأنا منذ أن قرأته وأنا متأثِّر بشدة بهذا الكلام، لي عندك سؤال يا عمّ زكريا: أين زوجتك؟!

توفَّاها الله منذ ثلاثين عامًا، وأنا أعيش وحيدًا الآن ولا أملك إلا معاشي التقاعدي، الذي يكفي بالكاد مصاريف الأكل والشرب والدواء.

سؤال آخر - ولن أثقل عليك -: لماذا طلبت هذا الأمر الآن وليس سابقًا؟!
فنظر إليه والدموع تغرغر في عينه: يا فندم، إني منذ عِدَّة سنوات وأنا أحاول أن أمتلك قبرًا، وبالتحديد بعد ما أُصِبت بأوَّل جلطة، ولكن للأسف لم أستطع؛ فكل عام تزيد أسعار الأراضي في المقابر لضيق المساحات وزيادة الطلب لزيادة الناس، وتزيد تكلفة بناء القبر الواحد، وقد حاولت شراء قبر جاهز، فوجدته غاليًا جدًّا، وإني أريد أن أمتلك قبرًا من الآن وأكتب عليه اسمي، وأخبر جيراني في السكن وأصدقائي في المنطقة والمسجد بمكانه، حتى إذا متُّ في أيِّة لحظة، غسَّلوني وكفَّنوني وصلوا عليِ ودفنوني فيه.

ثم استطرد عم زكريا:
ربنا يسترك يا فندم أعطني قبرًا وحقِّق طلبي؛ حتى أرتاح وأكون مطمئنًّا بأني سأجد مكانًا أدفن فيه، وحتى لا أدفن في مقابر الصدقة والإحسان!

كل ذلك ورئيس المدنية جالس ومدير مكتبه يقف بجواره، لا يستطيعَا التفوُّه بكلمة واحدة، وعلامات الحزن والأسى تبدو علي وجهيهما متأثِّرين بكلام هذا الرجل العجوز، فكلامه يخرج من قلبه، فهو أتى ليطلب قبرًا ولا يبتغي شيئًا من عَرَض الدنيا! ثم وقف رئيس المدنية وهو يحاول أن يبتسم في وجه الرجل: إن شاء الله يا عم زكريا أسبوع - على أقصى تقدير - وسوف يتحقق طلبك بامتلاكك قبرًا!




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
5- من أروع hgقصص
cow boy - مصر 23-11-2010 07:41 PM

بجد من أكتر القصص التى هزتنى فى كتاب إنها حبيبة ... موفق دائماً وإلى الأمام

4- رحمة ربنا
نادية كيلاني - مصر 21-11-2009 05:33 PM
يبدو أن هذا الرجل صادق فى أمنيته لذلك مد الله فى عمره حتى يتحقق مطلبه

لكن رئيس المدينه لم يقدر قيمة الوقت فى هذه الحالة وسوفه أسبوعا

لماذا ليس فى الحال ؟

على كل حال سيمد الله فى عمره اسبوعا وأكثر
3- خيال المؤلف
الإسم .. - مصر 21-11-2009 05:26 PM
... ليس غريباً أن يحاول الناس أن يتملكوا قبوراً، فذلك طبيعي جداً في مصر، الغريب فعلاً أن يقرأ مسؤول ما شكاو ي ومطالب الناس ناهيك عن الإهتمام بها .. أما مقابلة رئيس المدينة للمواطنين فذلك ما يعد من شطحات المؤلف أو من آماله التي يعيش علي أمل أن تتحقق .. أما الفقرة الخاصة بارسال سيارة المجلس لإحضار "عم زكريا" من بيته وقيام رئيس المدينة منتفضًا من على كرسيِّه للترحيب بصاحب الطلب فله عدة دلالات .. يؤكد أولها أن المؤلف لا يعيش في مصر منذ فترة طويلة جداً.. فهي حدوته صبغتها بألوان الكبار ..
2- حقيقة لا مفر منها
عفاف - مصر 18-11-2009 11:32 AM
كلام عم زكريا صحيح فالمقابر غالية جدا ، ولا يستطيع الشخص الفقير أن يمتلك قبرا
وكثير من الموتى تدفن فى مقابر الصدقة ، ولا توجد هنا رحمة بالاحياء فما بالكم بالاموات ، ان الغسل بالفلوس وحمل الموتى الى المقابر بالفلوس والدفن بالفلوس وفى اى اتجاه لايعرفون قبلة ولا غيره ، ان اهم شيىء عندهم هو كم ستدفع ؟ ولكننا نعزى أنفسنا ونقول إنا لله وإنا إليه راجعون ، ونقول ايضا مقولة ( لا يضير الشاة سلخها بعد ذبحها ) وندعو الله أن يرحمنا ويغفر لنا ذنوبنا ، إنه ولى ذلك والقادر عليه
1- سبحان الله
أبو ناصر - اليمن 17-11-2009 08:02 PM
أصبحنا ونعمتك نجر أذيالها ونسرف آمالها , اللهم فارزقنا شكر نعمائك والصبر على بلوائك _
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة