• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

زفرات

أحمد كمال أحمد محمد


تاريخ الإضافة: 11/3/2015 ميلادي - 21/5/1436 هجري

الزيارات: 4586

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

زفرات


حُمَم تشتعل في جدران قلبه، وغيمة مباغتة تكسو وجهَه، حين قلَّب في دفاتر قلبه، ما أصعب أن تضحك ساخرًا من طيبتك، ضحكةً ممزوجة بملح الذهول، يقلب الصفحات تلو الصفحات، فتعتريه رعشةُ القهر، على سطح القلب تطفو صورة قاتِمَة لأقاربه، حين قرَّب منها مصباحَه توالَت الذكريات، يحمل لهم فوق كتفِه شَهْد القرب، وهم يشعلون في قلبه دخانَ البعد، يدَّخر لهم بسمات قلبه الحنون، وهم يوزعون على عقله حقدَ النظرة، وينثرون على مجيئه فُتات الخيبة، يلوون على إقصائه حتى لو قدَّم لهم كفن حسنِ الظن، أطفأَ مصباحَه حين هاجمَته جيوش الكلمات لترفع راية كتب عليها، يكسرون شراع قلبك وما زلتَ تتشبَّث بإنقاذهم لك من الغرق، نزل مصباحُه على سلالم الطيبة لقيعان القلب، كان ضوء المصباح يرتجفُ من وجوهٍ لوَّثتها المصلحة، تغلف لهم قلبك بالمحبة، فيضربون رأسَك بهراوة التهميش، يحملهم على صهوة رضاب، ويدمون قلبَه بسهامِ النقد، يدقُّون بابَه في سمر الثرثرة، ويختبئون منه في سرادق الأفراح، لم يكن هشًّا ولا ضعيفًا، إنما القلب عوَّده على الطيبة التي مزّقت شرايين قلبِه، ولم يسعفه إلا دمعاتٌ خفَّفَت جلطةَ الوجع، لكن حبل الفجيعة ما زال يضربُ حول أفكاره، التي يروضها كلما هاجَت بتدينه المستكن في مَسام قلبه، كانت تنهش عقلَه الأسئلة، أيترك قلبَه رطبًا بين أحجار الواقع، أم يغمسه في لُجَّة التجاهل؟ كانت عينُه تنقر على الواقع الأليم نقرًا خافتًا رتيبًا، لم يسكته إلا صوت طفلته الصغيرة التي اقتحمَت ساحة وجعه ولم يحسَّ بها، تركَت صغيرتُه البابَ مواربًا فتسلَّل منه صوت المنشد: سلامٌ على الماضي، وقبل أن يمشى علي شوك الكلمات، كانت صغيرتُه تقلب في القرآن الكريم؛ ليستقر نظرُه على قوله تعالى: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾ [الزمر: 36]، قال بصوتٍ محموم: بلى يا رب، أفاق على وجوهٍ جديدة لم يرها من قبل، صفوف من جنود الكتب تحت إِمْرته، وطفلته تحاكي القمرَ جمالاً، نفض عن عقله غبارَ الماضي، وأغلق خزانة الوجع، ومسح دمعاتٍ ملأَت مآقيه، وقال في ثقة: لَم تُمِت الجراحُ قلبًا تعلق بالله، وفي ساحات النهايات يميز الله النيات، احتضن صغيرتَه وهمس في أذنها: لا تخافي يا صغيرتي، نافذة قلب والدك أصبحَت متينة لا تقبل بكسرها من جديد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة