• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / مع الكُتاب


علامة باركود

ذيل وحي القلم للرافعي (1) جنود سعد

وائل حافظ خلف


تاريخ الإضافة: 22/12/2014 ميلادي - 29/2/1436 هجري

الزيارات: 6410

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ذيل «وحي القلم» للرافعي

مقالات كتبها الأديب الأكبر أبو السامي مصطفى صادق الرافعي

ولم تنشر مع ما نشر في «وحي القلم»

 

المقالة الأولى

عجيبة لغوية

«جنود سعد»

استفاض بين الناس أن معالي سعد باشا[1] ذو جنود.. وأنه هو وقَبِيله يطلقون اسم «جنود سعد» على فئة أمده الله بها تنصره بالرعب وتبتلي خصومه بالأذى وتتدسس إلى مكروههم بأنواع البلاء، وهم طائفة الشر في خيره، وجنود الحرب في سياسته، على أنهم لا ينشرون دعوة الإسلام، ولا هو بالجهاد في سبيل الله، ولا هو بحرب الرأي والعقيدة تحت لواء من جناحي جبريل يبسطه على المشرق والمغرب.


ونحن وإن كنا نكبر سعد باشا ونكبر ونهلل لجنوده غير أننا لا نرضى له أن يسمي طائفة من قومنا بـ«جنود سعد»، ونحن من أهل هذه اللغة العربية ومن الساعين في نشرها وإثارة دفائنها، فإن المطلع على اللغة يعلم أن تلك التسمية من أقبح ما يسب به، وكأن الله تعالى إذ علم أنه سيجريها على لسان سعد باشا خلق الرد عليها وقذف به في أفواه العرب قبل أن يولد معالي الرئيس بأربعمائة وألف سنة، وكانت الكلمة في عالم الخلق يوم كان معاليه في عالم الذر.


فلقد كان العرب من جاهليتهم إلى إسلامهم إلى عجمتهم يطلقون لفظة «جنود سعد» - التي يفخر بها اليوم معالي الرئيس – على الحشرات والهوام المؤذية التي يجيء بها الصيف وينشر بها اللذعات واللسعات والمؤذيات، إلى ما يجلب الأمراض ويدني العلل وما عسى أن يكون سببًا في وباء مجتاح أو بلاء يحلق الناس حلق الشعر.


نقل الجُرْجاني[2]في كتاب «الكنايات»[3] المطبوع بمصر مع «كنايات الثعالبي»[4]صفحة 130، قال: العرب تكني عن الحشرات بجنود سعد، ثم علل ذلك بقولهم: إنهم يريدون سعد الأخبية (وهو من منازل القمر)، قال: لأنه إذا طلع انتشرت الهوام[5]!!!


قال الشاعر:

قد جاء سعد مؤذيًا بشرّه
مؤذنة جنوده بضرّه

 

وفي رواية: «بحرّه»، ولا وجه لها، وإنما هو تحريف.


فلنتقدم إلى معالي الرئيس أن يعفي قومنا من هذه التسمية، ويختارَ لهم غيرَها، إلا أن يكون معاليه من كبار علماء اللغة وأهل الاطلاع والتحصيل وقد عثَر على هذه التسمية فابتعثها ليعلم الناس أن القدر كما ينزل من السماء على الناس يدب إليهم بهؤلاء الجنود من بيت الأمة (بيت سعد باشا).


وأرجو أن لا أكون قد جنيت على اللغة بهذه الكلمة فيقابلها القوم بقولهم: لا لغة إلا سعد!!!



[1] يعني: سعد زغلول.

وقد نشر الرافعي هذه المقالة في جريدة «الأخبار»، ونقلها مذموم في الرسائل، وخبّر أنه لما اشتد الخلاف بين سعد زغلول وبين خصومه اتخذ له من أنصاره فئة أطلقت على نفسها اسم «جنود سعد»، يُرهب بها خصومه وينتقم منهم بها. وما أكثر ما نال الأبرياء من هذه الفئة!

وكان ممن وقع عليه الأذى أمين بك الرافعي، فشق ذلك على أبي السامي، فكتب كلمة عن هؤلاء الجنود في جريدة «الأخبار» ولم يكتب اسمه عليها...

ومع ذا فقد عرف أكثر القراء لمن هي، إذ لا يخفى على أديب أسلوب صاحبها.

وقد قال الرافعي في بعض رسائله: إن «جنود سعد» عرفها الأكثرون، وطارت في السماوات العالية بين الوزراء وغيرهم، ولا أدري من أشاعها....

[2] هو أبو العباس أحمد بن محمد، المتوفى سنة اثنتين وثمانين وأربع مئة (482هـ). (و).

[3] اسمه على التمام «المنتخب من كنايات الأدباء وإشارات البلغاء». (و).

[4] اسمه «الكناية والتعريض». (و).

[5] عند الجرجاني من الزيادة: «وخرج منها ما كان مختبئًا». (و).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة