• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

هناك فرق ( قصة قصيرة )

هناك فرق ( قصة قصيرة )
هارون محمد غزي


تاريخ الإضافة: 26/11/2014 ميلادي - 3/2/1436 هجري

الزيارات: 4886

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

هناك فرق


كنت كبيرَ المفتشين الماليين، وأطلقوا عليَّ اسمَ الحنبلي؛ لإلزامي لهم بشدة الانضباط، وسرعة إحالتي الراشي، والمرتشي، والرائش للنيابة العامة، أو الإدارية.

 

وانتشر ما عرف عني من أني أحارب الرِّشوة، وأكره المرتشين كرهَ العمى.

 

اعتقل آخذُ البصمات كفِّي، وتمتم:

♦ اترك نفسك يا سيد.

 

لصق أناملي واحدًا بعد الآخر على مسطَّح حديدي أملسَ، مطليٍّ بحبر أسود سميك لزج، ثم جمع أصابعي، وغمس بنانها معًا في هذا السواد اللاصق.

 

لم يحرم شمالي مما لطَّخ يميني.

أخيرًا أطلق سراحي، وهو يُومِئ إلى الحوض العام.

متعدد الحنفيات، رصعت البصماتُ حوائطَه وأركانه الإسمنتية.

فاعلوها مذهبُهم: توسيخُ الجدران، تنظيفٌ لليدين.

ويثنون بمسح أصابعهم بخرقة خلقة مغموسة في الكيروسين الخانق الرائحة.

ويثلّثون بغسل أيديهم ببقايا قطع صابون، بيضاء أو سوداء مما يستعمل في تنظيف الأرضية.

 

أنا مستغرق في تأمل هذا التخلُّفِ، ويداي منتصبتان حذوَ جانبي بعيدًا عن ملابسي، إذ بمن يربّت على كتفي برفق، فالتفتُّ لأجد عاملاً بالأدلة الجنائية، أسنانه صفراء مشوبة ببنّي، ابتسامته برحابة شدقيه، يشير لي:

♦ من هنا يا باشا.

 

لم تسعفني ذاكرتي بسابق معرفته.

 

دورة مياه نظيفة، وأحواض غسيل مرمرية لامعة، ناولني صابونة معطرة جديدة بعد أن نزع غلافَها المزخرف.

 

أغسل يدي وحدي في هذا المكان الخاص.

 

حدثتني نفسي: "لابد من إكرام هذا الشخص فهو ألزم نفسَه بما لم يكلَّف به وظيفيًّا، وجنّبني انتظار دوري في الزحام عند حوض الغسيل العام، ولم يطلب مني شيئًا، إن حرمانه من الأُعطية ظلم وقلة ذوق!

 

لمحت في الطرقة (غريب المالح) أحد رجال إدارتي يدخِّنُ وينظر إلى الأرض، لعله حضر لمصلحة.

 

مددت يدي في حياء، وأنا أقول:

حاجة بسيطة لأجل ذوقك اللطيف، فأسرع إلي تلقفها بفرح ظاهر وفردها؛ ليجدها جنيهًا! حركها في الهواء في غبطة واضحة.

 

دخل عليَّ مكتبي (غريب المالح) ولمحت خلفَه خارج بابي مجموعة من الموظفين يكتمون ضحكاتهم.

 

والمالح يقول:

خسرتنا الرهان يا باشا!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة