• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

عين الحكمة ( قصة )

محمد صادق عبدالعال


تاريخ الإضافة: 17/11/2014 ميلادي - 24/1/1436 هجري

الزيارات: 7144

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عين الحكمة


عين الحكيم التي ترى الأشياء من حيث يَغفُل عنها المبصرون، جعلتْه يحمل بين طيات ثيابه أوراقًا بحجم القصاصات، وقلمًا يلازمه في كل طريق؛ فشاع أمره بين الناس، فوقَّروه وكنوه بـ (حكيم المدينة)، عَلِم بالكنية، فابتسَمَ لها، وزاد اجتهاده.

 

وبينما هو مطلع من نافذته العليا يستبصر، لمح بعين العابر عجوزًا فانية، قد استحوذت بوضع اليد على ظل شجرة منسية بيمين الطريق، فقال في نفسه: (تسول!) ربما لجحود الولد، أو لحيف الدهر، ومداولة الأيام، لكن ما رآه منها قد حَيَّره؛ "كانت إذا مر بها الغني المترف، يركب السيارة الفارهة، أو يستخدم قدميه مللاً من ترف النعمة، ولَّت بوجهها عنه، ونظرت للسماء بافتخار وتسامٍ حتى يضيع بين سَوَاد الناس، وإذا مر بها الفقير المُعدِم أو الذي لم يزخر بالمال جيبه، ابتسمت في وجهه، وتهللت له، فتعجَّبَ لما يراه؛ فالعكس أصح أن يُؤتى".

 

ربما هي جديدة في مهنة التسول، لا تعرف كيف تستعطف الناس، أو تؤتى ما في جيوبهم والحوافظ! انصرف عنها، وفي اليوم الذي تلا يومه رأى منها ما رأى البارحة، فتعجَّب، وتحير، وتعاظم عليه بكنيته التي يحملها ألا يعرف مقصد العجوز المنصرفة عمَّن بيده العطية، إلى مَن لا يملك قوت يومه إلا بالكاد والتناحر.

 

دعاه التطفل إلى إنقاذ ماء وجهه المبذول - مخافة أن تكون الحكمة قد تركتْه، وانصرفت لغيره - بأن يُقبل عليها، ويسألها عن سبب لما يراه منها، ابتسمتْ، وقالت له: بِمَ أعطاك الناس لقب حكيم المدينة؟!

نظر في الأرض خجلاً، وقال: بفضل علم وفِراسة المؤمنين، قالت: فبفضل علم وفراسة المؤمنين نَقِّب فيما جعلني أنصرف عن ذي النعمة لذي الفاقة، ومن بيده المنح، لمن لا يملك إلا الماء والمِلح، سكت، وانصرف يفكر في الأمر، وفي الليل اهتدى للإجابة، فاستيقظ مسرع الخطى، مستطير العقل؛ ليخبرها الإجابة، فما عثر على الشجرة، ولا الظل، ولا السيدة العجوز التي أرَّقت ليله.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة