• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

أول أيام الشتاء ( قصة )

أول أيام الشتاء (قصة)
محمد صادق عبدالعال


تاريخ الإضافة: 30/10/2014 ميلادي - 6/1/1436 هجري

الزيارات: 8153

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أول أيام الشتاء


السماء التي أمسكت عن الإمطار حينًا من الدهر، قد أيْئَست الخلق من العشم في صفحة قاتمة تقِيهم حَرّ النجم إذا طغى، وبين زهد وانصراف، باغتتهم الكريمة بالصَّيِّب الوابل، في أول أيام الشتاء، فهُرع الأطفال إليه، يلتمسون أول حبات المطر، يلعقونها بأفواههم، قبل أن تباشر وجه الأرض، فتصبح عليهم حرامًا، وثيابهم المترهلة الواسعة قد التصقت بأجسامهم التصاقًا، من وقع حبات المطر عليها، وحتى الرجال لم يتطلعوا لقبعات أو شَمَاسٍ؛ اتقاءً للمطر.

 

حتى النساء اللَّواتي تجاهلن إغلاق النوافذ والشبابيك، قد سُررن لرؤية المطر، برغم أَسرة البيوت التي سيطولها المطر.

 

وهناك في إحدى النوافذ، حيث الزوجة الأم، ذات الخصلات البيض، تطل من النافذة المنسية، فيقبل الزوج المحال للتقاعد، فيقف إلى جوارها، يشاركها المشاهدة.

 

قالت الزوجة والأم: عجيب أمر الخلق!

 

الزوج: فيمَ العجب؟!

الزوجة: يفرحون بالشتاء في أوله، ويبتهجون لقدومه، فإذا تتابع عليهم، كرهوا بقاءه، وتمنَّوْا رحيله.

 

الزوج: إن لذة التغيير تعالج آلام الاستمرار والرتابة.

 

نظرت له الزوجة نظرةً جعلته يفر بمقلتيه، يقلِّبهما في السماء، ويقول:

ما زالت السماء تُقِلُّ سُحبًا ثِقالاً.

 

ضمَّت الزوجة مصراعي الشباك، ثم أحكمت الإغلاق، حتى أعتمت الحجرة.

 

وهناك في الشرفات العالية، حيث يقف صاحب السطوة - أيضًا – يَطّلع، ويباشر الناس في أول أيام المطر، وإلى جواره يقف خاصة رجاله، فيقول - صاحب السطوة - منزعجًا: عجيب أمر الرعايا! وما أحلمَ الملوكَ على الرعية!

 

الحاجب: وما العجب سيدي صاحب المقام؟!

ذو السطوة: يستقبلون أول أمطار الشتاء، في فرح وانتشاء، فإن استطال بهم مقتوه، ونعتوه بالقارس القاسي، واختلقوا ربيعًا يجرهم للصيف جرًّا، حتى إذا أذاقهم من سموم حره، مقتوه هو الآخر، فماذا ينتظرون؟!

 

أحد رجاله في تلقائية: إن لذة التغيير تعالج آلام الاستمرار والرتابة.

 

لم يتوانَ ذو السطوة في أن ينظر إليه نظرةً، تُشابِهُ لحد كبير نظرةَ الأم والزوجة التي كانت بالنافذة من قبل، فقال القائل متراجعًا:

لكن الصيف أكثر انطلاقًا وحيوية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة