• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

حنين ذئب .. وأنين هرة ( قصة )

حنين ذئب .. وأنين هرة ( قصة )
حمزة الحساني بنطنيش


تاريخ الإضافة: 20/5/2014 ميلادي - 20/7/1435 هجري

الزيارات: 6088

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حنين ذئب

وأنين هرة


التقى اثنان، ذكر وأنثى، تجرَّأ الولد، استَحْيَت البنت، ألَحَّ عليها، فكَّرت، فكَّرت - عملاً بالتقليد لا غير - ثم أعلنَتْ موافقتَها الأولى، حان وقت الإفصاح، وتخشى ضياع الفرصة، يُؤنِّبها الضمير بفطرتِها، فتصدع في نفسها: سأكون مثل باقي الناس، وليس كل مَن أحب نيتُه فاسدةٌ، يضيف لها شيطانها: الأصل في الناس البراءة.

 

حادثها بالهاتف، استجوبَها في منتصفات الليالي، "دردش" معها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهمُّه واحد أو وحيد، يكمُنُ في البُغْية والفَحْوى من كل ذلك، لا تتردد قارئي العزيز في الظن، إنه ليس من فصيلة الظن السيِّئ، يرى فيها فريسة لا غير!

 

أقبلت الليلة الباردة، بمطرِها الحنين، وجوِّها الدافئ، وبَرْقِها المشرق؛ جوٌّ ساكن، وشتاء بلا رعد، رفع سماعة هاتفه ليتصل بالحمامة - على حد تعبيره - وهي ببيتها تعدُّ أدوات التجميل، وتأخذ من العطر ما يسحر "ذَكر الحمام"، حيَّاها بتحية سلام، وألان لها الحديث حتى تمنَّت أن لو كان أمامها، طمأنَها أن سيحل بشارعها الآن، اتخذت لبستها، وحملت حقيبتها الصغيرة ذات اللون الأحمر الفاتح، وخرجت منتظرةً سيِّدها، أقبل عليها كبدرٍ تفجَّر نوره وانفلق، صعِدت السيارة - ولا تدري إلى أين المفر - تبادلا التحية، وقبَّلها على وجنتَيْها لأول مرة، استحيت قليلاً، ثم جدَّدت ثقتها بنفسها، من غير أن تراه ذئبًا؛ إذ تثق به أكثر من نفسها، وهما منطلقان في المسير، سألته: أين وجهتنا؟ أجاب بليونة: بيتي إليك مشتاق، ولساني كم يتمنى أن يفصح لك عمَّا بداخلي!

 

أضيفي أن لنا مستقبلاً يلزمنا نسج خيوطه من الآن، ظنَّت خيرًا، من غير أن تعلم أن الحادث لا وَزَرَ منه، لم تستيقظ من حالِها وثقتها، إلا بعد أن وجدت نفسها خلف بابه الموصد، حاولت الثقة به، لكن ضميرها يُلقِّنها الدرس تلو الآخر، وهي في سن نضج، راودتها نفسها كصديقها، وانطلقا في السبات المذموم حتى أشارت الساعة إلى الرابعة فجرًا، مرَّت بين عينَيْها دروس كالبرق الذي شاهدَتْه بالأمس، ولكن وجدت نفسها في مأزق، حدثت نفسها: إلى أين المفر؟ أجابَتْها: كلا لا وزر.

 

أخذت تبكي، وتبكي، وتبكي، وأخذ الذئب يبتسم، يبتسم، فبقيت الذئاب تبتسم، والهرر تبكي، من غير أن تعتبر الهرر، ولا تعفَّ الذئاب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- كلمة حق..
حمزة اغزيل.. - المغرب 20-05-2014 08:06 PM

بسم الله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله محمد صلاة ربي وسلام عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.. أما بعد : فهنيئا لك أخي وحبيبي حمزة الحساني على إبداعاتك اللامتناهية..خطت أناملك عبرا ودروسا من ذهب.. وعبرت سطورك عن آفة من آفات المجتمع.. وأزمة من أزمات المراهقين النفسية والإجتماعية والسلوكية.. حقا أنت مميز في أسلوبك.. إذ له لحن يخترق القلوب ويفتح القلوب.. واصل في طريق الحق.. وارسم لوحاتك الفنية التي تختار ألوانها وتوزعها بعناية.. تحياتي أخي الحبيب..

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة