• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

الأمراء ( قصة )

الأمراء ( قصة )
سعيد بوطاهر


تاريخ الإضافة: 14/5/2014 ميلادي - 14/7/1435 هجري

الزيارات: 4090

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأمراء


صليتُ الجمعة ذات يومٍ، وخرجتُ من المسجد عائدًا إلى البيت، كانت - كما هو حال جلِّ مساجد هذه البلاد - عرباتُ الباعة متناثرة أمام المسجد، تعرضُ مختلف السلع، فوضى عارمة تقطعُ عليك الجو الروحي المُنعِش الذي خرجتَ به؛ لتغمسَك من جديد في وحل المادة.

 

اشتريتُ بعض الفواكه ومضيتُ في طريقي، كان الشارع القريبُ من البيت شبهَ خالٍ من المارَّة، فالكل على موعد مع قصعة "الكُسْكُس" المبجَّلة؛ إذ من عادة أهل المغرب أن يكون طبقُ الغداء يوم الجمعة هذه الأكلة العجيبة، التي من أجلها يتبرَّأ المصلُّون - إلا من رحم الله - سريعًا من خشوعهم وسكينتهم التي كانوا عليها أثناء الخطبة والصلاة؛ إذ ما أن يُسلِّم الإمام حتى يطيروا على جَناح اللهفة والشوق إلى الأبواب، متدافعين غير متراحمين، لا يأبَهون لذي شيبةٍ ضعيف، أو صاحب عاهةٍ عاجز، همُّ أحدهم عبور الباب إلى الخارج أسرع ما يمكن ولو آذى بيده ولسانه.

 

استرعى انتباهي وأنا في سبيلي رجلٌ لا أدري هل هو في ثلاثينيات عمره أو أقل من ذلك أو أكثر؟ فالأوساخ المتراكبة على وجهه وشعره، وقسوةُ الشارع التي كدَّت بدنه، جعلت وكأن أطوار العمر التي يجتازها الإنسان قد اندمَجت عند هذا الرجل، فأودعته ملامح منها جميعًا.

 

كان جسمه شبهَ عارٍ إلا من أسمالٍ تسترُ مواضع منه، وكان يمشي وسط الطريق يعرج بإحدى رجلَيْه يجرُّها بمشقَّة شديدة.

 

اقتربتُ منه وقدَّمت له حبّات من الفاكهة، فرفض قائلاً: "لست بحاجة إلى شيء، لديَّ ما يكفي".

 

أصررتُ على أن يأخذ ما بيدي، فقطع دابر المساومة بحزمٍ وحسم، ثم تابع السير، ووليت أنا الآخر وجهي شطر بيتي، وابتعدنا عن بعضنا البعض بضعة أمتار، ثم ما لبث أن ناداني قائلاً: "معذرة يا أخي، أشكرك" وأكمل طريقه.

 

لم أشكَّ ذرة أن هذا الرجل سيِّد في عالَم الروح، وأميرٌ يتربع على عرش القناعة والعفَّة والعزة والإباء، أين منه أمراءُ الدنيا وأصحاب المال والجاه، ممن ملأ نفوسَهم الجشعُ والهلع والخسَّة؟! أين منه نحن جميعًا؟! لدينا كل شيء لكن لا نملك أهم شيء!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة