• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

شاب بدأ يتسلم ورديته المسائية ( قصة )

شاب بدأ يتسلم ورديته المسائية ( قصة )
مصطفى عطية


تاريخ الإضافة: 12/5/2014 ميلادي - 12/7/1435 هجري

الزيارات: 4187

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

شاب بدأ يتسلم ورديته المسائية


لا يعرفُ له أقرانُه حزنًا من فرح، كما لا يعرفون له ليلاً من نهار.

 

وهو يصحو الآن في ذهول، يَدْعَكُ عينَيْه، يذهب أثر النوم، أو يغمضهما من وهج ضوء المصباح الذي تركه مشتعلاً، رغم ضوء النهار الذي ما زال يتسرَّب من ستارة نافذته المهترئة، ثم يذهب مسرعًا إلى دورة المياه، وربما لو كان قبل نومةِ القيلولة لهذا اليوم قد أفرغ مثانته الممتلئة، حينئذٍ ما كانت ستأتيه هذه الرؤى في نومه؛ لكنه تكاسل بمجرد إلقائه لجسده المنهَك على السرير؛ ليسلم لنوم سريع، كعادته.

 

لقد رأى نفسَه ينتفض كالماردِ، ويصرخ فيمَن حوله، خاصة الأستاذ "سين" الذي يعمل لديه، كما رأى وجوه الناس - أمام ثورته تلك - لا يُبالون به القَدْر المرضي له؛ مما دفعه أن يزيد من حدَّة غضبه إلى درجة التشابك معهم بالأيدي.

 

لقد قرَّر أن يدمّر عَلاقته بهم، فهو لا يحبُّهم، ولا يرتاح إليهم كفريق عمل ينتمي إليه، تكفي السنوات الأربع التي مضت دون أن يُوفِّر شيئًا يُذكَر لإتمام مشروع زواجه، ودون حتى أن يجد من بين مَن حوله الصديقَ الذي يرتاح إليه، لكن إن ترك عمله ماذا يصنع؟! وأين يذهب؟! وهو الشاب الإقليمي في هذه المدينة الفضائية الكئيبة، إنه يشعر أنه ثور مربوط بإحكام إلى ساقية عتيقة ظالمة.

 

 

(الله أكبر، الله أكبر)، شدَّ إليه غطاء السرير كيلا يسمع شيئًا، إن "ميكروفون" المسجد المجاور كأنه أسفل أذنيه، يعلم أنه سيخرج إلى المسجد في تكاسل، لم يكن به غير نفر قليل، وقف إليهم في رتابة.

 

(الله أكبر) كانت الأفكار تملأ رأسه، وكان صوتًا كالشيطان يندلع داخله، هل أستمرُّ في هذا العمل؟ إنهم يرونني لا أستحقُّ زيادة في الراتب.

 

و.. (الله أكبر)، لا يريدون تقليل عدد ساعات العمل حتى يسهل عليَّ مزاولة عمل آخر باقي اليوم، (سمع الله لمن حمده) أنا في حاجة إلى اتخاذ خطوة جادة، كيف أترك نفسي هكذا؟ إلى متى أهرب من نفسي؟

 

(الله أكبر) سبحان ربي الأعلى، ربي ما حاجتي إلى التردُّد على نوادي النت لمطالعة مواقع التوظيف، وما جدوى متابعة الجرائد بهذا الكم، وهذا العمل المتواضع كأنه قدري الوحيد؟!

 

(الله أكبر) كانت عينُه قد بلَّلتها دمعةٌ قد تحدَّرت على خدِّه وهو يرفع من السجدة الأولى.

 

(الله أكبر) سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى.

 

فرغ من الصلاة، وعندما خرج من المسجد ذهب إلى البقالة التي يعمل فيها، كان يخطو بغير الوجه الذي كان عليه منذ ساعة، دخل لمكان عمله مبتسمًا في وجه زميله، ألقى عليه السلام، صافحه بحرارة، وبدأ يتسلَّم منه ورديته المسائية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة