• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

الفيس وعكرمة وأنا

عمر سالم محمد باوزير


تاريخ الإضافة: 16/3/2014 ميلادي - 14/5/1435 هجري

الزيارات: 5539

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الفيس وعكرمة وأنا


بعدما دخلتُ إلى عالم (الفيس بوك) احتجت إلى أن أُدوِّن بعض الحِكَم العربية والأبيات الشعرية على صفحتي، فما كان مني إلا أن تَوجَّهتُ إلى عكرمة وألقيت عليه طلبي، حملق بعينيه في كبد السماء، ومَن ثَمَّ نظر إليَّ متأملاً، وبدت على وجه ابتسامة توحي بثبات الجنان والأركان، فقلت في نفسي: وقعتُ على خبير.

 

وما هي إلا ثوانٍ معدودة، وإذا به يُبادِرني قائلاً: مِن أشهر ما قاله الشعراء:

الكلام المعسل من طرف اللسان
ما يودي مكان ما يودي مكان

 

دعك من هذا، وخذ بقول الآخر:

(أسلوبك خطأ يا صاحبي مَن عاشرك ملَّك، القلوب الطيبة ضحية الأنذال!).

 

ارتسمت على صفحةِ وجهي أمارات الاستغراب، وأنا أنظر إلى عكرمة، وبرغم ذلك لم يُلقِ إليَّ بالاً، واستمرَّ في حديثه وقال: لعلك تريد حكمة عربية، خذها يا صديقي ولا تخَفْ، فها هي دونك: (لا تصالح، جاملهم تعيش، تروح يجي غيرك).

 

كتمتُ غيظي، ولكني رأيت عكرمة لم يكفَّ عن الثرثرة، فهويت بيدي على كَتِفه، فما كان منه إلا أن سكت على مضضٍ، وساد المكان بعض السكون، وقلت له بملء فيَّ: ظننتك فارسًا في هذا الميدان، فإذا بك أضحيت حمارًا في ميدان الشعر العربي الأصيل، لا تَكُف عن الثرثرة، ائتِ لي بأقوال العرب، بأبيات المتنبي، أو زهير بن أبي سلمى، أو حكمة من حِكَم أكثم بن صيفي، أو ابن ساعدة الإيادي.

 

زفر حينها عكرمة زفرةً عميقة، وقال لي وهو يَمُط شفتيه: ثكلتك أمك يا أخا العرب، كالعادة أنت إنسان كلاسيكي، ما زلت تعيش في القرون الوسطى، لقد أتيتُ لك بأقوال الشعراء الحكماء - في العصر الحديث - الموشاة بالذهب، فأعرضتَ عنها، وتريد أقوالاً عفا عليها الزمن، ولكن ما دام الأمر كذلك، فهذه أقوال من العصر الجاهلي، وما عليك إلا أن تأخذ القلم وتُسجِّل.

 

انسلَّ قلمي من غِمده ليأخذ أبيات الشعر من أفواه الرواة، انتظرت الدقائق تلو الدقائق، ولكني تحلَّيتُ بالصبر الجميل؛ علَّ قريحة عكرمة أن تجود عليَّ بما لم يخطُر لي على بال.

 

زوى حينها عكرمة حاجبيه وهو يسترِق النظر إليَّ، وقال بعد مرور وقت عصيب: أقوال المتنبي هي خير زاد، أوَلم تسمع بما قال؟ لقد قال بيتًا يُكتَب بماء الذهب لا بمداد حبرك هذا! فدونك هو:

أجِزْني إذا أُنْشِدْتَ شِعرًا فإنما
بشعري أتَاكَ المادِحونَ مُرَدَّدَا

 

هنا توقَّف عكرمة هنيهة، ومدَّ يده نحوي مطالبًا بجائزته، فرددتُ يده في رِفْق، فما كان منه إلا أن أكمل قائلاً:

إذا أنتَ أكْرَمتَ الكَريمَ مَلَكْتَهُ
وَإنْ أنْتَ أكْرَمتَ (الحمار تعنترا)

 

فغرت فمي، وانسدل الدمع من عيني أنهرًا، من شدة ما انتابني من موجة ضحك عارمة، فلم أَملِك حينها إلا أن أقول: لله دَرُّكم يا طلاب هذا العصر!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة