• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

أحجية الماضي ( قصة قصيرة )

د. أحمد أبو اليزيد


تاريخ الإضافة: 13/3/2014 ميلادي - 11/5/1435 هجري

الزيارات: 8041

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أحجية الماضي


وأنا ابن تسع سنين كنت مع والدي في سفرٍ جهة الشمال، حيث الريف، كان القطار البخاريُّ يقطع الطريق في تؤدة كأنه رجل عجوز يصير إلى مثواه الأخير.

 

نظرتُ من شرفته المتهالكة إلى تلك الحقول التي تعجُّ بالأنعام والبشر على حدٍّ سواء... مرَّت دقائق معدودات، ومرّتَ بنا أرض للشرفاء - أو هكذا يقول الناس - فالشرف عند عوام الناس رديف المال، دورٌ وقصور كأنهن المرجان والياقوت، عجبتُ أنا من قصور الشرفاء وأكواخ البسطاء، سعَّر القطار مرجله وسعر عقلي كذلك مرجله متفكرًا في المصير.

 

سألت أبي - بلسان التعجُّب والاستفهام معًا -: هل هذا يَجوز؟! طفلٌ يَشقى تحت لهيب الشمس وطفلٌ يَرفل في النعيم؟ أبي، من أي الصِّنفَين أنا؟

عَجِب أبي من لساني وأجاب بلسان الحكيم: ومِن أيِّ الفريقين تحبُّ أنت أن تكون؟

 

لم أشأ أن أجيب فالجواب - رغم يُسْرِ السؤالِ - عسير، وجال بخاطري أن هذا ليس بسؤال، فلكم وددتُ أن أرفل في النعيم!

 

و قبل أن أجيب شعرتُ أني إن وددت ذلك فأنا أحيا على نقيض ذلك.

 

فهتفَتْ بي نفسي: وهل أنت حقًّا كذلك؟!

 

قلت لذاتي: حتمًا لا.

 

قطع القطار شرود صمتي؛ إذ وصل إلى مثواه الأخير.

 

تنهَّد أبي والحسرة تخرج مع الزفير: هيا بنا حتى نصل قبل الأصيل.

 

مرَّ ما يزيد على ثلاثين عامًا، وسافرتُ بسيارتي الفارهة في سفر طويل مع طفلتي ذات الأعوام السبع، كانت تلهو بحاسوبها الصغير، لم تُلقِ لي بالاً وهي تقول: أبي، صديقتي أرسلت لي رسالة أنها سوف تُسافر في عطلة هذا الصيف إلى باريس، أبي، لماذا لم نكن أغنياء مثلهم؟ يا لها من حياة تعيسة!!

 

راودني وجه أبي الغالي وزفيره يوم القطار البخاري، وشعرتُ أن رهج مربض خيول يَخرج من صدري.

 

قلتُ لها: طفلتي، تلك أحجية الماضي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- إلى الأخ كريم من الجزائر
أحمد أبواليزيد - مصر 15-03-2014 11:23 PM

شكراً جزيلاً على تعليقك الراقي.

1- حكمة الكبار فطرة
كريم - الجزائر 15-03-2014 12:01 PM

أحجية الماضي و هي كذلك في الحاضر و في المستقبل؛ لغز و تناقض ينازع قلب الطفل الشغوف المتطفل، و حقيقة الدنيا الذابلة الذاهلة في قلب من عرك الحياة و عركته، و صار على أبواب عين اليقين...
الومضة القصصية، و بدون مبالغة، متكاملة.
كل الشكر و التقدير للكاتب

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة