• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

البحث عن قلم ( قصة )

البحث عن قلم ( قصة )
عمر سالم محمد باوزير


تاريخ الإضافة: 12/3/2014 ميلادي - 10/5/1435 هجري

الزيارات: 5460

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

البحث عن قلم

 

تكالبت صُرُوف الدهر وحوادث الأيام على ذلك الفتى، الذي لم يستطع حراكًا حيال هذا التكالب، فلم يجد بدًّا من ترْك مقاعد الدراسة، التي أحبَّها بكل ذرة في فؤاده؛ علَّه أن يَسُدَّ شيئًا ولو يسيرًا من الخلل الذي ألَمَّ بالأسرة برُمَّتها، بعدما حاصرت أباهم الديونُ من كل مكان، فأُودِع السجن على إثرها، لم يجد حينها سوى أن يعمل في مخزن برُفقة ثلاثة من أترابه، الذين دارت عليهم دوائر الزمن ورماهم عن قوس واحدة!

 

كلما خيَّم الليلُ بسكونه ولبس جلبابه الأسود، سقط الأطفال الثلاثة مستسلمين لنوم عميق، وما إن ينقضي شطر من الليل إلا ويستيقظ صبينا الصغير، ويجول بناظِريه في الأرجاء، فلا يرى إلا السكون الرهيب، ما عدا فئرانًا وصراصير تلعب وتمرح في هذا المكان الواسع، وعلى جانبه تمامًا صديقاه قد غطى جفونهما الكَرَى، فتَرتسِم على شفتيه ابتسامة، ويُتمتِم قائلاً: "لو اكتشفا أمري لسخرا مني"! فيقوم بعدها وهو يسير على أطراف قدميه، وينتحي بعيدًا عنهما، ويظل ساعات وهو متشبِّث بالقلم، مُكِب على أوراقه يُسجِّل ويسجل، وبعدما تَجِف أفكاره يعود أدراجه؛ ليأخذ قسطًا من النوم؛ ليمده بالنشاط في النهار، وتَمُر الليالي وصديقنا على ما هو عليه، وفي صباح أحد الأيام ظلَّ الصبي الصغير يجوب الشوارع والطرقات، وهو يحتضن أوراقه بكل ما أوتي من قوة، باحثًا عن مقرِّ أي صحيفة ليُريها ما كتَبَ؛ علَّ خطوطه التي رسمها على صفحته البيضاء تجد النورَ، وما هي إلا دقائق معدودات إلا وصبينا الصغير يُسلِّم أوراقَه البالية لرئيس تحرير إحدى الصحف، ينظر رئيس التحرير إلى الأوراق يُقلِّبها رأسًا على عَقِب، ومن ثَمَّ يَحدِج الصبيَّ بنظراتٍ خاطفة، وهو يرى أسمالَه البالية التي اكتسى بها جسمُه الواهن، فما يَملِك إلا أن يُصوِّب رأسه طلوعًا ونزولاً رافضًا نشر ولو كلمة واحدة، فما يَملِك حينها صديقنا إلا أن يخرج وهو مطأطئ الرأس، كاسفُ البال، ولكن اليأس لم يعرف طريقًا إلى نفسه، فانتقل بعدها إلى صحيفة ثانية وثالثة، ولكن للأسف كانت إجابتهم واحدة!

 

وبعد محاولات مُضنية بذَلها، وجد ضالَّتَه التي يبحث عنها، وعرض ما لديه على رئيس الصحيفة، فما كان من الأخير إلا أن أخذ يتأمَّل الأوراق البالية، ويُصوِّب نظراته فيها تارة، ويسترِقُ الأخرى نحو الصبي الواقف أمامه، ثم وعد الصبيَّ بالنظر إلى وريقاته في وقت آخر، مضت الأيام بطيئة وصبينا الصغير يَلُفه القَلَق والترقب من كل جانب، وهو ينتظر مرور الساعات لكي يحظى بمعرفة الخبر، وفي اليوم المحدَّد أتى إلى مقر الصحيفة فدخل من فوره، ولكنه خرج يَركُض بخطى مُتسارِعة، يجوب الشوارع والطرقات، ودموعه تَنهمِر من عينيه مُزلزِلة كل ذرة من كِيانه من الفرح والسرور الذي ألمَّ به، فهذه أول مرة يرى موضوعه اليتيم الذي ظلَّ حبيس الورق يرى النور مذيَّلاً باسمه تشارلز ديكنز، الذي أصبح فيما بعدُ واحدًا من عظماءِ الأدب الإنجليزي.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة