• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

حوار النفس ( خاطرة نثرية )

د. أحمد أبو اليزيد


تاريخ الإضافة: 25/2/2014 ميلادي - 24/4/1435 هجري

الزيارات: 10358

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حوار النفس


نظرتُ إلى طفلي الصغير ذي الأعوام الثلاثة واﻷنوار الملائكيَّة تَنبعِث من عينيه السمراوين، كأنما الشمس أطلقت أشِعَّتَها على ليلة ظلماء، فأشرق كلُّ ما في تلك الليلة، حتى تبدَّد ظلامُها بنور، حتى إن من فُرُط شَغَف تلك الليلة بالنور، خلعتْ عن كاهلها وشاحَها القاتم، واستبدلته بآخر أبيض بهيج، بل بلغت قمة سعادتها حين اتَّخذت اسمًا لها غير اسمها المألوف فأصبحت نهارًا.

 

انتبَه صغيري إلى التفاتي إليه، وأدرك بعقله البريء - رُغْم صِغَره - أني أُحِبه؛ فالحب لا يُوصَف بل يُذاق، ومن صفت فطرتُه ذاق معاني الشوق عن غير عمدِ إدراكٍ، لكنه فاجأني بالقول: أبي، تعال العب معي، فليلة أمسِ واعدتني باللهو، غير أنك أخلفتَ كعادتكَ هذا الوعد، هلم العب معي، هلم العب معي، يقولها وهو يَجذِبني بكلتا يديه، بأقصى قوة فيه؛ حتى أتزحزح عن مكاني، يجذبني وهو لا يُدرِك أنه جرحني ببراءته، حين أعلمني من نفسي صفة مُتأصِّلة في ذاتي، أُخفيها عن قصد وأتحاشى أن أُوصَف بها، إنها النفاق!

 

كم من خُلُق ذميم نواريه في كبد الوهم! وكم نحيا ونحن ندري أو لا ندري في رَهَج عادة مقيته، آه يا نفس! هل بلغت هذا المبلغ الذى تتعلَّمين فيه الحكمة من فم طفل، وأنت التي تُوصفين دومًا: نفس عالم حكيم.

 

آه يا نفس! كيف انحدرتِ إلى هذا المستنقع؟!ألم تكوني نفس طفل بريء؟!

آه يا نفس! لكم وددتُ أن نعود معًا إلى عهد الطفولة البريئة!

 

قالت لي النفس: ويحك! أتلومني وأنت عار؟!ألا تراني في كل مُنعطَف في الحياة أجذبك وأنت كالقطار المُنطلِق يتسعَّر مِرجَله؟!ألا تراني في كل يوم أناديك: أَقبِل هنا، إياك أن تذهب، فتضيع في تيه الحياة المريرة الكاذبة؟!

 

قلت لنفسي: ويحك! ألا تدفعينني أن أبلغ من الكمال قمَّتَه، فها أنا ذا أنطلِق حتى أُشبِع رغبتَك في الكمال! قالت لي النفس: وهل انخدعت يا مسكين بكيد الشيطان، الذى يُزيِّن لك الغفلةَ على أنها الكمال؟!استيقظ يا هذا، وإلا استيقظت وأنت محمول على الأعناق إلى ظُلْمة القبر أو على شفير النار تُنادي: ليتني قدَّمتُ لحياتي!

 

هزَّتني نفسي، حتى أفقتُ على بكاء صغيري: أبي أخلفني الوعدَ كعادته.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
6- جميلة يا دكتور
محمد منصور - Belgium 03-03-2014 03:15 PM

جميلة جدا يا دكتور وبالتوفيق دائما، وإنما بداية السيل قطرة ;-)

5- بين الهندسة والأدب محتار اختار مين فيهم
تامر محمد شحاتة - مصر 27-02-2014 11:34 AM

احسنت يا دكتور ودائما تخرج علينا بما هو جديد علينا وليس بجديد منك . نرجو منك قريبا (وقفات مع النفس) ومع تمنياتى بالتوفيق

4- رائع أبا أنس
محمد عبد الفتاح - مصر 26-02-2014 02:17 PM

( لا جديد يذكر ولا قديم يعاد ) .... فقط رائع كالعادة

3- very good
mostafa - egypt 26-02-2014 12:31 AM

very good

2- رائعة نثرية
محمد عبد ربه - مصر 25-02-2014 09:56 PM

خاطرة نثرية رائعة من روائع الدكتور أحمد ابو اليزيد...واكثر ما يميزها تنوعه في أساليب السرد مما أضاف على المقال الكثير من الروعة والتشويق للوصول لهدف المقال بأقصر وأفضل الطرق....دمت رائعا وبالتوفيق

1- إنها رائعة نثرية
رمضان بن عبد الحميد - مصر 25-02-2014 05:29 PM

رائعة يا أخ أحمد. فكلنا في أمس الحاجة إلى هذه الوقفة الصادقة من النفس.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة