• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

عم محمود السقا ( قصة )

عم محمود السقا ( قصة )
حسن عبدالموجود سيد عبدالجواد


تاريخ الإضافة: 19/2/2014 ميلادي - 18/4/1435 هجري

الزيارات: 3812

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عم محمود (السقَّا)


لن أقلد أستاذنا الكبير "يوسف السباعي" في روايته: "السقا مات" فأكتب عن ذلك الرجل الكادح الذي يحمل قِربته فوق ظهره، ويمرق بها في أزِقَّة القاهرة وحواريها، بل إنني سأخبركم عن رجل نال من عهد السُّقاة آخره، لم يحمل - كما حملوا - قِربة فوق ظهره، ولم يملأها من النهر الصافي كغيره من قدامى السقاة.

 

ففي العهد الذي عاش فيه (عمّ محمود) ظهرت صنابير المياه العمومية، والتي قدَّر الله أن يكون أحدها أمام منزلنا مباشرة، كنا نراقب هذا الشخص عن قرب، وقد امتلأت دكاكين المدينة، التي لم تكن بعيدة عنا، بصفائح الجبن الكبيرة، والتي اتخذ (عم محمود) اثنتين منها كأوعية لحمل المياه مثبتتين بخطَّافين كبيرين معلَّقَين بعصا غليظة، يحملها فوق كتفيه يجوب بحِمله الثقيل شوارع القرية الضيقة، يملأ - وبنظامٍ روتيني يومي - أزيار أثرياء قريتنا؛ إن صح أن نطلق على من يمتلك بضع قراريط وبيتًا ذا طابق واحد من الطوب اللبِن ثريًّا.

 

في الحقيقة، إنني لم أتعامل مع هذا الرجل الطيب الذي شهِدَت طفولتي أخريات حياته، غير أنني لا أسامح نفسي حين أذكر ما فعلتُه معه أنا وأصحابي في مغامرة طفولية شيطانية كبَّدَتْه الكثير من المتاعب..

 

أذكر هذه الليلة حينما ملأ الصفيحتين وكنا نراقبه في الظلام ونحن جالسون فوق المصطبة التي أمام دارنا، حيث خلت شوارع قريتنا من أي ضوء إلا ما تجود به لمبات الجاز، والتي كانت هي الفارق الوحيد بين بيوتنا والمقابر، فكان الجو والوقت ملائمين لهذه المغامرة؛ حيث قبض كل منا بقبضة من تراب الشارع ومشينا خلفه في خفة طفولية رائعة حتى اقترب من طاحونة القرية، وهناك عند المنعطف أفرغنا ما في أيدينا في وعائَيْهِ الثقيلَيْنِ اللذين يصدران بفعل احتكاكهما بالخطافين الحديديين أنينًا يحاكي ما بقلب صاحبهما من آلام، ثم جرى كل منا إلى بيته تحت جُنْح الظلام، وبداخله أحاسيس متضاربة من الشفقة والخوف والسعادة.

 

وفي الصباح وعند صنبور المياه سمعْتُه وهو يدعو على أطفال القرية وينهال عليهم بالسباب.. فهو كغيره من مساكين قريتنا لا يملك إلا الكلام.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة