• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

الفريكة ( قصة )

حسن عبدالموجود سيد عبدالجواد


تاريخ الإضافة: 11/2/2014 ميلادي - 10/4/1435 هجري

الزيارات: 3663

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الفريكة

 

رحلة عجيبة وسط الليل والحقول والذئاب وأعواد الذرة التي تشبِه الأشباح المتراصة، يصبغها الليل بردائه الأسود الرهيب.

 

كان يمكن أن يحدث ذلك نهارًا، ولكن طبيعتنا ونحن في مطلع شبابنا كانت تتطلع إلى الإثارة والمغامرة.

 

نخرج ومعنا أسلحتنا المعتادة من العِصِي وقضبان الحديد؛ تحسُّبًا لمعارك مرتقبة مع الذئاب.

 

كم كانت ليالي جميلة، لكن الليلة الأولى كانت أجملها وأشدها إثارة ومتعة، يبتلعنا الليل ونختفي وسط الحقول، نواجه المجهول - كما عوَّدَنا آباؤنا - بقلوب متحفزة وعيون يقظة.

 

لا بد من جمع الحطب أولاً، ونعتمد عادة في ذلك على نخلاتنا السبع المتراصة على حافَة الحقل، يتسلق صديقي في مهارة وخفة، ثم يجذب جريد النخل الجاف، ينزعه عن موضعه، قد يجد صعوبة أحيانًا في ذلك، ولكننا في النهاية نحصل على ما نريد من الوقود.

 

يبدأ الحفل عندما نوقد النار، قد يتبعني أحد أصدقائي وينتظر الباقون، أنتقي (كيزان) الذرة الناضجة، وأملأ حِجر صديقي بها، ثم نعود لأصدقائنا حول النار، ننزع عن الكيزان أغلفتها الخضراء؛ لتكون معدة لصنع (الفريكة) أو الذرة المشوية كما يسميها أهل البندر، نضع الكيزان على النار، بعد أن يهدأ لهيبها وتصبح فحمًا متوهجًا، أُطْبِق أسناني على الجزء الموازي لخاصرتي من جلبابي، ثم أُمسك بطرفيه بيديَّ في شكل أشبه ما يكون بالمثلث أو المروحة، ثم أباعد بين ساقيَّ فأجعل الفحم المشتعل بينهما ثم أميل وألوِّح بهامتي أعلى فأسفل، أعلى فأسفل، يملأ الدخان المتطاير فمي وعينيَّ رغمًا عني، أسعل وتمتلئ عيناي بالدموع.

 

لكنني أواصل حتى لا ينطفئ الجمر، ويزداد توهجًا، قد تلسع بعض الجمرات رجلي العارية فأتنحى عنها قليلاً، ثم أعود لمهمتي، كم كانت تطربنا فرقعة حبات الذرة! وكم كان لعابنا يسيل لرائحتها الذكية! وكم كنا نشتاق لطعمها اللذيذ الذي كنا نتحمل من أجله أي شيء!

 

نُقلب كيزان الذرة فوق الجمر المشتعل حتى يكتمل نضجها ويتناوب أصدقائي معي التهوية حتى تتم (الفريكة) بنجاح.

 

تكاد المهمة أن تنتهي عندما يخرج أول الكيزان من النار لتمام نضوجه، ثم تخرج الكيزان واحدًا تلو الآخر.

 

ما أروع أن يأكل الإنسان بعد تعب! ولكن ما أسوأ أن يُكَدِّر شيء عليه صفو طعامه، ففي دقيقة واحدة كنا نهرول جميعًا نحو القرية لا ينتظر أحد منا أحدًا، ومن يقع لا يجد من يمد له يدًا بعد سماع صوته يعوي وسط حقلنا، ويقترب منا بسرعة أذهلتنا، وجعلتنا نهرب تاركين خلفنا الليل والحقل والذئاب والذرة والنار وأسلحتنا التي كنا نظن أنها تحمينا، بل وبعض أحذيتنا البالية التي كانت تعوقنا أكثر مما تسعفنا، وشجاعة كنا ندعيها تركناها خلفنا مع ما تركناه من كيزان هناك حول نار الفريكة التي قد تظل مشتعلة حتى الصباح.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة