• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

تراثنا، ماذا صنعنا به؟!

تراثنا، ماذا صنعنا به؟!
رؤوف بن الجودي


تاريخ الإضافة: 28/11/2013 ميلادي - 24/1/1435 هجري

الزيارات: 5120

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تراثنا، ماذا صنعنا به؟!

 

لما تقف ماثلاً متدبِّرًا خلف نافذة التاريخ، ترى أحداثًا ألقى عليها النسيانُ رداءَه، من أمجادٍ وانتِصارات، وأمم وحضارات، ورقيٍّ وازدهار، وكيف كان أجدادُنا بالأمس يَملِكون ناصية القوة والحضارة والتقدُّم، بل ناصية العلوم الإنسانية والطبيعية والصناعية، وكيف كان الأوروبيُّ في ذِلة وصَغار، يأتي إلى بلاد الإسلام فيَنبهر بزخرف الحضارة في ديارها، فيَجلِس جلسة الظمآن فيفتح أذنيه وعقلَه لينهلَ من هذا العلم الفيَّاضِ الذي كان مُحتَجزًا في أدمغة النابهين والعباقِرة من أجدادنا آنذاك (العصور الذهبية للحضارة الإسلامية)، فيعود إلى بلده - أوروبا - ليقص ما رأى في عجب واندهاش، ثم ليبُثَّ ما تعلم بين بني جلدته وأفراد عشيرته.

 

كانت أوروبا آنذاك تعيش في همج هامج؛ لا تَردعُها أخلاق، ولا يردُّها عن كيدها دِين، وكان الأوروبي في ذلة وصغار يدرس اللسان العربي اضطرارًا منه؛ ليدرس هذه العلوم التي بدار الإسلام؛ من بيطرَةٍ وبيزرة وعلوم الدين بمختلف أنواعها، وعلوم اللغة في شتَّى ضروبها، وعلم الفلك والنجوم، وعلوم الفلسفة والكلام، والنوادر واللطائف، فيَقتني ما أمكن أن يَحمله أسفارًا وكتبًا مخطوطةً نفيسةً، فيأتي بلده أوروبا، فيَحبس نفْسَه بين جدران أربعة، فيترجم لبني جلدته ما وقف عليه من علوم دار الإسلام، وهذه الطائفة هي الطائفة المُسماة بجيل "الاستشراق".

 

فكان ما كان، وشال الميزان، ورجحَت دفة أوروبا وخفَّت دفة دار الإسلام، وبقدرِ ما نال أوروبا الإصلاح والنهضة من سُبات القرون الوسطى، أضحَت البلاد الإسلامية مرتعًا للفوضى والجهل والفِتَن، واتَّسعَت الهُوَّة بين العالمَين، وفُرِّغ المسلمون من هُويتهم وثقافتهم ولغتهم، فأصبحوا كزقٍّ خاوٍ، ومُلئوا بثقافة ولغة لا تمتُّ لهم بصِلة، وأقلت لهم حبائل الشيطان تَصطادُ منهم كل غويٍّ وزائغ، وظهَر فيما بعد ما يُسمَّى بجيل الاستِعمار (وهي مرحلة مُتقدِّمة للاستِشراق والتبشير).

 

فسؤالنا هنا ماذا صنَعنا بتُراثنا؟ وقد أبصرنا في خلال هذه النافذة الصغيرة إرثَ آبائنا وأجدادنا، وكيف قامت تلك الحضارة بالعِلم، وكيف دُمِّرت بنشرِ الجَهلِ والبُعد عن الكتاب والسنَّة اللذين هما العِصمة التي تَعصِم من الزلل كل من استمسكَ بهما، وهل فاتَ الأوانُ على أن نُصلحَ من أنفسنا وفيما بيننا؛ لنُعيد للأمة مجدَها وسطوتها بين الأمم؟ فنقف وقفة رجل واحد نُميط اللِّثام عن هذا الإرث الزاخر؛ لنُخرجه إلى نور الدراسة وميدان العمل، فنجعله منهجًا لنُرمِّم به ما فات، ليَنشر التاريخُ أحداثه حاضرًا بين أيدينا لا ماضيًا نُردِّده آسِفينَ ومتوجِّعين، نَحتسي دموع الخِذلان وشهقات القهر مثل النوائح، والله المستعان، ولا حولَ ولا قُوَّةَ إلا بالله العظيم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة