• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / أدبنا / بوابة النثر / كُتاب الألوكة


علامة باركود

مهلا أيها العابر!

عبدالله محمد أشرف سعد


تاريخ الإضافة: 20/11/2013 ميلادي - 16/1/1435 هجري

الزيارات: 7970

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مهلاً أيها العابر!

 

(1)

على الضفاف من كل طريق سفر، هناك يدٌ تلوح تريد أن تصحب الراحلين، تريد أن تغادر الأرض التي كانت معها على وِفاقٍ، الأرض التي تفهم تلويحات تلك اليد، وتفهم تجاعيد وتفاصيل راحة كفَّيْها، تعرف بصمتها وتميزها من بين كل البصمات!

 

على ضفتي ذلك الطريق يلوح الراحل البسيط، شَعَرَ أم لم يشعر، هناك من يختلس النظر لتلك اليد، ويود لو أن له يدًا تُلَوِّح له تلويحة الوداع، إن لم تستطع أن تجتذبه إليها: أن لا تفارق، لا تغادر، لا تودع، لا ترحل!

 

وتقفز الأماني وسقفها، فما دامت الأماني لا تكلف شيئًا، فلنقفز بها إلى أبعد المستحيل، فتود لو أن لها يدين لتضمه وتشمه قبل الوداع، هذا إذا لم تستطع أن تشير إليه: أنا أرضك، أنا تربتك التي تحبها وتحبك!

 

لا شيء من ذلك يتحقق، ويغادر الراحل البسيط يلاحق أمانيَه وآماله، أو يهرب من متاعبه وآلامه!

 

وهو - وإن كان من حيث لا يشعر - ينظر لتلك الأرض في لحظات الرحيل حين يستوي على دابته، تلك النظرات هي اختزال لمسير العمر الذي قضاه عليها، هي نظرات الوداع، هي نظرات الحنين المبكر، هي نظرات الذكريات! هو وداع تفهمه الأعين، وتعيه الأرض!

 

يغُذُّ الراحل المسير وهناك اللوحات الإرشادية التي تدل على طريق العودة، أو تلك التي تحمل أرقامًا تدل على أن ما بقي على المدينة المقبلة كثير، وبمعنى آخر: فإنك لم تقطع سوى القليل بعيدًا عن أرضك.

 

ما زالت الفرصة متاحةً لتعود أسرع.

 

لا بد أن صاحب الحنين المتدفق يُشيح بوجهه، فالحقيقة مُرة، وأن تكون الحقيقة فراقًا فهو أَمَرُّ!

 

(2)

الطريق المُعَبَّدُ يود لو نطق؛ ليحكي حكايات السائرين، حكايات الراحلين، حكايات العابرين الذين سافرت بهم مراكبهم عليه.

 

وعند مفترق الطرق على المدخل والمخرج من كل مدينة، تود تلك المداخل لو استوقفت العابرين؛ فهي الأخرى تفقد وتشتاق، وتود لو تنطق!

 

تود لو استوقفت ذلك العابر لتقول: أما لك فينا مقام؟! أما لك فينا من حب جديد؟!

 

لكنَّ عابر السبيل لا يُلقي بالاً للغرباء، أو لمن يشعرونه بحقيقة غربته! لا يحمل سوى القليل من المشاعر تجاههم، يمضي وفي خاطره همان: همٌّ لأرض خلَّفها وراءه، يعرفها وتعرفه، يحبها وتحبه، وأرض أخرى هي الوجهة التي يريد؛ ليواجه ويلاقي حياة أخرى، قد تكون حبًّا ثانيًا، لكن:

كم منزلٍ في الأرض يعشقُه الفتى
وحنينُه أبدًا لأوَّلِ منزلِ

 

تود تلك المداخل للمدن لو استوقفت العابر لتقول:

ألا تعرف فلانًا، فلانًا الذي هجر أرضنا لأرضكم، وودع أحبابه عندنا ليلقى أحبابًا عندكم:

كيف طاب له المقام بعدنا؟! وما الذي كرهه من أرضنا؟! أمِنْ جدبٍ، أم رأى في غيرنا ما لم يرَ فينا من حُسن؟

 

لو كان الأمر إليَّ، لازَّيَّنْتُ له ليعودَ!

 

وتود بعضها لو نادت: مهلاً أيها العابر، قد كنتَ فينا ساكنًا ثم هجرت، واليوم تمر بلا حنين أو أنين؟!

 

مهلاً أيها العابر، لا تطرق سبيلنا؛ فإن عبورك يجعلنا عطاشى الماضي، وما أنت براوٍ عطشنا!

 

مهلاً أيها العابر!

 

أنت منا، لا تغادر!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة